مفتاح
2024 . الخميس 25 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

رام الله - ضمن الاهتمام المشترك بدعم إستراتيجية اللجنة الوطنية لتشغيل النساء، عقدت مؤخرا جلسة استماع ونقاش دعت إليها المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" و"وزارة العمل" بدعم من سكرتاريا حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني، عرض خلالها أيمن عبد المجيد القائم بأعمال مركز دراسات التنمية في جامعة بير زيت، دراستين أعدهما المركز لصالح اللجنة الوطنية بعنوان" نحو رصد واقع وظروف وحقوق العاملات في قطاعي الزراعة والخدمات الصغيرة" في مناطق متعددة من محافظات الضفة الغربية والتي شملت ( جنين، نابلس، طولكرم، أريحا والأغوار، والخليل)، والتي يأتي تطويرهما دعما للخطة الإستراتيجية للجنة، بما ينسجم مع الأهداف الإستراتيجية لمؤسسة "مفتاح"، في التأثير على مستوى السياسات والتشريعات، وبما يضمن حمايتها للحقوق المدنية والاجتماعية لجميع مكونات المجتمع المختلفة.

واقع العاملات في القطاع الزراعي

وخلصت الدراسة الأولى حول واقع النساء العاملات في القطاع الزراعي حيث اظهرت النتائج أن 73% من النساء العاملات لا يشعرن بالأمان وأن 90% منهن يشعرن بالقلق الدائم على وضعهن ووضع أسرهن المالي إلى أن محاولة القيام بأية تدخلات تهدف لتحسين واقع النساء العاملات في هذا القطاع، يجب أن لا تعزل عن الواقع السياسي والسياساتي التنموي لفلسطين بالعموم كدولة محتلة، والنظر إلى الواقع الثقافي والاجتماعي للنساء إضافة للعادات والتقاليد التي تؤسس للبيئة التي تعمل فيها النساء.

عدم وضوح لطبيعة الأدوار.. وغياب المنظور التنموي برؤية حقوقية

وأظهرت النتائج حالة من عدم الوضوح وغياب التنظيم للقطاع الزراعي، حيث أن هناك صعوبة في الحديث عن الحقوق بالأخص لأن النساء العاملات في الزراعة يواجهن انتهاكات في أبسط الحقوق المرتبطة بالعمل، وعدم وضوح لطبيعة وأدوار الجهات ذات العلاقة لعمالة النساء التي هي غير رسمية، ولذلك تفتقر للكثير من أسس التشغيل وتعاقدات العمل، وهناك غياب في تطبيق قانون العمل لتنظيم عمل النساء رغما عن قصوره وابتعاده عن معطيات العمل اللائق والعمل الزراعي، وبالرغم من اللائحة التي اقرها مجلس الوزراء عام 2004 إلا أن هناك فجوة بين ما هو مكتوب وبين تطبيقه على الأرض ويكون ملموسا للنساء العاملات في القطاع الزراعي. فالنساء قد تعمل ضمن العائلة دون أجر، أو قد تعمل بأجر دون أن يكون لها القرار في كيفية استخدام الدخل، وعلى سبيل المثال فقد أظهرت نتائج البحث الميداني بأن 69% من النساء لا يتقاضين أجرهن بشكل مباشر بل يتم دفعه مباشرة لرب الأسرة ،والجدير بالذكر أن البيانات قد أظهرت أن المستوى التعليمي للنساء العاملات في هذا القطاع بشكل عام هو متدنٍ، وتكون النساء في العادة من عائلات متدنية أو محدودة الدخل وبذلك هي بحاجة لهذا العمل، النساء أغلبهن متزوجات، وعشرهن يرأسنّ أسرا، مما يجعل النساء عرضة للاستغلال في العمل.، إضافة لذلك،فقد أظهرت الدراسة أن هناك غيابا للحماية والرقابة الملائمة نتيجة لغياب التدخلات والتطبيقات لقانون العمل حيث أشارت 91% من النساء العاملات في القطاع والمستهدفات في الدراسة بأنه لا يوجد لهن عقد عمل، وأن 98% منهن لا يوفر لهن صاحب العمل اجازات سنوية مدفوعة الأجر، وأن 96% منهن لا يوفر لهن صاحب العمل اجازات مرضية مدفوعة الأجر، وذلك ضمن واقع أن 80% منهن أصبن بأمراض مرتبطة بالظهر والمفاصل وأن نصفهن قد تعرضن لضربات شمس نتيجة عملهن لفترات طويلة تحت الشمس مباشرة، كما تعرضن لمخاطر صحية مختلفة مثل التكلس والتشوهات الجلدية والكسور والتسممات ؛ وضمن واقع غياب الوعي بالحقوق وقانون العمل ودور النقابات العمالية ، وغياب الثقة في القانون والجهات الرسمية الذي قد يكون من أهم المعيقات للصعود بواقع المرأة العاملة بالزراعة، فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن 79% من النساء العاملات في الزراعة لم يسمعن بقانون العمل.

