مفتاح
2024 . الجمعة 29 ، آذار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

رام الله - بعد مرور أكثر من ثلاثة شهور على اختتام مؤتمر "النساء يردن..."... ترى حنان قاعود، مديرة التطوير في "مفتاح"، وعضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أن الطريق نحو إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، يتطلب مزيدا من الجهد في الميدان، ولدى مكونات المجتمع، خاصة من تأثروا بصورة مباشرة من الانقسام.

حراك شعبي وتشبيك

وأضافت قاعود:" لبلوغ هذا الهدف، لا بد من حراك فعلي في الضفة الغربية وقطاع غزة باتجاه إنهاء هذه المأساة، وبما يدفع عجلة المصالحة، ويعزز قيم التسامح، وتوسيع دائرة التشبيك بين المؤسسات التي تعمل على دعم حقوق النساء وكذلك مؤسسات حقوق الإنسان، ومؤسسات المجتمع المدني للعمل معاً من أجل تنفيذ توصيات مؤتمر "النساء يردن.."، وكذلك إيصال هذه المطالب إلى القيادة السياسية، والضغط عليها وعلى مسؤولي فصائل العمل الوطني ليتحملوا مسؤولياتهم في هذا الشأن، تمهيداً لعقد انتخابات شاملة، وتفعيل دور الإعلام في هذا الشأن، وإعلاء صوت النساء من خلال وسائله المختلفة، لإشراك النساء في اللجان المتعلقة بالمصالحة.

دور النساء في إنهاء الانقسام

وترى قاعود، أن المرأة الفلسطينية نجحت في عدد من المجالات السياسية والنضالية، وهي تمثل نموذجاً يقتدى به لنساء العالم في النضال والتحدي، وهو ما يؤكد ضرورة تمكين النساء وتطوير قدراتهن وتعزيز مشاركتهن السياسية والمجتمعية. وتوحيد جهود الحركة النسوية باتجاه إعادة الوحدة الوطنية وتعزيز دور المرأة في المصالحة باعتبارها قادرة على الوصول إلى قطاعات واسعة .

إن معاناة المرأة الفلسطينية زادت حدة نتيجة تعمّق الانقسام في الساحة الفلسطينية، ما ترك آثاراً سلبية على الحركة النسوية ودورها، ويهدد المكتسبات التي حققتها الحركة النسوية على مدار سنوات النضال الطويلة.

مؤتمرنا: النواة وحجر الأساس

وتضيف :" من أجل ذلك، أرى أنه آن الأوان أن تُغلّب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة في هذه المرحلة الحرجة من مراحل النضال الوطني، وأن تكون هناك وحدة نسوية (بما أنه تم الاتفاق على المطالب الهادفة إلى إنهاء الانقسام)، على اعتبار أن المؤتمر الوطني النسوي الذي عقد في 15 حزيران 2015 هو النواة وحجر الأساس من أجل رفع المطالب للقيادات الفلسطينية العليا وللقيادات السياسية في سبيل دمج النساء في العمل الوطني السياسي وإشراكهن في صنع القرار".

توسيع لجنة المتابعة

إلى ذلك، ترى قاعود أهمية توسيع لجنة المتابعة المنبثقة عن المؤتمر، وأن يتم إشراك الشباب وممثلين عن القطاعات والفئات المؤثرة ومؤسسات المجتمع المدني، وذلك من أجل توسيع قاعدة التحرك وفق استراتيجية عمل موحدة وواضحة بفعاليات ميدانية، في الضفة الغربية وقطاع غزة، للمطالبة بإنهاء الانقسام وتطبيق ما تم التوافق عليه في اتفاقات المصالحة، حيث إن استعادة الوحدة الوطنية هي صمام الأمان للقضية الفلسطينية، وبذلك نستطيع إفشال مخطط حكومة الاحتلال الاستفادة من هذا الانقسام، ونسف المشروع الوطني الفلسطيني وآمال وتطلعات الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال، عبر تكريس فصل قطاع غزة وتفتيت الضفة الغربية، بما فيها القدس، وتحويلها إلى معازل وكانتونات عنصرية، من خلال تعزيز الاستيطان ونهب الأرض الفلسطينية وتهجير المواطنين من أرضهم.

