مفتاح
2024 . الجمعة 29 ، آذار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

رام الله – ضمن مشروع "نحو مأسسة القرار الأممي 1325 لتحقيق الأمن والسلم للمرأة الفلسطينية" والذي تنفذه المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" بدعم من مؤسسة "أوكسفام" عقدت أمس جلسة مركزة تم خلالها عرض ومناقشة تقرير حول "الانتهاكات التي تتعرض لها النساء في الضفة الغربية"، مستندا إلى تحليل نتائج حملة توثيق الانتهاكات ضد النساء والفتيات ضمن القرار الأممي 1325 التي قامت بها "مفتاح" في العام 2014 في مناطق الضفة الغربية، وشملت فئات عديدة من النساء الفلسطينيات المقيمات بجانب جدار الفصل العنصري، والمستوطنات،والأسيرات، والمقدسيات، والمقيمات في منطقة الأغوار.

مدخل

لقد أظهر التقرير مستويين من النتائج: أولاها النتائج الكمية التي عرضها السيد أشرف حمدان والتي أبرزت لأول مرة حجم وأشكال الانتهاكات التي تظهر الواقع التي تعيشه النساء في ظل سياق احتلالي اجتماعي، مقابل النتائج الكيفية التي عرضتها السيدة فداء البرغوتي والتي بدورها سلطت الضوء على ما تقوم به النساء في محيطهن العائلي والمحلي، والمتعلق بالسياق الاجتماعي المعاش، وما تتعرض له النساء من عنف احتلالي ومجتمعي سواء المقيمات بالقرب من الجدار ، أو النساء المقدسيات، أو المقيمات بالقرب من الحواجز العسكرية، أو المقيمات في الأغوار، واللواتي يظهرن قدرات هائلة على الصمود من أجل البقاء والتكيف ، وتسهم الأدوار التي يلعبنها في هذه الحالات كأمهات وزوجات، إلى جانب توليهن مسؤولية إعاشة العائلات وفي الحفاظ على بنية عائلاتهن، وبنية المجتمع ككل، وبالتالي تمكينهن وحماية حقوقهن على مستوى العائلة والمجتمع ككل.

فعلى صعيد النتائج الكمية أبرزت نتائج البحث لأول مرة أن غالبية النساء يتعرضن للعنف على اختلاف أشكاله من قبل جيش الاحتلال على حواجز الاحتلال (المتحركة او الثابتة) أثناء تنقلهم إلى الضفة الغربية خلال 12 شهرا الماضية، كما في حالة الأسيرات المحررات والمقدسيات اللواتي تعرضن على الأقل لشكل واحد من أشكال العنف المختلفة على حواجز الاحتلال بنسب وصلت إلى 72.1%، 63.3%، على التوالي، كما تعرضت النساء المقيمات بالقرب من المستوطنات، المقيمات بالقرب من جدار الضم والتوسع والمقيمات في مناطق الأغوار لأشكال مختلفة من العنف من قبل الاحتلال أو المستوطنين خلال 12 شهرا الماضية، بنسب وصلت إلى 71.2%، 57.7%، 49.2%، 30.7% على التوالي.

وبالرغم من أن النساء المقيمات بالأغوار هن الأقل تعرضا لعنف الاحتلال والمستوطنين المباشر من الفئات الأخرى من النساء اللواتي شملهن البحث، إلا أنه أبرز أشكالا أخرى من الانتهاكات التي تتعرض لها النساء في المنطقة من قبل الاحتلال والمستوطنين، كمصادرة الأراضي والثمار ومنع الرعي في المنطقة، ومنعهن من الحصول على الخدمات التعليمية أو المياه أو بناء السكن والخدمات السكنية في منطقة الأغوار، بنسب وصلت إلى 63.8%، 69.6% على التوالي.

