مفتاح
2024 . الجمعة 19 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

أثارت التصريحات التي أدلى بها الرئيس محمود عباس إلى القناة الثانية الإسرائيلية قبل يومين جدلا ولغطا كبيرين من ردود الفعل على هذا التصريحات، والتي يبدو أنها اجتزأت من سياقها، كما أكد الرئيس عباس نفسه في توضيحه لتلك التصريحات، والتي كما قال تعبر عن موقفه الشخصي من العودة إلى مسقط رأسه في مدينة صفد بالجليل الأعلى.

وتأسيسا على ما سبق، فإن تصريحات الرئيس الفلسطيني بشأن حق العودة عموما، كما ورد على لسانه لاحقا في المقابلة التلفزيونية مع قناة "الحياة" المصرية، لا تحمل أي جديد في مضمونها، خاصة أن هذه القضية كان حصل توافق وطني عليها بدءا من قرار المجلس الوطني الفلسطيني في جلسته التي عقدت في العام 1988، الذي أكد اعترافه بقراري الأمم المتحدة 242 و 338، وتبنته لاحقا مبادرة السلام العربية التي تضمنت بندا عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، فيما اتفق الكل الفلسطيني على حل الدولتين، وعلى دولة فلسطينية على حدود العام 1967، ووافقت على ذلك لاحقا حركتا حماس والجهاد، في حين تم التوافق في آخر اتفاق للمصالحة في القاهرة على حدود حزيران من العام 67، وعلى أن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة.

لكن ما يلفت النظر، هو ردود الفعل الحادة والمتسرعة التي أعقبت تصريحات الرئيس للقناة الإسرائيلية والتي تجاوزت تسجيل المواقف والتعبير عن الرأي بخصوصها إلى مساحات جديدة من التخوين لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال، خاصة ردود فعل قيادة حماس في قطاع غزة التي دفعت بأتباعها ومناصريها في القطاع إلى التظاهر والمسيرات وحرق صور الرئيس الفلسطيني ووصفه بأقذع العبارات والأوصاف، رغم أن اتفاق المصالحة الأخير في القاهرة بين فتح وحماس ومعهما سائر فصائل العمل الوطني أكدت مجددا على حق العودة، وأنه لا يمكن التنازل عن هذا الحق من أي كان، لأن كل النصوص الدولية والقرارات العربية والإسلامية نصت على حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين، وفق القرار 194.

وإزاء فهمنا لهذا الحق، فإننا لم نر في تصريحات الرئيس محمود عباس أي جديد، رغم ما يقال عن توقيتها وعن الهدف الذي دفع بالرئيس عباس إلى التصريح بها، وهو محاولة توجيه رسالة للإسرائيليين عشية انتخاباتهم الوشيكة، من أن هناك شريكا فلسطينيا للسلام عليه الالتفات إليه والتعاون معه وصولا إلى حل مشرف للنزاع بين الجانبين. وبالتالي، نرى أن ردود الفعل الحادة والمتشنجة على هذه التصريحات مبالغ فيها ولا مبرر لها، خاصة في هذه المرحلة التي تتوجه فيه القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة للحصول على اعتراف بدولة غير عضو، وفي ظل حصار سياسي ومالي تعانيه السلطة الفلسطينية ويستهدف أولا وأخيرا ابتزازها وإرغامها على الرضوخ للإملاء الإسرائيلي..

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required