مفتاح
2024 . الجمعة 29 ، آذار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


مجموعة المظليين من جنود الاحتياط عادت منتشية مبتهجة: حماس تقاتل الجيش. رفاق الرائد اهود أفراتي الذي سقط في معركة غزة قبل اسبوعين قالوا لعاموس هرئيل "اننا قد واجهنا جيشا وليس عصابات وفق كل المقاييس"، هم أُعجبوا بوسائل الرؤية الليلية الموجودة لدى عدوهم، والمسافة التكتيكية التي حافظوا عليها بينهم، وحتى من قطع الكاوتشوك في أحذيتهم. هذه أنباء جيدة من غزة.

أولا، من الجيد أن جنود الاحتياط قد خرجوا لمهمة لانه "اذا تركت هذه المهمات للنظاميين"، كما قالوا، "لن يدرك أحد ماذا يحدث في غزة". حقا لقد آن الأوان لان يبدأ الجنود بالكلام. ولكن الأنباء الجيدة التي حملوها معهم مشجعة في مسارات اخرى. وفقا لوصفهم، جيش الدفاع الفلسطيني أخذ في التبلور في غزة بدلا من خليط من العصابات المسلحة المنتشرة. هناك جيش نظامي يستعد للدفاع عن ارضه. اذا اكتفى بالاستعداد الدفاعي ضد الهجمات الاسرائيلية، لن نتمكن مرة اخرى من طرح أية ذريعة اخلاقية: من المسموح لحماس أن تدافع عن غزة تماما مثلما يسمح للجيش الاسرائيلي بأن يدافع عن اسرائيل.

تبلور الجيش الفلسطيني يضمن كذلك بأن تكون في غزة قوة تمنع اطلاق الصواريخ – الطريقة الوحيدة لمنعها تتم من خلال التسوية مع حكومة حماس. العنوان المسلح والمنظم في الفوضى المستشرية في غزة هو بشارة جيدة لاسرائيل ايضا. ولكن الاحترام الذي أبداه جنود الاحتياط للطريقة التي قاتلت بها حماس قد يتغلغل بصورة أكثر عمقا. "الفلسطينيون لم يبدوا على هذه الصورة أبدا"، قال الجنود المستغربون لصحيفة "هآرتس". ربما يتوجب علينا أن نتوقف أخيرا عن نعتهم بـ "المخربين"، وأن نسميهم محاربين؟ بعض الاحترام للفلسطينيين، وخصوصا حملة تشويه الصورة ونزع الآدمية عنهم، قد تكون مؤشرا لبداية فصل جديد في الصراع.

أضف الى ذلك حقيقة أن جيشا قد ظهر في غزة، اذا كان هذا التقدير صحيحا، قد تحول دون شن عملية عسكرية برية واسعة جديدة تتمخض عن خسائر كثيرة من دون أن تكون لها فائدة ترجى. وربما تؤدي بشارة جنود الاحتياط الى ثني وزير الدفاع عن تنفيذ تهديداته باحتلال غزة، وتدفع اسرائيل للمرة الاولى الى تجربة طريق آخر مع حماس – طريق التفاوض. وحده الاعتراف بقوة حماس هو الذي قد يقنع اسرائيل بالحذر من شن عملية اخرى، وتعزز قدرتها العسكرية هو الذي يدفعنا الى ادراك الفشل في سياسة المقاطعة الرامية الى اضعافها.

ذلك لان هذا هو نهجنا السائد سابقا وحاليا. من دون مقاومة فلسطينية عنيفة تكون الحياة في اسرائيل الاحتلالية "أجمل وأروع حياة"، ولا يفكر أحد بوجوب انهاء هذا الاحتلال. اذا لم تكن هناك مقاومة – ليس هناك فلسطينيون أو ارهاب – لا يكون هناك تقدم. لولا صواريخ القسام لما تذكر أحد غزة بعد فك الارتباط. الدول تكون دائما مستعدة لتقديم التنازلات بعد سفك الدماء فقط – منذ الاتفاقات الانتقالية، بعد يوم الغفران، وحتى الانسحاب من لبنان وفك الارتباط – كانت هناك دائما ضرورة لرؤية عدو قوي نسبي قبالة اسرائيل حتى تستيقظ وتتزحزح. لولا حزب الله – كنا سنبقى في لبنان. ولولا حماس – لبقينا في غزة حتى الآن.

الآن سيحين أوان الفصل القادم: اعتقدنا أنه يكفي الانسحاب من غزة وحبس سكانها حتى تبقى الحياة في اسرائيل رائعة. فاتتنا حماس وذكرتنا بأن ذلك ليس كافيا. الضفة هادئة حاليا؟ نحن لن نفكر باخلاء 1 في المائة منها الى أن تظهر فيها حركة مقاومة منظمة وقوية. نتفاوض مع عباس مرة كل اسبوعين ونتوجه الى أنابوليس، ولكننا لن نتفاوض لا سمح الله حول مسائل "اللباب" الجوهرية. وحياتنا الرائعة ستبقى قائمة بينما يواصل الناس في الضفة الوقوف أمام الحواجز طوال ساعات متعرضين للاهانة وخطر الموت كلما خرجوا من منازلهم.

هذه الامور لا ترمي الى تشجيع موجة ارهابية فلسطينية اخرى. هي ترمي الى حثنا نحن على الخروج عن تقاليدنا للمرة الاولى والاستنتاج – من دون سفك دماء في هذه المرة فان الاحتلال لا يمكنه أن يتواصل الى الأبد. ربما تحملنا بشائر ارتداء عناصر حماس قطع الكاوتشوك الى هذا الاستنتاج، وتحول دون سفك دماء جديد؟. - هآرتس 11/11/2007 -

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required