العاملات في قطاع الخدمات الصغيرة

فيما رصدت الدراسة الثانية انتهاكات حقوق العاملات في قطاع الخدمات الصغيرة، بحيث تكمن أهمية هذا القطاع بشكل عام باعتباره المشغل الأكبر للنساء الفلسطينيات بحيث يشغّل حوالي 57% من النساء المنخرطات في سوق العمل، و يعتبر أكثر القطاعات استقطاباً للنساء بالرغم من تدني مشاركة المرأة في سوق العمل بشكل عام حيث وبحسب احصائيات 2014 فإن نسبة المشاركة للنساء في قطاع الخدمات بلغت 19.4%. ومن الجدير بالذكر انعمل النساء يتركز بشكل رئيسي في قطاعي الخدمات والزراعة. هذا وحاولت الدراسة أن تعكس الواقع الذي تعيشه النساء ضمن هذا القطاع وصولاً الى تحديد استراتيجيات تضمن بيئة حقوقية ولائقة لعمل النساء في قطاع الخدمات.

تعزيز الرقابة للحد من انتهاك حقوق العاملات

في حين أكدت الدراسة على أهمية تعزيز الرقابة على غياب التدخلات والتطبيقات لقانون العمل ، للحد من انتهاك حقوق العاملات وحماية حقهن كالإجازات بأنواعها، والأجور والتأمين الصحي، والإرشاد والتوجيه، الإصابات والأمراض المهنية، وذلك للنهوض بواقعهن من خلال تحقيق شروط وظروف عمل لائقة بتطبيق القوانين والأطر السياسية والاستراتيجية، لان جميع الحقوق الواردة في قانون العمل تمثل الحد الأدنى لحقوق العامل/ة والتي لا يجوز التنازل عنها. وقد أظهرت بيانات الدراسة بأن 81% من المبحوثات يعملن بدون عقد بالرغم من أنّ متوسط المستوى التعليمي لديهن عالي، حيث بلغت نسبة الحاصلات منهن على بكالوريوس فأعلى 32% ، وأن 77% من النساء العاملات في القطاع أفدن بأن أجرهن اليومي لا يتجاوز 50 شيكل، وأفادت أحدى النساء ضمن الجلسات المركزة بأنها تعمل 9 ساعات يومية مقابل 23 شيقلا، والذي يتعارض مع الحد الأدنى للأجور الذي تم اقراره في العام 2012، والذي يبلغ 1450 شيكل، وفي نفس السياق الذي يؤكد الانتهاكات لحقوق العاملات ؛ فقد أظهرت البيانات أن 61% من هؤلاء النساء لا تتوفر لهن اجازات مرضية مدفوعة الأجر، وأن 70% منهن لا يوفر لهنّ صاحب العمل إجازات سنوية مدفوعة الأجر، وأن 85% منهن قد اشتكوا من أن أرباب العمل لا يوفروا لهن تأمين إصابة عمل، وهذا ناهيك عن عدم توفر الظروف المناسبة لبيئة العمل حيث أفادت المبحوثات بغياب الخصوصية مما يؤدي الى توترهن وانزعاجهن أثناء قيامهن بالمهام المنوطة بهن.

مداخلات وتوصيات

وأعقب عرض الدراستين مجموعة من المداخلات والتوصيات، تركزت على ضرورة العمل على إجراء مراجعات وتعديلات في التشريعات والقوانين المحلية المتعلقة بالعاملين في قطاعي الزراعة والخدمات الصغيرة، وبلورة سياسات تحقق الحماية والمشاركة للنساء العاملات في هذين القطاعين، لا سيما التي تنضوي تحت قضايا حقوق الصحة الإنجابية، وضرورة بلورة سياسات، والدعوة إلى عقد ندوات تخصصية حول واقع عمل النساء في قطاعي الزراعة والخدمات الصغيرة تتناول في إحدى جزئياتها دور النقابات، والاتحادات في توفير الحماية والدفاع عن حقوق العاملات، ، والتركيز على مجالين من البحث: أولاها: تشريعي يتعلق بقانون العمل الفلسطيني رقم7 لسنة 2000، إضافة إلى المادة الثامنة من القانون والتي لم تشمل العاملين في الزراعة في بند الإجازات. وثانيها: أسري يتعلق بربط الزراعة بالاقتصاد الوطني، وما يستتبع ذلك من تطبيق اتفاقيات الحد الأدنى من الأجور وإلزام المؤسسات المشغلة بها.