النساء المقدسيات: خصوصية الانتهاكات

لقد أبرز البحث خصوصية للانتهاكات التي تتعرض لها النساء في القدس، إذ أفاد البحث بتعرض 71.2% من النساء المقدسيات لأشكال مختلفة من العنف من قبل الاحتلال أو المستوطنين أثناء اقامتهن في القدس منهن 89.8% حرمن من الحصول على عدد من الخدمات التعليمية والصحية، و45.6% حرمن من السكن والعمل في القدس و12.2% حرمن من الحصول على الهوية أو البطاقة الممغنطة أو هددن بسحب الهوية المقدسية، و87.3% تم مصادرة اموال وسيارة وفرض ضرائب، و14.6% منعن من السفر إلى الخارج أو مغادرة القدس من مجموع النساء اللواتي تعرضن للعنف.

النساء المقيمات بالقرب من المستوطنات

لقد أبرزت النتائج المتعلقة بالنساء المقيمات بالقرب من المستوطنات أن 91.5% من اللواتي تعرضن لعنف الاحتلال والمستوطنين تعرضن لاستنشاق الغاز كما تعرضن لقنابل الصوت وإطلاق الرصاص من قبل الاحتلال والمستوطنين، و85.2% تعرضن للإهانة والشتيمة. بالإضافة إلى أن و79.9% من النساء تم منعهن من الحصول على الخدمات والرعاية الصحية وقطاع المياه عنهن، و5.4% من النساء أفدن بسرقة الأرض أو المحصول وذلك خلال 12 شهرا الماضية. كما أفادت البيانات أن 27.4% من النساء أشرن أن الجيش الإسرائيلي هو من أكثر الفئات اعتداءً على النساء المقيمات بالقرب من المستوطنات يليه المستوطنون بنسبة 26.2% وما نسبته 36.6% يرون أن الجيش والمستوطنين والشرطة وحرس الحدود والمخابرات قد شاركوا جميعهم في الاعتداء على النساء في هذه المناطق، وهناك 4.9% من المحتلين الذين مروا من هذه المناطق قد شاركوا في الاعتداء على النساء.

الأسيرات المحررات

أما بالنسبة للأسيرات المحررات فقد تميز البحث بإبرازه حجم معاناتهن جراء الانتهاكات اللواتي تعرضن لها أثناء فترة اعتقالهن، إذ أشارت النتائج أن غالبية الأسيرات قد تعرضن للضرب أثناء فترة اعتقالهن من البيت أو الحواجز من قبل جنود الاحتلال و88.5% تعرضن للإهانة والسب والشتم، و78.8% من الأسيرات أفدن بمنعهن من إحضار الأدوية الخاصة بهن أو حاجياتهن.

النساء المقيمات بالقرب من الجدار

في حين أظهرت النتائج المتعلقة بالمقيمات بالقرب من الجدار، أن 22.3% من اللواتي تعرضن لعنف الاحتلال والمستوطنين، و38.4% تعرضن للإهانة والشتيمة. كما أن 30.5% من النساء أفدن بأنهن منعن من إعطاء التصاريح للمرور من البوابات وأن المنزل، قد اقتحم من قبل الجيش الإسرائيلي أكثر من مرة، و8.5% قد منعن من الحركة والتنقل.

علاقة طردية بين عنف الاحتلال والعنف داخل الأسرة

لقد أظهرت النتائج الكيفية من مخرجات البحث الكمية كما تقول فداء البرغوثي وجود علاقة طردية ما بين العنف الموجه من الاحتلال الإسرائيلي ضد أحد أفراد الأسر المشاركة في البحث والعنف الموجه ضد النساء في العينة، كما في حالة النساء المقدسيات التي أفادت بتعرض 44.1% من أفراد أسرهن (الزوج أو رب الأسرة أو أي فرد من أفراد الأسرة) للاعتداء من قبل الاحتلال أو المستوطنين، ما انعكس على تعرض 62.1% منهن لشكل واحد من أشكال العنف من قبل أحد أفراد الأسرة منهم؛ 72.7% قد تعرضهن للعنف الجسدي، و 90.2% للعنف النفسي من قبل أحد أفراد أسرهن الرجال. وكذلك الأمر بالنسبة للنساء المقيمات قرب المستوطنات اللواتي أفدن بتعرض أكثر من ثلث أفراد أسرهن للاعتداء من قبل الاحتلال أو المستوطنين، وكان لهذه الاعتداءات تبعاتها على تعرضهن للعنف داخل أسرهن، حيث أشارت النتائج أن 52.3% من النساء تعرضن للعنف الجسدي، و 77.1% للعنف النفسي سواء كن من قبل الزوج أو أحد أفراد الأسرة".

