مفتاح
2024 . الخميس 28 ، آذار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

خلال محادثة جرت أمس الاول في رام الله، قالت احداهن بصورة اعتراضية: "قرار محكمة العدل العليا بزحزحة الجدار الفاصل في بلعين لا يبرهن على مدى نجاعة الكفاح الشعبي الفلسطيني – الاسرائيلي، هذا القرار هام لاسرائيل حتى تبرز نفسها كدولة ديمقراطية". الاحباط مفهوم. عشرات آلاف الفلسطينيين يتضررون من مسار الجدار "غير المتناسب" بدرجة لا تقل عنها في بلعين. عامين ونصف من المظاهرات الاسبوعية التي يقوم بها فلسطينيون ونشطاء يساريون اسرائيليون ونشطاء اجانب متعرضين للهجمات والتفريق القاسي والاصابات والاعتقالات – كل ذلك تمخض عن زحزحة مسار الجدار 1.7 كيلومترا فقط. هذه كانت محكمة العدل العليا نفسها التي قررت إبقاء الحي اليهودي الذي بني على اراضي خاصة في بلعين في مكانه.

الفجوة بين الجهود الهائلة وبين النتائج لتي تمخضت عنها، تميز كل أنشطة وفعاليات كل المجموعات الاسرائيلية الناشطة ضد الاحتلال. في يوم الجمعة صباحا، عشية يوم الغفران، احتاجت نشيطات "محسوم ووتش" عدة ساعات من الاتصالات الهاتفية المحمومة وتجنيد المعارف والاتصالات مع الاشخاص ذوي المناصب الرفيعة من اجل السماح بمرور ثلاثة مرضى من حاجز قلندية وتوجههم لتلقي العلاج الطبي العاجل في القدس. صحيح أن السلطات كانت قد وعدت عبر وسائل الاعلام بالسماح بمرور الحالات الانسانية، إلا أن اغلبية هذه الحالات تنازلت عن المرور عند الساعة الثانية عشرة ظهرا وعادت أدراجها.

في حالات اخرى تسعى نساء "محسوم ووتش" الى اعلام القادة بأن الجنود ينكلون بالمارين عبر الحواجز. أشهر طويلة من المراسلات والتوجهات والمقالات في "هآرتس" ومتابعة منظمة "بتسيلم" أدت الى نقل ضابطين من حاجز تياسير من وظيفتهما. هذا الامر لم يمنع جنديا آخر بعد ذلك بعدة اشهر من التنكيل بالمارة في نفس الحاجز، ولم يمنع سلوكا مشابها في الحواجز الاخرى. من المفهوم ايضا أن سياسة الحواجز والاغلاقات لم تتوقف رغم راية الابرتهايد السوداء التي ترفرف من فوقها.

ولكن المحبطين يتجاهلون ميزتين من مزايا الفعاليات الاسرائيلية الميدانية ضد الاحتلال: اعادة دونم واحد من الارض لانسان، والوعد بانهاء موسم الزيتون من دون تحرشات المستوطنين واستفزازاتهم أو تقصير مدة الانتظار على الحواجز واطلاق سراح مريض أو حدث من المعتقل من دون محاكمة يخفف عن الافراد بعض الشيء للحظة زمنية معينة. لا يمكن الاستخفاف بالمغزى الشخصي المترتب على ذلك – والناجم عن تصادم النشطاء الاسرائيليين مع بيروقراطية الاحتلال وتشعباته مستغلين حصانتهم كاسرائيليين ويهود.

التخفيف الشخصي الآني المنعزل ناجم من الطابع المبدئي بعيد المدى للنشاط الاسرائيلي الفلسطيني المشترك ضد الاحتلال. منذ التسعينيات واسرائيل تحرص على تطبيق سياسة فصل الشعبين وتقليص فرص التعارف والتقارب الخارجة عن نطاق السيد والعبد ولقاءات الشخصيات "الهامة" أو مسرحيات السلام التي تتمخض عن مؤتمرات حوار ممولة بصورة سخية وتخلو كليا من كلمة "احتلال". بسبب هذا الفصل لا يعرف الفلسطينيون إلا المستوطنين والجنود. أي اولئك الذين يبررون الاستنتاج بعدم امكانية التوصل الى تسوية عادلة وعلاقات سلمية مع اسرائيل من خلال سلوكهم ووظائفهم التي يؤدونها. الفصل ايضا يؤدي الى تكريس المواقف العنصرية أو المتعالية في أحسن الاحوال لدى الاسرائيليين الذين يعيشون ضمن حدود الدولة.

الفوضويون ونساء "محسوم ووتش" وجمعية "هناك قانون" وحاخامات لحقوق الانسان واللجنة الاسرائيلية لمناهضة هدم البيوت وجمعية اطباء من اجل حقوق الانسان و"بدلا من مهندسون معماريون من اجل المساواة في التخطيط" – كل هذه المنظمات مهما كان اعضاؤها قلائل تشوش وتعرقل سياسة الفصل ولعناتها. هؤلاء يذكرون الفلسطينيين بأن هناك اسرائيليين آخرين، ولذلك لم يفقدوا الأمل بعد، أما بالنسبة لاسرائيل فهم يجلبون حقائق وتجارب تصعب على محيطهم القريب مواصلة التذرع بالجهل الاختياري وتجاهل المخاطر التي يشكلها حكم القمع على الفلسطينيين.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required