مفتاح
2024 . الخميس 28 ، آذار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

مسلسل "فرقة ناجي عطا الله" الذي ما زال يعرض على عدد من الفضائيات العربية، الذي يتنازل قصة الملحق الإداري بالسفارة المصرية بإسرائيل ناجي عطا الله، الذي يقرر أن يسرق أكبر بنك في تل أبيب وهو بنك "لومي"، بعد أن رفضت إدارته إعطائه أمواله قبل مغادرته إلى مصر. وهو من تأليف يوسف معاطي وإخراج رامي إمام بطولة عادل إمام ومحمد عادل إمام ونضال الشافعي وأحمد السعدني وأحمد التهامي ومحمود البزاوي والتونسية سناء يوسف وأحمد التهامي، وعمرو رمزي ونضال الشافعي والمطربة أنوشكا. والراحلة سهير الباروني، وعدد من نجوم الوطن العربي.

أنا شخصيا ً لا أمانع أن يكون مسلسل فرقة ناجي عطا الله ذا طابع خيالي، وإن رآه البعض رافعة للمعنويات بل وتؤكد على هشاشة المجتمع الإسرائيلي وإمكانية اختراقه، قد يكون كذلك لكن اختراق النظام الأمني الإسرائيلي الذي يعتبر من أقوى الأنظمة عالمياً بل ويشكل الدعامة الأساسية لوجود إسرائيل في المنطقة، وإظهاره بهذه الهشاشة بحيث لم يستطع التصدي لفرقة تدخل حدوده وتجوب أرجاءه وتسرق ملاين الدولارات من أحد بنوكه، دون أن يعترضها أحد بشكل جدي، هو أمر مبالغ فيه، وإن كان يداعب أحلام الكثيرين من العرب. ناهيك عن اجتيازه لحدود خمس دول عربية وهو محمل بالأموال المسروقة، بهذه السهولة مع العلم أن إسرائيل تبحث عنهم.

لكن المسلسل الذي لم ينته عرضه بعد، ظهر فيه الكثير من المغالطات الإخراجية التي من الصعب تجاهلها أو التغاظي عنها، على مستويات عدة، خاصة أنه تعرض للصراع الفلسطيني الإسرائيلي في حلقاته الأولى، بل ومن المعيب على أي شخص متابع لأخبار القضية الفلسطينية ولو بشكل سطحي أن يقع فيها لتصبح غير قابلة للغفران.

فأسرة مسلسل "فرقة ناجي عطا الله" وقعت في سلسلة من الأخطاء في المشاهد المتعلقة بقطاع غزة، والتي ظهرت في الحلقة 11، حيث اضطرت الفرقة التي تتحضر لسرقة البنك، للبقاء أسبوعاً كاملاً في غزة، بعد أن نفذ المجاهدون عملية، تبعها وتشديد على المعابر من قبل جيش الاحتلال.

فقد تم تصوير الغزيين وكأنهم امتداد لبدو سيناء، من حيث اللغة واللباس، ما أثار استياء الكثيرين من أهالي القطاع، بالإضافة إلى مشهد التسلسل عبر الأنفاق، وظهور أشخاص من تركيا ومن الصومال، بما يظُهر غزة كأنها ساحة مفتوحة للتهريب، كما أن مشاهد غزة، تم تصويرها في إحدى المناطق اللبنانية، والحقيقة أنه ورغم اختلاف المشهد جغرافيا ًوطبيعياً، إلا أن تلك لم تكن الغلطة الوحيدة، فالمخرج الذي حرص على تغير لوحة السيارة التي يقودها الممثلون لتوحي أنهم في غزة، نسي أو لم يهتم بتغير لوحات السيارات الواقفة على جنب الطريق، لتظل بالنمر اللبنانية حيث تم التصوير.

ولم يظهر صور الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي في حرب الكوانين 2008 و2009، ولم يتم إعادة إعماره لحد الآن، والظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها القطاع، غير أن الأكثر إثارة وإدهاشاً كان مشهد بحث الشاب إبراهيم الذي يقوم بدوره محمد إمام وصديقه الفلسطيني الذي يقتله الجيش الإسرائيلي في نهاية الحلقة عن فتيات ليقضي معهن وقته في غزة، حيث يلتقي ببعضهن بسهوله، أمر يتنافى مع طبيعة المجتمع الغزي والأجواء التي يعيشها القطاع، خاصة بعد سيطرة حماس عليه، وهي التي كثيراً ما سمعنا عن ملاحقتها لرجل وخطيبته أو زوجته في الطريق، وطلب إثبات لحالتهما.

