مفتاح
2024 . الثلاثاء 16 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

رام الله - استكمالا للجهود المشتركة ما بين مؤسسة "مفتاح" ووزارة الحكم المحلي والتعاون الألماني GIZ، وضمن برنامج تعزيز المشاركة المجتمعية، اختتمت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" مؤخرا ، السلسلة الأولى من التدريبات المتخصصة ضمن تنفيذ مشروع "تعزيز دور أعضاء الهيئات المحلية في قضايا الحكم المحلي".

تطوير قدرات أعضاء وعضوات الهيئات المحلية

وقالت د. ليلي فيضي المدير التنفيذي للمبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي "مفتاح"، إن الهدف من هذه المشروع هو تطوير قدرات أعضاء وعضوات الهيئات المحلية في قضايا سياسات الحكم المحلي، والتخطيط التنموي، والتخطيط العمراني، من خلال المعرفة والاطلاع على القوانين والإجراءات والسياسات التي تحكم عمل الهيئات المحلية، وكذلك التخطيط التنموي الاستراتيجي وعملية التخطيط الحضري والتخطيط العمراني، الهادفة إلى تمكين الأعضاء من القيام بالمهام المطلوبة منهم وتقديم الخدمات إلى المجتمع المحلي بمراعاة قضايا النوع الاجتماعي من خلال المشاركة مع جميع الأطراف ذات العلاقة.

رفع الوعي المجتمعي

وأضافت د. فيضي: " إن هذه التدخلات تأتي انسجاما مع أهداف "مفتاح" الإستراتيجية في تمكين مكونات المجتمع القيادية من المشاركة في تعزيز الديمقراطية والحكم الصالح، ورفع الوعي المجتمعي تجاه حقوق المواطنة الصالحة وواجباتها. وأن الهدف من سلسلة التدخلات التي تنفذها "مفتاح"، هو رفد عضوات الهيئات المحلية بالمهارات القيادية اللازمة لمساندتها في إبراز دورها القيادي داخل الهيئة المحلية، وتسليط الضوء على الأدوار الفاعلة التي تمتلكها النساء الفلسطينيات داخل الهيئات المحلية للتأثير في صنع القرار وتنمية التجمعات المحلية، ومن ناحية أخرى خلق بيئة مساندة تشجع انخراط النساء داخل الهيئات المحلية بفاعلية داخل اللجان المختلفة سواء الفنية، أو السياساتية، أو الإدارية.

إثراء للمعلومات.. ومزيد من التدريبات وورش العمل

أجمع المشاركون والمشاركات من أعضاء المجالس المحلية والبلدية والقروية، على عظيم الفائدة التي خرجوا بها من التدريب الأخير الذي وفرته لهم "مفتاح" وبدعم من التعاون الألماني GIZ. وانعكاسات وأثر هذه التدريب تحققت واقعا على الأرض، من خلال تفعيل دورهم في المجالس المحلية، وتوسيع دائرة مشاركتهم في صنع القرار داخل هذه المجالس سواء كانوا أعضاء أو عضوات، من حيث تنظيم البناء في المجالس المحلية، وتأثير مياه وصهاريج الصرف الصحي على الصحة والبيئة، وأنظمة إدارة المياه، ومعايير تنظيم الكهرباء، والإضاءة في الشوارع، وقواعد المجالس المحلية من إجراءات دليل تصميم الطرق.

تقول فاطمة الحروب "أم صايل"، عضو مجلس محلي في بلدة تفوح بمحافظة الخليل، والتي تشغل حاليا منصب رئيسة اللجنة المحلية في المجلس" التدريب الأخير، وما سبقه من تدريبات أثرى المعلومة لدينا في كل ما يتعلق بمهامنا كعضوات مجلس. لم نعد مهمشين، وبات بإمكاننا اليوم أن نعرف الكثير فيما يتعلق بشؤون التخطيط المتعلق بعمل المجلس، والمشاركة في النقاشات وإبداء الرأي، وبالتالي لم نعد كنساء عضوات مجرد أرقام أو كما يقال "تكملة عدد". مع ذلك نحن بحاجة لمزيد من الدورات الاستكمالية في الموضوعات التي كانت محور التدريب خاصة ما تعلق منها بشؤون التخطيط".

" أم صايل"، هي أكثر ثقة بنفسها، وأعمق إيمانا بدورها، وهو دور تقوم به بفعالية منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما حيث تشغل منصب سياسيا آخر هو رئاسة دائرة شؤون المرأة – إقليم وسط الخليل في حركة فتح. وهي في منصبها كعضو في المجلس المحلي في تفوح منذ عامين.

أخيرا، "أم صايل هي أم لأحد عشر ابنا وابنة، وجميعهم يدعمونها ويناصرونها، وهي أيضا تلقى دعما مماثلا من قبل أعضاء المجلس البلدي الآخرين الذين لا يجدون حرجا في أن تكون امرأة إلى جانبهم بحماس وفعالية "أم صايل".