معطيات لافتة

وتقل وتيرة العنف الموجه ضد النساء بانخفاض نسب الاعتداء التي يتعرض لها أحد أفراد أسر النساء المشاركات في البحث، ما يؤكد على وجود علاقة طردية ما بين الاعتداءات التي يتعرض لها الرجال في العائلة والعنف الأسري التي تتعرض له النساء داخل أسرهن. كما في حالة النساء المقيمات بالقرب من الجدار، اللواتي أفدن بتعرض أحد أفراد أسرهن للاعتداء من قبل المحتل بنسبة أقل وصلت إلى حوالي الربع، ما انعكس على انخفاض نسب تعرضهن للعنف الأسري إذ أفادت 22.3% منهن للعنف الجسدي، و43.8% للعنف النفسي من قبل أحد من أفراد الأسرة. الأمر نفسه يتكرر عند الحديث عن النساء المقيمات بالقرب من المستوطنات إذ أشارت النساء إلى تعرض 20.9% من أفراد أسرهن، للاعتداء من قبل الاحتلال أو المستوطنين، ما انعكس على انخفاض تعرضهن للعنف داخل أسرهن، فقد أفادت النتائج إلى أن 28.1% من النساء تعرضن للعنف الجسدي، 14.1 و 50.0% للعنف النفسي.

معاناة مضاعفة

وتضيف البرغوثي:" .. ومما خلص إليه التقرير، هو أن حجم الانتهاكات والمعاناة التي تتعرض لها النساء في المواقع المختارة، يجعلهن الأكثر انكشافا لعوامل الصراع كونهن يتأثرن بشكل مضاعف مقارنة بالفئات الأخرى بالمجتمع، مع ما يتبعه من انعكاسات ومسؤوليات وأعباء ملقاة على عاتق النساء اللواتي يجب أن يوفرن لعائلاتهن الأمن والأمان، وهن أبعد ما يكن عنهـا بالإضافة إلى الظروف المحيطة بأسر النساء اللواتي شملتهن الدراسة كما أبرزته نتائج الدراسة، التي أفادت بتعرض غالبيتهن لضغوط اقتصادية واجتماعية منها على سبيل المثال: زيادة مسؤوليات الزوج وضغوطات العمل، تعرض أحد أفراد الأسرة لمشاكل صحية أدى إلى ذهابهم للمستشفى، زيادة أعباء رعاية الأسرين والوالدين والأهل بحكم أن أن غالبيتهن سبق لهن الزواج، باستثناء الأسيرات المحررات التي لم تتجاوز نسبة من سبق لهن الزواج 45.9%. هذا بالإضافة إلى تلقيهن الردود الغاضبة من قبل الذكور في العائلة، في حال تعرضوا إلى انتهاكات أو في حال تم ممارسة أي شكل من أشكال العنف عليه. وبالنظر إلى الخصائص الديمغرافية، نجد أن غالبية النساء في مختلف المواقع التي شملتها الدراسة ذوات تحصيل متدني ثانوية فأقل، كما أن غالبيتهن لا يعملن، وبالتالي هذا يجعل النساء ضمن هذه الحالة، أحد الفئات الاجتماعية الأكثر انكشافا لعوامل الفقر والبطالة والتهميش، والذي ساهم في زيادة الأعباء المنزلية والدور الإنجابي للنساء من اجل استمرارية الأسرة وأمنها المعيشي في ظل سوء الأوضاع السياسية والاقتصادية.

