مفتاح
2024 . الجمعة 19 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

كان لي ذات مرة شرف، وليس متعة، مشاهدة وزير بارز في الحكومة من أبطال الاعلام في تلك الايام وهو يتوسل أمام رئيس الوزراء في قضية محددة: "عليك أن تقول لي ما الذي يحدث. الصحفيون ينتظرون في الخارج. كيف سأبدو عندما أظهر بمظهر من لا يعرف؟".

آخر المطاف: الوزير ينزل من طابق رئيس الوزراء الى الساحة ويقف أمام ثلة من الصحفيين قائلا: "فمي مغلق".

بعد ذلك سمعت مراسل الاذاعة وهو يصرخ متصلا باستوديو الأخبار "الوزير ينزل الآن من جلسة تشاور عاجلة مع رئيس الوزراء، ومع ذلك اكتفى بقول كلمتين مُعبرتين عن لا شيء".

بعد ذلك ظهر المحلل السياسي الشهير وقام برفع وتنزيل تخمينات لا أساس لها وعندها، فقط عندها، صدر بيان عن رئيس المعارضة. هو طالب بنقاش عاجل في الكنيست. اعضاء الكنيست اصطفوا أمام عدسات الكاميرا لاجراء المقابلات وسادت الفوضى في مدينة الأقزام.

ومع ذلك، من المحظور الاستخفاف بالجلبة التي جرت أمس بين اسرائيل وسوريا. يكفي سوء فهم أو خطأ واحد أو تحليل غير صحيح في ظل التوتر السائد منذ عدة اسابيع بين الدولتين، لاشعال فتيل الحرب. ليست لسوريا اسباب جيدة للشروع في الحرب ورفع مستوى التوتر في الشارع الدمشقي. أما عندنا في البيت فلدى الاعلام ألف سبب وسبب لكسب الشعبية لتحويل كل نبأ (تقريبا) الى دراما. نحن نشاهد يعقوب أيلون ويونيت ليفي وحاييم يافين مع قرع الطبول فنركض فورا الى الخزانة بحثا عن الاحذية العالية ولعق دموع الوداع وتحمل آلامه. سلام عليك أيها الجندي، تحية لك من أمك.

أنا أتخيل أمام ناظري وزير الأسد يدخل اليه فزعا ويُحدثه عن ردة الفعل الكبيرة في وسائل الاعلام الاسرائيلية وعن الشائعات التي تنتشر في الشارع الاسرائيلي قصير النفس. الأسد الفزع لا يعرف ماذا يفعل: هؤلاء اليهود سيدخلون اليه بعد قليل متسللين عبر الاسطبل، فمن أين سيأتيه المُغيث؟.

يا اصدقاءنا الأعزاء، هكذا عن طريق الخطأ والاعتبارات والتقديرات الخاطئة بدأت حرب حزيران. شائعات فأخبار فتهديدات فتقييمات غير صحيحة للوضع في الجانبين، وبغتة هكذا خسر الأسد الأب الهضبة السورية (الجولان اليوم)، وناصر المُقتدر والجبار خسر سيناء والجيش المصري. حسب الأساطير التي تُروى بدأ كل شيء على ما يبدو من مقابلة أجرتها مجلة "بمحنيه" مع اسحق رابين الذي فُهم بصورة غير صحيحة في سوريا. في تلك المقابلة هدد رابين بتغيير الحكم في دمشق.

اذا كان الوضع على هذا النحو، ففي وضعنا الدقيق الحالي قد ننهض غدا صباحا على قرع طبول الحرب – وعليه نقول إن الوضع جدي. فهل هذه الجلبة مبررة اذا؟ لا.

على الأقل ما زال الجواب هو لا. ليس هناك أي منطق سياسي أو أمني الآن للشروع في الحرب، لا للسوريين، وبالتأكيد ليس للاسرائيليين. العكس هو الصحيح: من خلف الكواليس يبحثون على ما يبدو عن طريق للسلام.

خاتمة القول: ليس لدي أي تصور أو فهم عما فعلته طائرات سلاح الجو في أجواء سوريا أمس. أنا لا أعرف اذا كانت قد حلقت هناك أم لا، كما أنني لن أجثو على الارض متوسلا لمعرفة ذلك. أنا خلافا للآخرين لا أخجل من عدم معرفتي لما جرى. واذا اخطأت في تقديراتي فسنكون في يوم الاحد في خضم حرب مشتعلة في الشمال، وعندها سأنشر مقالة معللة تحدد أين اخطأت (فلتقرعوا الطبول من فضلكم).

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required