مفتاح
2024 . الثلاثاء 23 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

مع إعلان لجنة الانتخابات المركزية أمس نتائج الانتخابات المحلية لنحو 93 هيئة محلية في الضفة الغربية، يكون الجدل حول هذه الانتخابات، قد دخل مرحلة جديدة لينتقل إلى قراءة وتحليل نتائجها التي سجلت العديد من المفاجآت غير المتوقعة.

وقبل الخوض في قراءة نتائج هذه الانتخابات، نشير إلى مجموعة من الحقائق أبرزها:

** أن الانتخابات تميزت بالنزاهة والشفافية،

** تميز أداء لجنة الانتخابات المركزية، وفي جميع مراحل الترشح والاقتراع بأداء عالي المستوى، وهو ما شهد به المراقبون الأجانب والمحليون، وكذلك ممثلو وسائل الإعلام حيث أتاحت اللجنة للجميع حرية القيام بمهامهم والحصول على المعلومات اللازمة.

** منيت القوائم النسائية التي خاضت هذه الانتخابات بهزيمة قاسية، حيث لم تحقق تلك القوائم أي فوز، في حين سجل وجود المرأة في القوائم الحزبية والمستقلة حضورا ضعيفا، وتراجعا عما أفضت إليه الانتخابات السابقة.

** أظهرت هذه الانتخابات انقساما داخل حركة فتح كبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، بعد تحقيق مرشحين من الحركة خارج قوائمها الرسمية فوزا ملحوظا في هيئات محلية رئيسية مثل: نابلس، ورام الله، وتقدمها على القوائم الرسمية المدعومة من قبل اللجنة المركزية للحركة.

** سجل الريف الفلسطيني، حضورا أكبر في المشاركة بهذه الانتخابات، ما عكس تنامي قوة ونفوذ العائلة والعشيرة على حساب الحركات والقوى الحزبية، وهو ما أظهرته نسبة مشاركة المواطنين في المدن والمناطق الحضرية.

** أظهرت نسبة المشاركة المتدنية في الانتخابات، والتي لم تتعد أل54,8%، الحاجة إلى إنهاء ملف الانقسام الفلسطيني، وهو ما ظهر واضحا في مقاطعة الحركات الإسلامية وعلى رأسها حماس والجهاد لهذه الانتخابات، واقتصار ها جغرافيا على الضفة الغربية دون قطاع غزة.

إن القراءة الموضوعية لهذه النتائج، تستدعي التوقف عند ما أفرزته وما أفضت إليه:

فالهزيمة الكبيرة للقوائم النسائية، ليست مفاجئة البتة، بالنظر إلى الثقافة المجتمعية السائدة بهذا الشأن، والتي لا تزال تتخذ موقفا من استقلالية المرأة، رغم ما يقال في هذا الشأن، ورغم الجهود الكبيرة التي بذلت على مدار السنوات الماضية في مجالات تمكين المرأة. صحيح أن هذه الجهود أثمرت نتائج على مستوى تفعيل قدرة المرأة على العمل والعطاء بكفاءة واقتدار لا تقل عن الرجل، إن لم تتجاوزه في بعض المجالات، إلا أنها لم تستطع إدماج فئات المجتمع الأخرى في موضوعة تمكين المرأة والقبول بها كعنصر إنتاج أساس جنبا إلى جنب مع الرجل، ما يستدعي إعادة النظر في جميع البرامج الموجهة للمرأة واقتصارها عليها فقط، إلى برامج تشرك المجتمع المحلي برجاله ونسائه في عملية التغيير المطلوبة في كثير من المفاهيم السائدة. مع الأخذ بعين الاعتبار تأثيرات التطورات السياسية في المنطقة على المجتمع والتي انعكست تراجعا في مفاهيمه بفعل تأثيرات تلك التطورات خاصة ما تعلق منها بالمرأة وطبيعة مشاركتها في الحياة السياسية ومؤسسات صناع القرار.

إن الحقيقة الثابتة في هذا الشأن، أن المرأة الفلسطينية لا تزال تعاني من حال عدم الانصاف حتى في الحركات السياسية التي تنتمي إليها، فحضورها في مراكز صنع القرار في أحزابها لا زال ضعيفا وهامشيا، ولم تحظ بالعدد والنسبة التي تتساوى مع حجم نضالاتها، وهو ما بدا واضحا في نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة، وكذلك في الانتخابات التشريعية السابقة.

الأمر الثاني الذي يستوجب التوقف عنده، هو ما أفرزته من انقسام داخل حركة فتح، وتقدم قوائم من الحركة خارج الأطر الرسمية على قائمة فتح الرسمية، رغم إعلان الأخيرة فوزها الكاسح في هذه الانتخابات بهيمنتها على 41 هيئة محلية من أصل 93 هيئة جرت فيها الانتخابات. فيما سيكون لهذا الانقسام تداعياته المستقبلية، فيما لو جرت انتخابات تشريعية ورئاسية بمشاركة حماس، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول مستقبل وحدة حركة فتح التي تعاني من مشكلات داخلية عديدة أبرزها عدم الانضباط الداخلي، في حين يظل التحدي قائما أمام فتح باعتبارها كبرى فصائل منظمة التحرير، في مواجهة تداعيات الانقسام الفلسطيني الذي لا يلوح في الأفق أي نهاية له.

وفي النهاية، فإن نجاح تجربة الانتخابات المحلية الأخيرة، ورغم ملاحظاتنا عليها، تستوجب جهودا أكبر في استكمال العملية الانتخابية الكاملة، سواء فيما يتعلق بما تبقى من مجالس محلية لم تجر فيها الانتخابات بعد، أو الوصول إلى انتخابات رئاسية وأخرى للمجلسين التشريعي والوطني، وهذا يستدعي أولا إنهاء الانقسام، وهذا الهدف يعتير التحدي الأكبر أمام القيادة الفلسطينية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required