مفتاح
2024 . الخميس 25 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

رام الله - انتهت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" من تنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع "تنمية المجتمعات المحلية في محافظتي القدس والأغوار من خلال المشاريع الصغيرة المدرة للدخل للنساء الريفيات"، والتي بدأت العمل عليها منذ بداية العام (2013)، الممول من قبل الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي .

حيث تم خلال هذه المرحلة استهداف 79 امرأة في 13 قرية في شمال غرب القدس ومنطقة أريحا والأغوار، جرى دعمهن من خلال إنشاء 13 مشروعاً صغيراً مدراً للدخل، شملت: مشروع تربية أغنام (عدد 5)، تربية دواجن (عدد 1)، مشروع محل بيع أدوات منزلية عدد (1) ومشروع تصنيع غذائي عدد (2)، مشروع دراي كلين عدد (1)، مشروع عطارة عدد (1)، مشروع صابون عدد (1)، مشروع تطريز وأشغال يدوية عدد (1).

المناطق المستهدفة في المشروع ضمن المرحلة الثالثة

وكان العمل في المرحلة الثالثة تركز في قرى شمال غرب القدس/ محافظة القدس: (جبع، بيت سوريك، بيرنبالا، بدو، بيت دقو، صور باهر)، وقرى منطقة الأغوار/ محافظة أريحا (بردلة، فروش بيت دجن، الجفتلك، عين البيضاء، الديوك، النويعمة).

وبهذا الخصوص، تشير د. ليلي فيضي المدير التنفيذي للمبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح"، إلى أنه نظراً لاهتمام مؤسسة "مفتاح" بتطوير وتمكين قدرات النساء القيادية خاصة في المناطق المهمشة من خلال المشاريع المدرة للدخل، من اجل تحقيق أهداف المشروع، فقد وضع فريق عمل المشروع في المؤسسة خطة تدريبية تم إعدادها بشكل ممنهج ومدروس بعد تقييم احتياجات النساء المستفيدات من المنح المقدمة، وبناءً عليه، تم توظيف الخطة لتلبية هذه الاحتياجات.

وقد ساهمت الدورات والورشات التدريبية والزيارات في تمكين النساء المستفيدات من النواحي الإدارية والمالية والاقتصادية، وذلك بإكسابهن كافة الأدوات والمهارات اللازمة لنجاح المشاريع الممنوحة لهن وتطويرها، ورفد النساء بالمهارات والأدوات اللازمة ليصبحن في مواقع ريادة ومسؤولية، وصقل مهارات القيادة وصنع القرار لديهن، وتوفير مساحة للنساء للالتقاء وتبادل الخبرات والتجارب، والتعلم من بعضهن، والتعرف على معلومات وأساليب جديدة خاصة بعملهن في المشاريع، وتوفير متنفس للنساء المشاركات في الابتعاد قليلاً عن روتين الحياة وضغوطات العمل اللامتناهية، في ظل واقع اقتصادي واجتماعي وسياسي صعب، وتعزيز ثقة النساءبأنفسهن وقدرتهن على تحقيق أحلامهن خطوة بخطوة، والمساهمة في خروج المرأة من حيز الاعتماد على الآخر إلى حيز الإنتاج والاعتماد على الذات لتحقيق الأهداف الخاصة بالنساء تحديداً .

في حين، تم تحديد مناطق العمل بالمشروع في المنطقتين المذكورتين أعلاه نظراً لما تعانيه من ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية صعبة. فقرى شمال غرب القدس وضواحيها، مثلاً، تعاني من ظروف معيشية صعبة في ظل إجراءات العزل والطرد والتهويد التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين والمؤسسات المقدسية والمتمثلة في: بناء جدار الفصل العنصري، وهدم المنازل، وسحب الهويات، وفرض الضرائب الباهظة على المواطنين، إضافة إلى إغلاق المؤسسات الرسمية الفلسطينية ومنعها من العمل بحرية في مدينة القدس، وفرض قيود مشددة على حركة المواطنين، ما يزيد من نسبة البطالة لديهم بشكل عام، إلى جانب المشاكل المتعلقة بتسويق المنتجات الوطنية من وإلى القرى والمدن الفلسطينية الواقعة داخل حدود الجدار أو بالعكس، مما يهدد صمود الجمعيات التعاونية النسوية واستقرارها، بالإضافة إلى عدم وجود سيطرة أمنية فلسطينية على هذه المنطقة؛ بسبب تصنيفها منطقة "ج"، ما يهدد أمن المواطنين الفلسطينيين وسلامتهم.