النساء قادرات

تؤمن قاعود بأن إنهاء الانقسام لا يتعلق بعمل النساء وحدهن، بل المطلوب هو تكاتف الجميع رجالاً ونساء . ولا ينكر أحد أهمية دور النساء وقدرتهن على حشد بعضهن والالتفاف حول قضية مهمة مثل قضية إنهاء الانقسام، وهن أكثر إيماناً بالقدرة على تحقيق النجاح وذلك بسبب شعورهن المستمر بالإقصاء من العمل السياسي، ما يولد دافعية قوية تجاه المطالبة بحقوقهن والمرتبطة ارتباطاً كبيراً بالتزام القيادة الفلسطينية بالمعاهدات الدولية التي تدعو إلى إنهاء كافة أشكال التمييز التي تتعرض له المرأة.

بلورة التوصيات إلى واقع يومي

وتضيف:" يجب إعادة الاعتبار لوحدة الموقف الوطني والشعبي، بالتعامل مع القضايا الفلسطينية بأنها تخص كل الشعب الفلسطيني، بمعنى أن مشكلة إعمار قطاع غزة، على سبيل المثال، هي مشكلة الضفة، وأي مشكلة في الضفة هي مشكلة غزة، أو الشتات.

ومن الضروري الإسراع في تنفيذ التوصيات المتفق عليها في مؤتمر "النساء يردن.." من قبل أكثر من 900 مشاركة، وكذلك الإسراع في نشر الوعي بين كافة أبناء المجتمع، وإطلاعهم على هذه التوصيات، وتعريف المواطن الفلسطيني كل بدوره، وكيف من الممكن أن يكون مؤثراً كل في مكان وجوده.

المصالحة المجتمعية

برأي حنان قاعود، فإن المصالحة المجتمعية هي مقدمة لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، ولا بد من أن تتوفر الإرادة السياسية الحقيقية التي من شأنها فتح آفاق للانطلاق في عمل لجنة المصالحة وكافة اللجان الأخرى. كما ترى وجوب أن يكون هناك تحولا من مطالبات بإنهاء الانقسام إلى خطوات عملية على الأرض، من خلال تنظيم حملات ضغط من قبل منظمات المجتمع المدني لترتيب البيت الداخلي وضمان تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية وتحقيق التماسك الاجتماعي، ووقف الانتهاكات للحريات العامة والخاصة، بما في ذلك الحريات الإعلامية، ووقف الاعتقالات والاستدعاء بناء على الخلفية السياسية.

الإعلام المحلي والانقسام

فيما يتعلق بدور الإعلام في إنهاء الانقسام، تعتقد قاعود، بأن الدور الذي لعبه الإعلام فيما يتعلق بالمصالحة وإنهاء الانقسام، كان ولا يزال، ضعيف، إن لم يكن سلبياً، لأسباب متعددة، وهذا بالضرورة متأثر بالصراع على السلطة والثمن الذي يمكن إن يدفعه الإعلام.

ومن الممكن هنا الاستثمار بجميع وسائل الإعلام لاستغلال فرصة انعقاد المجلس الوطني للمنظمة في الخامس عشر من ديسمبر القادم، لمطالبة جميع أعضاء المجلس بضم كافة الفصائل الفلسطينية إلى المجلس، خاصة حركتي الجهاد الإسلامي وحماس، للوصول إلى مجلس وطني وحدوي قادر على المضي قدماً باتجاه تصليب الوضع الداخلي لمواصلة النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي.

شعوب أخرى عانت من الانقسام

تؤكد قاعود أخيرا، أنه من الضروري الاستفادة من تجارب شعوب عانت من انقساماتها وحروبها الداخلية، مثل: تجربة جنوب أفريقيا، وكذلك تشيلي، والتجربة الايرلندية الشبيهة بشكل كبير بالتجربة الفلسطينية، خاصة مع وجود الاحتلال الإسرائيلي وما يترتب عنه من ترسيخ الانقسام الوطني الداخلي.

فكانت الوحدة هي أساس نجاح نضال هذه الشعوب، ومن أجل ذلك لا بد من أن ينهي الشعب الفلسطيني ظاهرة الانقسام المقيت، وأن تتوحد الجهود من أجل إكمال معركة الحرية والاستقلال، بدلاً من استنزاف الساحة الفلسطينية في معارك وخلافات داخلية لا تزيدنا إلا ضعفاً ووهناً، فبوصلتنا يجب أن لا تحيد عن مواصلة كفاحنا ونضالنا موحدين ومجتمعين من أجل إنهاء الاحتلال عن أرضنا.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required