مفتاح
2024 . الخميس 28 ، آذار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


تعمل سلطات الاحتلال هذه الأيام على تحويل عدد من الحواجز العسكرية فى الضفة الغربية وقطاع غزة إلى معابر تشرف عليها شركات امنية اسرائيلية تتحكم بمرور المواطنين وبضائعهم، وتدعى الحكومة الإسرائيلية أن الهدف من ذلك هو تخفيف الاحتكاك ما بين الجنود والمارة وهو ما تفنده الحقائق اذ ان الشركات الامنية ستنشر عناصر مسلحة على هذه الحواجز وان كانت بزى مدنى.

ومن المتوقع تشغيل هذه المعابر مطلع آب القادم وتنتشر هذه المعابر فى محيط المدن المختلفة بحيث يكون دخولها او الخروج منها تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة ما يسهل التحكم بالاقتصاد الفلسطينى عدا عن توفير المعلومات الاستخباراتية اللازمة عن حركات كل مواطن.

وسيستلزم المرور عبر هذه المعابر من الفلسطينيين الحصول على بطاقات تسمى بالذكية مقابل مبالغ مالية تدفع لشركات الامن الخاصة حتى تخولهم المرور منها سيرا على الاقدام أى أن كل مواطن او مدرس او موظف سيدفع يوميا دولار حتى يتمكن من التنقل فى الضفة الغربية دون ان يمكنه ذلك من دخول القدس المحتلة اذ ان ذلك بحاجة إلى إجراءات أخرى خاصة ومعقدة وفى الغالب مصيرها الرفض، أما العبور بالسيارات الخاصة او نقل البضائع فذلك يستوجب دفع مبالغ مالية اكبر فى الغالب يتحملها المواطن العادى إذ أن سيارات الأجرة سترفع أسعارها وهذا ينطبق على اثمان البضائع والمواد التموينية.

وبحسب ما تسرب حتى الان فان هذه المعابر ستتوزع فى الضفة والقطاع بحيث تثبت العزل للتجمعات السكانية ولا يكون التنقل ممكنا الامن خلالها ما يتيح السيطرة على حركة المواطنين اولا ويوفر اموالا طائلة لخزينة حكومة الاحتلال ثانيا. ففى الضفة الغربية ستتموضع المعابر كما نشر حتى الان كالتالى (قلنديا ما بين القدس ورام الله وهو الاكثر استخداما من المواطنين، وعوفر قبالة احد المعتقلات الاسرائيلية غرب رام الله وهذا سيخصص للبضائع وحركة المسؤولين "VIP " بدلا من مرورهم على مدخل المدينة الشرقى من معسكر بيت إيل، معبر ال "300" بين بيت لحم والقدس المحتلة، ومعبر السواحرة الشرقية بين جنوب الضفة وشمالها، ومعبر ترقوميا بين الضفة والقطاع، اما فى شمال الضفة فسيكون هناك معبر زعترة بين كل محافظات الشما ورام الله ومعبر بيت ايبا بين نابلس ومحافظات جنين وقلقيلية وطولكرم، وسيقام معبر اخر بين شمال الضفة والاغوار على مدخل مستوطنة معاليه افرايم ).

والملاحظ ان هذه المعابر -المفارز الأمنية- موزعة بما يتلائم ومخططات شارون بحسب خبير الخرائط والاستيطان خليل التفكجى بحيث تثبت رؤية دولة الكانتونات المعزولة، التى يتحكم بمصيرها الجيش الإسرائيلى، ويرى التفكجى فى تركيبة وتوزيعة المعابر هذه ليس إلا إمعانا وإحكاما فى عزل مدينة القدس واخراجها عمليا من أى تواصل جغرافى مع الضفة الغربية، إضافة إلى الضغط على سكانها العرب للخروج منها لا سيما وان معظمهم مرتبط معيشيا برام الله ما يدفعهم للنزوح من المدينة للسكن قرب اماكن عملهم وتجارتهم.

ويقول التفكجى ليس المهم كم ستدفع للمرور وانما الدافع وراء هذه الخطة، مشيرا إلى سياسات التهجير المبرمجة والطويلة النفس التى تتبعها حكومات إسرائيل ضد الفلسطينيين.

وفى حال طبقت هذه السياسة فان معظم ابناء القرى الموظفين سيضطرون للسكن فى مراكز المدن قرب وظائفهم ما يمهد الطريق امام تسمين المستوطنات المقامة اصلا على حساب الأراضى الزراعية فى القرى من جهة، ومن جهة اخرى سيلحظ ارتفاع هائل فى أجرة المساكن فى المدن ما يثقل كاهل الموظف ويدفعه للتفكير فى الهجرة.

وكان وزير الخارجية الفلسطينى ناصر القدوة حذر فى احدى جلسات الحكومة الفلسطينية من خطورة هذه المعابر ودعا لتحرك دولى وفلسطينى فاعل لوقف اقامة هذه المعابر متفقا بذلك مع وزير الاقتصاد مازن سنقرط الذى أعرب عن خشيته من القضاء على الاقتصاد الفلسطينى المنهك أصلا.

أما البطاقة الذكية فكما اسلفنا فان الحصول عليها يستوجب الذهاب إلى مكتب الإدارة المدنية "المخابرات الإسرائيلية" الموجود على كل معبر لتقديم طلب خاص، وبعد الفحص والتأكد من سجل الشخص يعطى ورقة يذهب بها إلى الغرفة المجاورة الخاصة بشركة الامن المسؤولة عن المعبر والتى بدورها تعطيه بطاقة تتضمن معلومات شخصية عنه مرفقة ببصمته الشخصية مقابل مبلغ مالى شهرى يدفع عند تجديدها وبادخالها بالابواب المخصصة للمرور تفتح الأبواب.

فلسطين (22/6/2005).

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required