جديد الجديد المتوحش الصهيوني مجزرة جديدة في نابلس النار والبطولات, ومجزرة جديدة في جنين الفداء والمعجزات والشجاعية في غزة الملاحم والصقور.. وها أنت ترى دمك في نزيفه, في رحيله..في تحولاته إلى جداول وأقمار وحرقات..
وينشق الجرح الفلسطيني المتسع عن صرخات.. لا يسمعها أحد.. يرفع جبينه ويواصل المقاومة الباسلة والتمسك بكل أسباب الصبر والتحدي.. فقد بّحَّتْ حناجر الأمداء.. وتحوّل الصدى إلى زفرات.. وإستقبلَ بحرُ التضحيات والدماء الفلسطينية جدوال غالية للعطاء المتجدد.. والنزيف الهادر, وشيعت الأفئدة المرابطة كوكبة مجيدة من فرسان وصقور الشعب الفلسطيني..سقطوا دفاعاً عن ثوابتنا وأهدافنا الوطنية في الحرية والإستقلال والسيادة والعودة.
قتل وقتل وقتل..لآمالنا.. لحقوقنا.. لبواسلنا, لإشجارنا.. إغتيال وإغتيال وإغتيال لحق شعبنا في الحياة الكريمة, في التمتع بالحد الأدنى من كينونة الإنسان.
ومجزرة بعد مجزرة بعد مجزرة ثم نقول: مجزرة.. هذه عملية تصفية منهجية منظمة, موافق عليها أمريكياً من إدارة بوش و من بعض الجهات الدولية والعربية الرسمية.. لم يعد يفيد التصريح الذي يخلي الأمم المتحدة و اللجنة الرباعية و العديد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية..من تحمل مسؤولية عمليات الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في وطنه المحتل..
إن الدول التي تصمت عن سلسلة هذه المجازر والمذابح الصهيونية المستمرة ضد شعبنا الفلسطيني, هي التي تساهم في تخريب "عملية السلام", لحرصها على إرضاء الكيان الصهيوني, وتبرير جرائمه, والإمتناع عن ممارسة أي شكل من أشكال الضغوط الملموسة والمؤثرة على إسرائيل وحكومتها المجرمة بقيادة الجزار شارون.
إلى متى سيظل شعبنا مكشوف الصدر أمام الطعنات والضربات والإعتداءت الهمجية الصهيونية اليومية, دون أن يحصل على حماية دولية, دون أن تصدر قرارات ملزمة عن مجلس الأمن, تجبر إسرائيل الإرهابية على الإنسحاب غير المشروط من كل مساحة الأرض العربية المحتلة, نتيجة عدوان حزيران, عام 1967
أم أن تلك القرارات فصلت فقط-ظلماً وعدواناً وكذباً وتزويراً- على مقاس العراقيين والسوريين واللبنانيين وبقية العرب والمسلمين؟
ويا أيها القلب الفلسطيني الكبير الحزين, الذي تحصى عدد المجازر في جنين ونابلس وغزة ورفح كل فلسطين...كيف ستتابع حرب الإبادة ضد شعبك وأنت جداً وحيد ومحاصر..؟
إلى متى سيتحمل شعبك الصابر الجسور؟ متى سيتحرر شعبك؟
إلى متى نفقد أعز وأجمل الكواكب والنجوم, من مدنيينا وكتائب وتشكيلات الرفعة والشموخ, دون أن" تتشرف" الجامعة العربية ودولها وقادتها بقراءة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة؟
أبطال كتائب شهداء الأقصى وحماس والجبهة الديمقراطية والشعبية والجهاد وألوية صلاح الدين و كل الأبطال من كل الفصائل والتنظيمات..الذين يكتبون بدمائهم الزكية إعلان الإستقلال الفلسطيني الكامل الحقيقي, غير المجزوء, سيطالبوننا, وسيطالبون رفاق وأخوة الطريق الكفاحي, ليس فقط بالثأر من المجرمين الصهاينة وجنودهم القتلة, بل بالمحافظة على وحدتهم الوطنية الفلسطينية وتصليب دعائمها, وتدعيم مرتكزاتها, ومحاربة الفساد, ومحاسية الخونة, وتوفير مقومات الصمود لجماهير شعبنا.. وعدم السماح-مهما بلغات التضحيات الهائلة- بتمرير مشاريع الاستسلام التي يجرى إعدادها في المطابخ الدولية وبمساعدة وتواطؤ من "طباخين" محليين وإقليميين..التي تهدف إلى تيئيس الفلسطينيين وفصائلهم.. وإرغامهم على قبول أقل من "دويلة" فلسطينية على أرض غزة, فاقدة للسيادة, ضعيفة البنية الاقتصادية, فاقدة للإرادة السياسية..والتنازل عن حق العودة التامة للممتلكات الفلسطينية السليبة, وهذا ما يرمي إليه السفاح شارون من خلال طرحه لعملية الانسحاب من غزة. - التجديد العربي -