بالنسبة لسامي صادق رئيس مجلس قروي قرية العقبة في الأغوار الشمالية، كانت مشاركته في التدريب الأخير تجربة فريدة من نوعها، ستجد لها انعكاسا على الأرض من خلال المعرفة بكثير من الأمور التي لم تكن حاضرة لديه، فيما قريته تواجه الانتهاكات الإسرائيلية لأراضيها من مصادرة وهدم للمنازل، باعتبارها منطقة مصنفة "ج"، وتواجه معضلة كبيرة فيما يتعلق بالمخططات الهيكلية: " لقد تزودنا بمعلومات هامة جدا في موضوع المخططات الهيكلية لم نكن نلم بها في السابق" يقول سامي.

يتمنى صادق على "مفتاح"، والتعاون الألماني أن يستمرا في عقد مزيد من الورش التدريبية الاستكمالية ، لأن هناك كثيرا من الأمور لا يدركها أعضاء المجالس سواء كانوا ذكورا أو إناثا، مبديا دعمه وتأييده لمشاركة الأعضاء والعضوات في مثل هذه التدريبات التي تعزز الثقة والتعاون بين الجانبين والإقرار بدور كل جانب.

أما ناجح عودة، نائب رئيس مجلس محلي النويعمة والديوك بمحافظة أريحا والأغوار، فأكد حاجة جميع أعضاء وعضوات المجالس المحلية والقروية والبلدية لهذه التدريبات. ليس الآن فقط، بل كان يفترض أن يتم منذ فترة طويلة. يضيف" نود مزيدا من هذه التدريبات. حتى يكون بإمكاننا مواجهة واقعنا الذي نعيشه في قرانا وتجمعاتنا حتى نتمكن من التعامل معه، ومواجهة التحديات التي يفرضها الاحتلال علينا". وبالتالي يرى عودة، أن تدريبات من هذا النوع وبالنظر إلى نوعيتها وأهمية موضوعاتها، فيفترض أن تكون عشية الانتخابات، أو في السنة الأولى منها، حتى يعرف كل عضو أو عضوة مهامه وطبيعة عمله".

الشيء ذاته تقرره زينب عطية، عضو مجلس محلي تقوع بمحافظة بيت لحم، وهي قرية مصنفة "ج" أيضا. وهي تعترف بأن المعلومات التي تزودت بها من التدريب لم تكن على إطلاع عليها في السابق، بالرغم من أن جزءا مهما من هذه المعلومات يندرج في إطار عملها، ومنصبها كعضو في المجلس المحلي. تقول زينب" اليوم بت أناقش في كل أمر يتعلق بعمل المجلس ولجانه وخططه. نحن عضوتان في المجلس، ودورنا مهم إلى جانب الأعضاء الرجال، ومن هنا تكمن أهمية التدريب ومشاركة الأعضاء من الجنسين فيه. مع ذلك، نحن بحاجة إلى أن تتوسع دائرة التدريب وموضوعاته، حيث لا زال ينقنا الكثير من المعلومات المتعلقة بالتخطيط، والتخطيط الاستراتيجي، والموازنة العامة، وكذلك الموازنة المستجيبة للنوع الاجتماعي".

تدريب نوعي

بدورها، قالت ميسون القواسمي، منسقة "مفتاح" في الخليل، أن المشاركين في التدريب اهتموا كثيرا بموضوعه، واعتبروه نوعيا، من حيث ما اكتسبوه من معرفة ومعلومات بكثير من القوانين، لم يكن لديهم إطلاع عليهم، وكانت التوصية بتكملة بناء المعلومات للأعضاء في هذا السياق، خاصة في موضوع القوانين، مشيرة إلى أن نسبة حضور الذكور والتزامهم بالتدريب كانت أكبر من نسبة حضور الإناث والتزامهن، وهذا أمر هام ومشجع، وسيعزز من مشاركة العضوات، وتفعيل دورهن في مجالسهن.

استهداف الأعضاء من كلا الجنسين

في حين قالت نجاة إرميلية منسقة "مفتاح" في محافظة أريحا والأغوار: " إن ما يميز التدريب الأخير في محافظتي أريحا والأغوار وطوباس عن غيره من التدريبات هو استهداف الأعضاء من كلا الجنسين، وهذا ما عبر عنه المتدربون، إذ لأول مرة يتم مشاركتهم سويا في اكتساب معلومات، ومواضيع جديدة لم تكن العضوات والأعضاء على علم ودراية بها من قبل مثل القوانين والإجراءات والسياسات التي تحكم الهيئة المحلية بالحكم المحلي التخطيط الاستراتيجي والتخطيط الهيكلي والتخطيط العمراني والتنظيم وخدمات البنية التحتية والحصول على معلومات قانونية ومتنوعة في مجال عمل المجالس والهيئات المحلية والوزارات المعنية، ومعرفة الإجراءات والأساليب المناسبة لمواجهة المشاكل والتحديات التي تواجه الهيئات المحلية والمجتمع المحلي مع المجتمع المحلي، وبناء شبكة علاقات بين الأعضاء والعضوات من خلال صفحة الفيس بوك الخاصة بالمجالس المحلية والتواصل بينهما. عدا ذلك كان هناك التزام من الأعضاء والعضوات في أيام التدريب على مدار الخمسة أيام، ما دل على مدى احتياجهم لبناء قدراتهم، وأضافت " التدريب عزز علاقتي كمنسقة مع أعضاء المجالس المحلية، وأنشأ صداقات جديدة، ستسهل أكثر في عملنا من خلال برنامج دعم الانتخابات، وتعزيز وبناء قدرات النساء من اجل مشاركة فعلية ليشغلن لجان في المجالس غير اعتيادية كالمرأة والطفل . .

