مفتاح
2024 . الجمعة 29 ، آذار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لم تعد تفاجئنا الدعوات العنصرية بالقتل والإبادة التي تنطلق من أفواه الحاخامات اليهود، والتي كان آخرها ما تفوه بها الحاخام اليهودي "عفاديا يوسف" الأب الروحي لحزب شاش الديني المتشدد لليهود الشرقيين، وهو من أعمدة التحالف الحكومي المتطرف الذي يقوده نتنياهو ويشغل أحد عشر من مقاعد البرلمان الـ120، فهي ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تنطلق فيها دعوات التحريض والعنصرية من هؤلاء، لكن التساؤل الذي نطرحه هذه المرة، هو لماذا يبقى مثل هذا الحاخام العنصري المتطرف والذي يعد رجل دين يدعو إلى الله بالحُسنى، التي يقتصرها هو على قتل العرب والمسلمين وتحديداً الفلسطينيين، على رأس حزب يعتبر أحد الأحزاب الرئيسية في الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل حالياً، ما يعطي تصريحاته أهمية وتأثيراً واسعاً فهو شخص في موقع مسؤول وليس زعيم أقلية هامشية؟؟.

وفي الوقت الذي ينطلق فيه الحديث عن مفاوضات مباشرة سيلتقي في إطارها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن الأربعاء المقبل برعاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لا يتورع الحاخام اليهودي "عفاديا يوسف" عن التصريح في كلمته الأسبوعية مساء السبت دون خجل أو وجل أنه يأمل بأن يختفي الذين يكرهون إسرائيل مثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس والفلسطينيين من العالم، وقال الحاخام الذي ينتمي إلى حزب شاس الديني "ليختفي كل هؤلاء الأشرار الذين يكرهون إسرائيل مثل أبو مازن والفلسطينيين عن وجه الأرض وليضربهم الطاعون" وهذا برأيهم "من أجل السلام"، وهل هناك أفضل من هذه الطريقة من أجل إظهار نوايا السلام مع الفلسطينيين!!؟؟، وهل هذا هو مبدأ التعايش من أجل مستقبل حل الدولتين؟.

وماذا لو انطلقت مثل هذه التصريحات من قبل رجل دين فلسطيني، أو شخصية سياسية أو اجتماعية؟؟، بالتأكيد لن تمر مرور الكرام وسنتهم بمعاداة السامية والتحريض وكل ما إلى ذلك، ولسارع الجميع لإدانتها واستنكارها، وإعلان براءتهم من هذا الشخص ومن تصريحاته، واتخاذ كافة التدابير لقمعه وإسكاته وعقابه، بل لسارعت إسرائيل والعالم أجمع في التشكيك بنوايانا في تحقيق السلام، فيما اكتفى نتياهو بالقول أن تصريحات الحاخام يوسف لا تعبر عن موقف الحكومة، و لم يدنها أو يستنكرها.

في المقابل نحن ذاهبون إلى مفاوضات مباشرة ومازالت الممارسات والاعتداءات الإسرائيلية ماثلة على الأرض، والتحريض بمواصلة بناء المستوطنات مستمر، بل وتخيير المقدسيين ما بين هدم منازلهم بأيديهم، أو هدمها من قبل بلدية الاحتلال وعلى نفقتهم.

ولا شك أن هذه التصريحات تلقى تأييداً واسعاً في المجتمع الإسرائيلي، فهي انعكاس لما وصل إليه من انحدار ومغالاة في التطرف، وما كان على عوفاديا يوسف سوى النطق والتعبير عن مشاعر الكره والحقد، وهو الذي سبق له بأن وصف العرب بأبناء الأفاعي، تماماً مثلما وصفهم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق بالحشرات، بالإضافة إلى الفتوى التي صدرت مؤخراً بقتل الأغيار أي غير اليهود، وقد سبق لحاخام يشغل مدير المدرسة الدينية اليهودية قرب نابلس، أن ألف كتابا يدعو فيه إلى قتل الفلسطينيين بما فيهم الأطفال" كي لا يتربوا على كره إسرائيل" على حد تعبيره.

وكان حاخام الجيش الإسرائيلي قد أصدر 'فتوى' رسمية إلى الجنود بعدم الرحمة بالفلسطينيين أثناء العدوان الأخير على قطاع غزة، كما طالب سياسيون إسرائيليون مراراً بطرد الفلسطينيين المقيمين في المناطق المحتلة عام 1948، باعتبارهم أغراباً، وباعتبار إسرائيل دولة لليهود فقط، وغيرها من فتاوى التحريض على القتل والإبادة التي تتفتق بين الفترة والأخرى عن هؤلاء الحاخامات وبتأييد من مسؤوليهم السياسيين وإن ضمنياً، والتي لا تجعل مجالاً للاختلاف بينهم وبين النازي هتلر الذي حرض سابقاً على إبادة اليهود، فكلاهما واحد في إعلان وتنفيذ الرغبة في إبادة واختفاء الآخر، يضاف إلى ذلك استخدام اليهود لتهمة معاداة السامية لكل من يشكك في المحرقة النازية.

فهذا هو عالم الموازين المقلوبة، والكيل بمكيالين، وهذه هي حقيقة الكيان الإسرائيلي، الذي لن يستطيع مهما حاول إخفاء مشاعر الحقد والكراهية التي تعتريه ضد العرب، ولن يرضى بأقل من إبادتهم وإلغائهم لتحقيق مطامعه وأحلامه التوسعية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required