مفتاح
2024 . الخميس 25 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

سور الصين مقابل القمر. هذه يمكن أن تكون صفقة جيدة يحصل فيها الجانبان على ثروة راقية واعتبارية. من الممكن مشاهدة محمود عباس واهود اولمرت وهما يتصافحان ويتعانقان (اولمرت أكثر عناقا)، ويبتسمان (عباس أقل ابتساما) ويوقعان على وثيقة مبادىء بصورة احتفالية، اعلانا عن المبادىء والنوايا وقَسَما بتبادل ما ليس لهم فيما بينهم وليس بامكانهم التنازل عنه.

الزحزحة السياسية الحالية التي يفترض بها ان تؤدي خلال شهرين الى "لقاء" (كلمة تعبر عن توقعات متواضعة) أو "قمة" طموحة، لا تعبر عن تقدم تدريجي أو حقيقي، وانما فقط عن عملية وهمية. في خضم هذه العملية تسجل وتوثق خطوات وطقوس ايمانية فارغة من المضمون ووهمية الطابع. ليس فقط في الساحة الدبلوماسية وانما ايضا في الساحة السياسية، مثل قرار حكومة اولمرت في الاسبوع الماضي للرد على اطلاق صواريخ القسام من خلال التعرض لامدادات الكهرباء لقطاع غزة. المسألة ليست الصيغة الدقيقة للقرار وانما الانطباع الشعبي الذي خطط له ليظلل فوقه كوسيلة لحظية لصد الضغوط الشعبية. ما تقرر هو فقط دراسة امكانية الاجتماع للبحث في تجسيد التحذير المعروف سلفا بأن قانونية هذا الاجتماع وجدواه مشكوك فيها وسلبية بالنسبة لاسرائيل. وبالفعل، نحو عشرة صواريخ أطلقت منذئذ نحو النقب، ومع ذلك لم يتعرض أحد للكهرباء ولا حتى اصبعا واحدة من اصابع وزير صارخ لم يحاول المس بمفتاح الكهرباء.

الدافع المحفز الرئيس لاجتماع تشرين الثاني القادم هو كوندوليزا رايس. ادارة بوش نقلت مركز السياسات الامريكية من اوروبا الى الشرق الاوسط، وهي مشغولة بأربعة قضايا متداخلة ببعضها البعض: ايران، العراق، لبنان وفلسطين. في هذه الاماكن الاربعة ترغب الادارة الامريكية بابراز انجازات فورية وكذلك قابلة للبقاء والاستمرار بعد بوش. اسقاط صدام حسين واخراج الجيش السوري من لبنان كانا نجاحات هشة. أما المسألة الايرانية فستحسم في السنة القادمة.

رايس متحمسة لتوفير بند ايجابي في تقرير 2007 السنوي حتى يقوم الرئيس بعرضه. المرشحان المطلوبان لهذا البند هما حكومتي اسرائيل – فلسطين. كلتا هاتان الحكومتان ضعيفة أكثر من أن ترفض الاملاءات الامريكية. هما ايضا أضعف من أن تضفيا المضامين لأحاديثهما، ولكن هذه المشكلة ستنتظر لساعة أو سنة قادمة.

الشروط مشددة عند بوش ورايس. يستدعون اولمرت فيمتثل. كذلك الحال مع عباس بالطبع – الذي هو في الواقع تغيير يبعث على الانتعاش بالمقارنة مع ياسر عرفات، من خلال استعداديته واخلاصه في السعي الى تسوية واقعية، ولكنه في الواقع امتداد له في نهج قوة الضعف.

كلما ضعف عباس، كلما ازداد استعداد رايس لاعطائه المزيد على حساب اسرائيل حتى لا يضيع بالمرة. النتيجة هي تجميد نهج المراحل الذي تقوم عليه "خريطة الطريق" والموافقة على مناشدات عباس لتجاهل المحطات والمنعطفات والانتقال لفظيا الى المرحلة الثالثة والاخيرة. خريطة الطريق هي في الواقع لعبة حقيقة أو واجب: كل جانب بدوره يكشف مواقفه وينفذ على الارض خطوات تسبق المساومة على طريق التوجه الى النهاية الحقيقية (مكافحة الارهاب، اخلاء المستوطنات). عباس طلب تسهيلات من جهات طبية وحصل عليها. وما زال جنديا في جيش السلام، ولكنه يخدم قريبا من البيت ومعفي من حمل السلاح وجر الأحمال الثقيلة، وعموما من بذل الجهود التي يمكنها ان تتسبب في ارهاقه.

لذلك يتحدثون مرة اخرى عن "أفق" و"رؤيا" و"قضايا اللباب" والمصطلح البريء "طريق" الذي قد يُذكر بالخريطة التي خرجت عن الموضة واستبدلت الآن بمصطلح جديد "مسار" ضمن مغزى المسار الناجح لاقامة دولة فلسطينية.

هذا كان مثيرا لولا الفجوة الخطيرة بين التوقعات الخطيرة وبين عجز عباس ورئيس وزرائه سلام فياض، الشخص الجيد والاقتصادي الموهوب الذي يشكل مزيجا من ستانلي فيشر وأفيشاي بارفرمن، أي ليس قائدا وطنيا لفترة مصيرية.

الفائز الأساسي إثر هذا الوضع الازماتي هو مروان البرغوثي. في حكومة اولمرت تتزايد الهمسات المؤيدة لاطلاق سراحه. هذا على سبيل المثال موقف اثنين من ذوي الرصيد الأمني في حكومة حزب العمل والمقربين من اهود براك – بنيامين بن اليعيزر ومتان فلنائي. بعد فشل خطوة مؤتمر تشرين الثاني سيكون للبرغوثي مؤيدون آخرون.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required