أما بالنسبة لمناطق أريحا والأغوار، وهي مناطق مهمشة تُصنَّف ضمن ما يسمى ب "مناطق ج"، فهي مطمع للاحتلال بسبب خصوبة أراضيها وتوفر المياه فيها، وتمتد من بيسان حتى صفد، ومن عين جدي حتى النقب، ومن منتصف نهر الأردن حتى السفوح الشرقية للضفة الغربية غرباً، وتبلغ المساحة الصالحة للزراعة في الأغوار نحو 280,000 دونم يستغل المزارعون الفلسطينيون منها نحو 50,000 دونم فقط، بينما المصادَر لأغراض زراعية لصالح 31 مستوطنة جاثمة على أراضي الأغوار يصل إلى نحو 27 ألف دونم، وذلك حسب الإحصاءات الواردة من وزارتي الحكم المحلي والزراعة حتى عام 2010.

وتعمل النساء الريفيات في هذه المناطق في المستوطنات المجاورة كمزارعات، إلى جانب عملهن في الزراعة وفي رعاية الأغنام والأبقار في مناطقهن. أما نقص الخدمات المقدمة من مؤسسات السلطة الفلسطينية في مجالي الصحة والتعليم، ونظرة المجتمع النمطية تجاه المرأة المرتبطة بالعادات والتقاليد، فيفاقمان من معاناة النساء، ويضاعفان العبء عليهن، بالإضافة إلى معاناة المنطقة، بشكل عام، من الفقر الشديد الناتج أيضاً عن السياسات العنصرية والتوسعية والمضايقات من جانب الاحتلال بهدف اقتلاع المواطنين من أراضيهم، والسيطرة على كافة الأراضي الزراعية وينابيع المياه من قبل المستوطنين، الذين يحيطون بالمنطقة التي تعد المصدر الأساسي لرزق المواطنين هناك.

أهم الإنجازات والأنشطة التي تحققت خلال المرحلة الثالثة

وفيما يتعلق بإنجازات المشروع، قالت حنان سعيد منسقة المشروع في "مفتاح": " لقد منحت المشاريع المقدمة للنساء معنى آخر للحياة وقيمة واحتراما أكبر لذاتهن وتعزيز مفهوم الدور الإنتاجي اللواتي يمتلكنه والقدرة على التأثير، وعززت من ثقتهن بأنفسهن وثقة المجتمع المحلي بهن، وساعدتهن على التخلي عن مخاوفهن المتعلقة بقدراتهن وإمكاناتهن بالنجاح، والمرتبطة أساساً بعدم وجود الخبرة والمعرفة الكاملة بالمطلوب، وعلى وجه الخصوص الجانب الاقتصادي، فإن شعور النساء المستفيدات من المنح بأنه أصبح لهن دخل مالي خاص ساهم في استقلالهن وعدم شعورهن بحاجة الآخرين، ما ساهم في رفضهن الخضوع لمن يحاول استغلالهن ".

كما عقدت "مفتاح" اجتماعات مع أعضاء اللجنة التوجيهية للمشروع في مرحلته الثالثة المؤلفة من عدة مؤسسات، إلى جانب "مفتاح"، وهي: وزارة الزراعة، وزارة الصحة، مؤسسة بال تريد للتسويق، المركز الفلسطيني للإنماء الصحي والاجتماعي، ومن مهامها تقديم الاستشارات الفنية والنظرية لفريق العمل، وتم التواصل مع الأعضاء، كلاً حسب تخصصه وكفاءته في مجاله، وكان ذلك بمعدل ثلاثة اجتماعات دورية خلال المرحلة الثالثة، ما عزز قيم العمل المشترك مع هذه الجهات جميعا.

في حين تم التعاون مع وحدة النوع الاجتماعي في وزارة الاقتصاد الوطني، من أجل بناء قدرات النساء المستهدفات، وعددهن 32 مستفيدة، وتوعيتهن بإجراءات وزارة الاقتصاد التي تخدم مشاريعهن، حيث نفذت الوزارة ورشة عمل للمستفيدات من كافة مشاريع الأغوار وأريحا، وتمت توعية النساء بطرق وأساليب التسويق والإنتاج،الأمر الذي كان له أثر ملموس؛ تمثّل في إدماج هذه المشاريع ضمن السوق المحلي.