وفي أحد مطاعم غزة الملئ الناس في ظهيرة يوم رمضاني حيث يلتقي الجميع في نهاية على مائدة الإفطار، على اعتبار أنه يوم رمضاني، غير أن رمضان هذا لم يدم على ما يبدو سوى ليوم واحد ولم يتم التطرق لمظاهره لاحقاً، حيث عاد الممثلون لتناول فطورهم في الصباح وغير ذلك.

وفي ذات السياق قال الكاتب موسى حوامدة في جريدة الدستور "لقد بدا الاستخفاف واضحا بعقول المشاهدين، فالمعبر الذي مر منه فريق ناجي عطا الله من غزة إلى تل أبيب، ليس له علاقة بحاجز إيرز، كما أن وجود حاخامات، قادمين من غزة إلى الحاجز الإسرائيلي لا يمر بسهولة على الحاجز، فلم يعد هناك إسرائيليون في غزة منذ تفكيك المستوطنات الإسرائيلية فيها، وهذه النقطة فاتت الكاتب والمخرج".

وحيث أن المسلسل كان من المقرر عرضه العام الماضي، لكن لم يكتمل تصويره، حيث استغرق عاماً كاملاً، فإن الكثير من أحداثه قديمة، فقد تعرض للمسألة العراقية في ظل وجود الاحتلال الأمريكي، رغم أن الأمريكان خرجوا من العراق منذ شهور، وعندما كانت الفرقة في سوريا، لم يتطرق لما تشهده سوريا من عدم استقرار، فهو بشكل عام لم يتطرق للثورات العربية في أي من البلدان التي زارها في أية حال.

في حين ظهرت صورة الرئيس المخلوع حسني مبارك في بعض المشاهد من ضمن الـ15 حلقة الأولى من العمل، والتي تدور داخل جهاز المخابرات العامة المصرية، ومكاتب المسئولين في السفارة المصرية بتل أبيب، وغيرها من المكاتب الحكومية الرسمية، حيث ذكرت المصادر أن الرقابة في التليفزيون المصري اعترضت على ظهور صورة الرئيس السابق حسني مبارك في بعض مشاهد مسلسل النجم عادل إمام "فرقة ناجي عطا الله". قال مصدر من ماسبيرو في تصريح خاص لـFilFan.com: "طلب جهاز الرقابة بالتليفزيون المصري من القائمين على مسلسل (فرقة ناجي عطا الله) عمل مونتاج للمشاهد التي تظهر فيها صورة الرئيس السابق مبارك، لإزالتها من المسلسل".

كما أن شهدت عدداً من المشاهد التي حملت المبالغات الدرامية غير المحبوكة، والمباشرة وفيها الكثير من المماطلة، خاصة في المشاهد البوليسية التي تحتاج لإيقاع سريع، فهل يعقل أن يتم خطف قائد في الشاباك الإسرائيلي بهذه السهولة التي ظهرت في إحدى الحلقات، بيد أن هذه الأخطاء والتي تندرج تحت الأخطاء الفنية قد تمر في أي عمل آخر باعتبارها سهوات، أما المشكلة الحقيقة هي في تلك الأخطاء التي تقدم مغالطات نصية تتعارض مع الواقع والحقيقة، ومنها أن الجامعة العبرية في تل أبيب، بينما هي في القدس، وأن وزير السياحة الإسرائيلي زئيفي قد قتل في 2009، بينما هو قتل في 2003، كما أن مسألة تبادل الأسرى كانت بعيدة عن الواقع، عندما أراد حزب الله أن يبادل 8 جنود إسرائيليين ب500 من رجال المقاومة، وتفاجئ حينها البطل عادل إمام بعدم عدالة الرقم، فيما لو أن الكتابة عايشت الأحداث الأخيرة، لكانت قاربت صفقة التبادل بصفقة شاليط، حيث تم مبادلة 1400 أسير بجندي إسرائيلي واحد، هو جلعاد شاليط في الصفقة التي تمت في 18 أكتوبر 2011 .

وقد أثار المسلسل جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى البعض أن موضوع السرقة يسطح القضية الفلسطينية، ويحيد بالصراع العربي الإسرائيلي عن أساسه، إلى صراع حول المال. في النهاية وعلى الرغم من الأخطاء الواردة، لكن تجدر الإشارة إلى جدية الأفكار التي طرحها المسلسل، من حيث تعرضه لأهم القضايا العربية، خاصة مسألة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والمقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله، وما يشهده العراق من صراع طائفي وتقسيم.

وقد كان المشهد الأخير لعادل إمام في تصوير "فرقة ناجي عطا الله" مفاجأة. ففي هذا المشهد يتبرع ناجي عطا الله بكل نصيبه والذي يقدر بملايين الدولارات لصالح تنمية فقراء إفريقيا والصومال، حسب ما ذكره موقع "بوابة الشروق".

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required