بينما شددت إحدى المداخلات على الإطار التنظيمي لقطاعي الزراعة والخدمات الصغيرة، حيث لا يوجد وضوح حيال الجهة التي تمثل العامل في هذين القطاعين، وعدم وجود إطار تشريعي يمنح العامل أو العاملة قدرا أكبر من الحماية وتغطية حقوقه، ويصنف ضمن القطاع غير الرسمي، والذي يشكل قطاعا واسعا من العاملين.

وحثت المداخلات أيضا على تكاتف الجهود من أجل وقف الانتهاكات بحق النساء ووضع آليات لهذا التدخل، سواء من قبل القطاع الحكومي، أو المنظمات الأهلية والمؤسسات الدولية، والعمل على برامج توعية للعاملين والعاملات في قطاع الزراعة، وتعزيز صمود المزارعين من خلال مجموعة من التدخلات على أعلى المستويات، بما في ذلك مطالبة وزارة العمل بتطبيق قانون العمل وإلزام ارباب العمل به، وتفعيل الدور الرقابي ودور النقابات، والاتحادات العمالية والنسوية، وأن يكون لها دور أكبر في متابعة قضايا العاملات، وما يتعرضن له من انتهاكات، وأن يتبنى قضاياهن ويدافع عنها.

ودعت مداخلات وتوصيات أخرى، إلى إجراء مزيد من النقاشات حول الدراستين، وتكثيف عمليات التفتيش على هذين القطاعين من خلال وزارات الصحة، والعمل والبيئة، وضرورة عرض نتائج الدراستين على مجلس الوزراء، وتفعيل دور وسائل الإعلام في متابعة ورصد الانتهاكات التي يتعرض لها العاملون في هذين القطاعين، وسن قانون التأمين الزراعي ومخالفة من لا يلتزمون به.

في حين خلصت أهم التوصيات إلى ضرورة مراجعة التشريعات والقوانين المعمول بها في هذا السياق، فيما تم التطرق إلى بعض مواد القانون المتعلقة بعمل النساء، والدعوة إلى إعداد دراسات تفصيلية عن القطاع الزراعي تحديدا، ووضع برامج للحد من مستوى الفقر في المناطق المهمشة، والضغط على الحكومة للاستثمار في مجالات تعزز كرامة المواطن وصموده، والقيام بتطوير وتعديل دائمين على الخطة الإستراتيجية لهذين القطاعين، والقيام بدراسة تشخص مدى التزام أصحاب العمل بقوانين العمل المعمول به، وزيادة كوادر التفتيش في وزارة العمل، ومضاعفة المخصصات المالية لوزارة العمل لاستيعاب المزيد من المفتشين،علما أن الوزارة لديها 45 مفتشا في حين هي بحاجة لأكثر من 400 مفتش.

كما دعت التوصيات إلى إجراء تغيير في استراتيجيات عمل الوزارات والبحث عن آليات أخرى بديلة، من خلال استشارة النساء باعتبارهن فاعلات ولسن ضحايا وذلك للعمل على الحلول المقترحة، وبحيث تركز على السياسات والتشريعات ذات طابع حماية ومشاركة، وذات طابع قانوني، والقيام بخطوات إجرائية متعلقة ببرامج عمل المؤسسات، ووضع خطة طواريء جدية استجابة للبيانات والاحصائيات التي طرحت من خلال الدراستين اللتين اعتبرتا من خلال المشاركين في جلسة الاستماع والنقاش خطا أحمر يوجب اتخاذ الإجراءات الفورية لتحقيق الحماية والمشاركة للنساء العاملات، والحد من مجمل الانتهاكات التي تمارس ضد النساء.، على أن تتحمل الحكومة مسؤولياتها من خلال توفير الطواقم والميزانيات الكافية تقوم الوزارات ذات الصلة بدورها على أكمل وجه، بما في ذلك خلق فرص عمل جديدة.

وعبر مندوبو المؤسسات المختلفة الرسمية والأهلية عن دعمهم لما ورد في الدراستين من نتائج، وما خلصتا إليه من توصيات، من خلال وضعها في إطار تنفيذي ضمن خطط الوزارات ذات العلاقة، وبرامج المؤسسات الأهلية والدولية.

 
 
الانجليزية...
 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required