وتم التواصل مع وزارة الصحة- رام الله وأريحا، بهدف ترشيح أخصائية صحية لعقد ورشات عمل توعية وتثقيف للنساء المستفيدات من المنح المقدمة لمناطق أريحا والأغوار، ما ساهم في دعمهن ومساعدتهن في تحسين مستواهن الاقتصادي والصحي، وأصبحت النساء أكثر وعياً بالأمور الصحية المتعلقة بالصحة العامة، وانعكس ذلك على طرق ووسائل الإنتاج، خاصةً للمشاريع ذات المنتوج الغذائي. بالإضافة إلى التعاقد مع مستشارين/ات لمتابعة النساء المستفيدات وإداراتهن للمشاريع الممنوحة، لتمكينهن ومساندتهن على النهوض بمشاريعهن من خلال التدريبات النظرية والعملية،

متابعة مجموعات النساء المستهدفات خلال المرحلة الأولى للمشروع 2012

وكان طاقم مؤسسة "مفتاح" قام خلال المرحلة الثالثة من المشروع بمتابعة مجموعات النساء اللواتي تم دعمهن بالمشاريع المدرة للدخل والممنوحة خلال تلك المرحلة لتنفيذ المشروع في العام (2012): في القرى الثلاث التي استهدفتها "مفتاح" سابقاً (وهي قرية قلنديا البلد، فصايل، والجيب) في محافظة رام الله والبيرة، وذلك من خلال زيارات متابعة لمجموعات النساء اللواتي يدرن المشاريع، وتقديم النصح والإرشاد للنساء المستفيدات منها، وتفقد احتياجاتهن التدريبية والعملية، وتزويدهن بكافة الاحتياجات الممكنة لدعم تطوير مشاريعهن.

المتابعة والتقييم

في حين، تم تنظيم زيارة ختامية تقييمية لجميع المستفيدات من المشاريع في مناطق الأغوار وقرى غرب القدس، وبإشراف المتخصصين (المهندس الزراعي وخبيرة المشاريع الصغير)، بحضور طاقم العمل في "مفتاح"، بهدف تقييم عمل المشاريع من خلال المستفيدات منه بشكل مباشر، والوقوف على أهم التحديات والصعوبات التي واجهت عملهن في المشاريع، ولاستعراض تجاربهن المختلفة للتعلم والاستفادة منها، إضافة إلى تعزيز عملية التشبيك بينهن، لتحدي وتخطي كافة العراقيل التي تواجههن كنساء، وكان لها الأثر الكبير في تطوير قدراتهن وإمكاناتهن الذاتية، وتوعيتهن بحقوقهن كنساء لتحقيق تمكينهن الاقتصادي والاجتماعي، وشعور النساء المستفيدات من المشروع، وعددهن 79، بأهميتهن كنساء، وزيادة تقديرهن لذاتهن وإمكاناتهن، فأصبحن نساء قادرات على اتخاذ قرارات مختلفة متعلقة بهن وبأُسرهن وبطبيعة عملهن في المشاريع، كما وفرت لهن المشاريع المختلفة هامشاً من حرية الحركة والتنقل، ونسج شبكة أوسع من العلاقات الاجتماعية والتشبيك مع المؤسسات، وساهمت في تجاوز النساء المستفيدات العوائق التي تفرضها عليهن العادات والتقاليد المجتمعية والقيود الأسرية، التي تقلل من دورهن، وتشكك في قدرتهن على المشاركة في القيادة وصنع القرار على كافة المستويات، وتحد من فرص اندماجهن بعملية التنمية والحياة العامة، فبعد معارضة الأسرة النووية للعديد منهن للعمل في المشاريع أصبحت هذه الأسر هي الداعمة والدعامة الأولى لعملهن في هذه المشاريع ومد يد العون لهن، فمثلاً أفادت جاهدة من قرية الجفتلك، إضافة إلى تغيير النظرة المجتمعية للنساء وعملهن وقدرتهن على العمل والنجاح، حيث كان لصمودهن في وجه التحديات ومثابرتهن في العمل، رغم الصعوبات، ومقدرتهن على تخطي العقبات الأثر الكبير في تفهمهن وتقبلهن كنساء عاملات، وإثبات العكس لكل من راهن على فشلهن في العمل، وتحديداً في القرى المستهدفة من منطقة الأغوار في أريحا.

في حين وفرت المشاريع الممنوحة فرص العمل للنساء، وكذلك الدخل والمردود المادي لـ 79 أسرة، وساعدتهن في توفير احتياجاتهن واحتياجات أُسرهن (تعليم، صحة، تموين...)، ما ساهم في استغناء البعض منهن، وتحديداً في قريتي الجفتلك وفروش بيت دجن في منطقة الأغوار، عن العمل داخل المستوطنات، بسبب توفر ظروف اقتصادية أفضل لهن ولأسرهن، كما حفزت هذه المشاريع نساء أُخريات من القرية على البحث عن بدائل عن العمل في المستوطنات.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required