مفتاح
2024 . الجمعة 19 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

"ولكن أنظروا الى ما تفعله حماس في غزة"، هذا الرد المعياري في الضفة على التقارير حول هجمات السلطة الفلسطينية على نشطاء حماس. ما زال من الممكن أن تسمع من أتباع حماس في غزة بأن احتجاز المشبوهين وقمع المظاهرات بالقوة هي أخطاء فردية وليست تعليمات من الأعلى، هذا رغم أن "الأخطاء" تتواصل و"الأخطاء الفردية المخالفة للسياسة الرسمية" هي ايضا التعريف الذي أعطاه أحد قادة اجهزة أمن السلطة الفلسطينية لصحيفة "هآرتس" في اطار حديثه عن دلائل استخدام التعذيب ضد معتقلي حركة حماس.

من غير الممكن الحصول على المعلومات عبر التعذيب، قال القائد البارز. المخابرات الفلسطينية نجحت على حد قوله في كشف تفاصيل كثيرة حول تنظيمات غير قانونية للقوة التنفيذية في الضفة، ونوايا المس بقادة السلطة، حتى من دون تعذيب. بعد تسلسل الأحداث في غزة لم يعد نفي حماس مقنعا: الحركة معروفة بقدرتها على اخفاء خططها العسكرية والواقفين من ورائها. ولكن مثلما حدث في موجة الاعتقالات في عام 1996 – السلطة تهاجم الموقع الذي يضيئه المصباح، أي النشطاء المدنيين.

في انعكاسات المرآة هذه يبرز فرق كبير واحد: عمليات القمع التي تقوم بها حماس في غزة والمس بالحريات المدنية الأساسية هناك يحظى بتغطية صحفية واسعة في اسرائيل والعالم، أما الاعمال المشابهة التي تقوم بها السلطة في الضفة الغربية، فتُطمس.

حسب تحقيق منظمات حقوق الانسان الفلسطينية، تمت اعتقالات مئات الأفراد من حماس حتى الآن من خلال التجاوز الفظ للقانون الفلسطيني. هي تتم ايضا على يد اجهزة أمنية ليست هذه من صلاحياتها. يتحدثون من نابلس عن عناصر الأمن الذين ينتظرون في ايام رمضان الحالية خارج المساجد لاعتقال نشطاء حماس بعد صلاة المغرب. هناك دلائل مقلقة متراكمة حول التعذيب الشديد لعدد من المعتقلين الذين نُقل بعضهم الى المستشفيات لتلقي العلاج. الانتقام والترهيب هو اسم اللعبة الآن. بعض من أُطلق سراحهم تحدثوا عن أنهم قد جعلوهم يوقعون على وعد بعدم التحدث عن اعتقالهم بأي شيء.

الاعتقالات هي جزء من جملة من الهجمات: اطلاق النار على نشطاء حماس، التخريب - حتى الاحراق – لمكاتب الحركة وتهديد النواب في المجالس المحلية، والصحفيين واعضاء المجلس التشريعي والمس بحرية الصحافة (بما في ذلك منع توزيع صحيفتي حماس في الضفة). اغلبية هذه التقارير لم تظهر في الصحف غير الحمساوية، ولم تحظى بالاهتمام الذي حظيت به اعمال مشابهة لحماس في غزة، لا في اسرائيل ولا في الخارج.

السبب سياسي في أساسه: الحرمان من الحريات والاعتقالات والترهيب هي طرق تلائم اعتبار حماس تنظيما ارهابيا اسلاميا. وهي ليست ملائمة للصورة المحسنة الغربية التي تظهر بها قيادة رام الله برئاسة عباس وسلام فياض. حسب التحليل الاسرائيلي والامريكي الحالي عباس وفياض قادران على الوصول الى اتفاق "تسووي" (والأصح اتفاق استسلام) مع اسرائيل، أي، تسوية دولة الجيوب التي تقطع المستوطنات أوصالها (أو "دولة حدود مؤقتة"). من اجل تكريس هذا الانطباع يتوجب إظهار قيادة عباس – فياض كمن تستمد الشرعية من أطر فلسطينية أصيلة – القانون الأساسي للسلطة الفلسطينية أو خلافا لذلك شرعية م.ت.ف التاريخية التي أُفرغت من أي مضمون لحركة التحرر.

ولكن شرعية قيادة السلطة الفلسطينية تنبع في الواقع من ملاءمتها للمعايير الامريكية المحددة للنظام العربي المقبول: تجاهل حملات القمع التي تقوم بها السلطة يكرر اخطاء الماضي. وهو جزء من تجاهل حقيقة أن حماس قد حظيت بالشعبية ليس بسبب طابعها الديني – السياسي. وأن السبب المضاعف لانتصارها في الانتخابات لم يختفي: م.ت.ف فشلت في المفاوضات حول احراز الاستقلال السياسي وفي نفس الوقت فرضت حكما داخليا موبوءا بعدم الاكتراث لشعبها والحرص على مصالح شريحة صغيرة ضيقة فقط. هذه الشريحة تدين بمكانتها المريحة هذه الى تمسكها بتكتيك المفاوضات الفاشل مع اسرائيل حول عدم الحل.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required