وأشارت ارميلية إلى أن المجالس استفادت من التدريب ومن إمكانية تطبيق ما تعلمته خلال التدريب على ارض الواقع لوجود مخططات هيكلية. ولكن كانت لبعض المجالس استفادة عامة وتخزين معلومات لعل وعسى بان يجعل التدريب واقعهم أفضل مما هو عليه من ناحية البناء والتراخيص والمسميات التي تحكم مناطقهم مثل مناطق (ج).

في حين أوصى المشاركون في التدريب بضرورة النظر في وضع المناطق التي لا يوجد لديها مخططات هيكلية وخطط إستراتجية لتثبيتهم في قراهم المستهدفة من قبل الاحتلال، وعقد دورات تدريبية تنسجم مع احتياجات المناطق ورغباتها وأهدافها

في حين أوصت المشاركات بتشبيك العضوات مع مانحين لجلب مشاريع عن طريق العضوات لتعزيز دور المرأة في المجالس والمجتمع المحلي، وبأنها عضو فاعل ومشارك ومساند وليس مجرد رقم فقط.

التأكيد على أهمية التعاون مع GIZ

في حين قالت رشا موسى منسقة "مفتاح" في بيت لحم، أن ما كان مميزا في التدريب بالنسبة للمشاركين والمشاركات فيه هو أهمية مواضيعه، إذ لأول مرة تتطرق مؤسسة لهذا النوع من التدريبات.

وأضافت: " وجود أعضاء وعضوات في التدريب شيء ايجابي، ويؤكد على حاجة الأعضاء للتدريبات بشكل كبير لان معظم المؤسسات تعمل مع العضوات وليس الأعضاء. في حين أن معظم البلديات التي شاركت أكدت على أهمية عمل التعاون الألماني GIZ، معهم في مشاريع تطويرية وبنية تحتية كمجلس أرطاس، ومجلس النعمان ومجلس الولجة، لافتقاد هذه المجالس للكثير، ولسوء أوضاعها وقلة الممولين.

مشاركة ملفتة وحضور مميز

كان لا بد أيضا من تقييم للتدريب الأخير، ولطبيعة المشاركين فيه من أعضاء وعضوات، وحتى من مدربين، وهو ما لخصته هبة تيجاني، مسؤولة مشروع تعزيز استجابة مجالس الهيئات المحلية للنوع الاجتماعي في أل GIZ ، بقولها": " الحضور من الأعضاء والعضوات كان مميزا جدا، وملفتا بالنظر إلى وجود أعضاء مجالس من الذكور إلى جانب زميلاتهم، حيث بلغت نسبة حضور هؤلاء أل 50%، وهي نسبة مرتفعة دللت على مدى أهمية إشراك الرجال بهذه التدريبات إلى جانب النساء، حيث تعطي هذه المشاركة محفزا لكلا الجانبين للعمل سوية والاعتراف بدور المرأة". تضيف: "ما لفت انتباهي أيضا، هو أن من كان يتغيب عن الحضور لعذر ما خلال أيام التدريب، كان يتم دعوته للمشاركة في تدريب في محافظة غير محافظته تعويضا له عما فاته في اليوم الذي تغيب فيه، وهذا أمر في غاية الأهمية عكس أمرين: الأول: اهتمام الأعضاء أنفسهم بالتدريب وحرصهم عليه. أما الأمر الثاني فهو يبرز دور منسقات "مفتاح" ووعيهن العالي بما يقمن به، حيث تميزن بسعة الاطلاع ومعرفة تفاصيل الورشة ، وحرصهن على أكبر حضور من الأعضاء والعضوات المستهدفين، ما جعل هذا الحضور عاليا وكثيفا، وهذه المرة من أوائل المرات التي يحضر فيها الأعضاء من الجنسين تدريبا مشتركا".

ولم يفت تيجاني أيضا، أن تشيد بالمستوى العالي جدا للمدربين من كلا الجنسين أيضا، حيث برزم من بينهم مهندسات متخصصات وذوي خبرة كبيرة، وتمكن عالي في مواد التدريب، وكان لهذا أثره على العضوات، من حيث الاقتناع بقدرة النساء على القيام بكل ما يعهد إليهن. تقول تيجاني: " هذا الأمر دفع بالمستهدفين من التدريب إلى المطالبة بتدريبات أخرى تكميلية ومعمقة أكثر، خاصة في مجالات التخطيط، والتخطيط الحضري والفيزيائي، وكذلك رغبة أكبر في الإلمام بجميع التعريفات المتعلقة بموضوعات التدريب".

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required