مفتاح
2024 . السبت 20 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

توالت في الآونة الأخيرة التحذيرات التي تصدر عن هيئات دولية ومحلية إزاء ما يمكن أن يسفر عنه غياب الأفق السياسي، واستمرار الاحتلال والانقسام الفلسطيني الداخلي على مستقبل القضية الفلسطينية، وما يسمى ب"خيار حل الدولتين".

فبعد التصريحات التي أدلى بها مؤخرا روبرت سيري مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط والتي حذر فيها من انهيار السلطة الوطنية، بفعل الممارسات الإسرائيلية على الأرض تأتي تحذيرات أخرى صادرة عن الأمم المتحدة في مؤتمر المانحين الذي بدأ أعماله في نيويورك مؤخراُ، لتعكس القلق الدولي المتنامي إزاء جمود العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، وتنامي الأزمة المالية التي تعانيها السلطة الوطنية بفعل إجراءات الحصار الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ومنع الفلسطينيين من تنمية مواردهم خاصة في المناطق المصنفة (ج).

لهذا ليس غريبا أن تهيمن هذه الموضوعات على اجتماع المانحين في نيويورك، حيث يدرك المشاركون في المؤتمر استنادا إلى ما انتهى إليهم من تقارير قدمت إليهم من الأمم المتحدة، والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وكذلك السلطة الوطنية، وانتهت جميعها إلى خلاصة واحدة مفادها دعوة الحكومة الإسرائيلية إلى رفع قيودها عن منطقة (ج). فيما أجمعت تلك التقرير على جاهزية مؤسسات السلطة الفلسطينية، إلا أن هذه الجاازية تواجه تحديات كبيرة تضع علامات كبيرة على مستقبل هذه الدولة وخيار حل الدولتين المدعوم سياسيا من قبل كثير من الدول.

ومع الأهمية التي يمثلها انعقاد هذا المؤتمر وما صدر عنه من قرارات بشأن الدعم المالي للسلطة الفلسطينية، فإن المطلوب هو أكثر من هذا الدعم الذي يتوجب أن يتساوى معه دعم سياسي واضح من قبل الدول المانحة لتوجهات الفلسطينيين الحالية سواء في الأمم المتحدة في الحصول على اعتراف بدولة لهم ، أو على الأرض من خلال الضغط على إسرائيل لتمكينهم من استغلال مواردهم وبناء اقتصاد قوي خاصة في المناطق التي تشكل قواعد ارتكاز أساسية لمستقبل الدولة الفلسطينية التي تشكل جزءا من خيار حل الدولتين.

إن الاختبار الحقيقي لنوايا هذه الدول هو في الاجتماعات الوشيكة للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي سيلقي فيها الرئيس محمود عباس خطابا يجدد فيه الدعوة للمجتمع الدولي للاعتراف بدولة فلسطينية غير عضو، ما سيؤسس لمرحلة جديدة من العمل السياسي القادر على خلق مناخات ملائمة للتسوية، تجلب الأمن والسلام للطرفين، وتعيد الحقوق لأصحابها.

وتأسيسا على ما ذكر ، فإن أهمية ما سيتمخض عنه مؤتمر المانحين ليس فيما قرره من دعم اقتصادي للسلطة فقط، بل فيما يسند هذا الدعم من قرارات سياسية تقف إلى جانب الفلسطينيين بمساعيهم في الأمم المتحدة، وغياب هذا الدعم يعني انغلاقا تاما للأفق السياسي، وإمعانا في السلوك الإسرائيلي المدمر لعملية التسوية، وربما عودة لمربع العنف الذي يحذر منه البعض في القيادة الفلسطينية، هذه القيادة التي أكدت عشية التوجه إلى الأمم المتحدة على إصرار الفلسطينيين على حقهم في دولة مستقلة على أراضيهم المحتلة، وأن غير ذالك قد يؤدي إلى انتشار العنف في كل المنطقة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required