وبالرغم من نتائج المسح الكمي التي أظهرت تعرض النساء لمعيقات أبرزها الاحتلال باعتباره يشكل تهديدا على الأمن الإنساني للجميع وبشكل خاص على النساء مما يزيد من وطأة مهامهن في الحيز الخاص، وبالإضافة إلى تعرضهن لأحد أو كل أشكال العنف النفسي والجسدي وتدني المستوى التعليمي وقلة الفرص المتاحة لهن في العمل وشح الموارد ناهيك عن الظروف الاقتصادية والاجتماعية المحيطة بأسرهن، والفرص المتاحة لهن، إلا أن ذلك لا يمكنه أن يقلل من قيمة الأدوار التي تمارسها النساء لحماية عائلاتهن.

المعاني الحقيقية للخبرات والتجارب

وهذا بالتحديد ما أظهرته نتائج المجموعة البؤرية التي أعطت المعاني الحقيقية لخبرات وتجارب ومعاناة وقوة النساء الفلسطينيات المستهدفات في الدراسة، في ظل سياق احتلالي يسلبهن حقوقهن وحقوق عائلاتهن. إذ لعب عامل الاحتلال الإسرائيلي دورا في خلق مزيد من التحدي والإصرار للعمل على مواجهة الظروف الصعبة التي تمارس عليهن وعائلاتهن من قبل الاحتلال وذلك بإتباع استراتيجيات وآليات إما معلنة أو غير معلنة بحسب ما تقتضيه المصلحة.

الاستفادة من نتائج البحث

وكانت نجوى ياغي مديرة مشاريع في المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح"، استهلت جلسة النقاش بتقديم عن طبيعة مشروع "نحو مأسسة القرار 1325 لتحقيق الأمن والسلم للمرأة الفلسطينية" الممول من أوكسفام، ومن خلال هذا المشروع تم تطوير مجموعة من الاستمارات التي كانت "مفتاح"، قامت بإعدادها من خلال صندوق الأمم المتحدة للسكان ( UNFPA)، حيث "استطعنا من خلال هذا المشروع تحويل الاستمارة الواحدة إلى خمس استمارات تتعلق بالمقدسيات، والأسيرات، والمقيمات قرب الجدار، وبالقرب من المستوطنات، والمقيمات قرب المستوطنات، عبر النهج التشاركي مع أعضاء اللجنة الوطنية العليا لتطبيق القرار 1325 وأعضاء الائتلاف الوطني لتطبيق القرار في فلسطين ومجموعة من الخبراء في مجال حقوق الإنسان والقرار 1325". وأضافت ياغي:" قامت مجموعة من الخبراء بدراسة هذه الاستمارات لتشمل الانتهاكات التي يمكن أن تجرم الاحتلال الإسرائيلي، وبعد الانتهاء من الاستمارة النهائية، نظمت "مفتاح"، حملة توثيق الانتهاكات ضد المرأة الفلسطينية في جميع أنحاء الضفة الغربية، مع الإشارة إلى أن "مفتاح" ذهبت إلى التوجه القائل بضرورة وجود مجموعة من الأسئلة داخل الاستمارة للربط ما بين العنف الأسرى وعنف الاحتلال، ولذلك تم إضافتها إلى استمارة الحملة، وبالتالي دلت نتائج الدراسة على أنه كلما زاد قمع الاحتلال زاد العنف الأسري".

وحثت ياغي الائتلاف الوطني الذي يترأسه الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، واللجنة الوطنية لتطبيق القرار 1325 التي تترأسها وزيرة شؤون المرأة، على الاستفادة من هذه الدراسة ومن نتائجها ومخرجاتها لدى صياغتهما للخطط التنفيذية للإستراتيجية الوطنية لتطبيق القرار 1325، وتوضع في الإطار التنفيذي، وأن يبدأ الاتحاد العام كرئيس للائتلاف بالبدء بعملية توثيق الانتهاكات".

 
 
الانجليزية...
 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required