جميل ان تنشغل المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية (مفتاح)بتشخيص وتقييم الخطاب الاعلامي الفلسطيني وجميلة هي التوصيات التي اعدتها وحدة الرصد الاعلامي المشكلة من كفاءات اعلامية معروفة ومشهود لها بالخبرة الطويلة وما زالت تعمل في الميدان على تماس مع الاحداث ومع المواطن .

لقد جمع التقرير الصادر عن الربع الاول من العام الجاري بين ملاحظة الايجابيات ومواصلة نقد السلبيات واقتراح الحلول وللحقيقة فأن عناية طاقم العمل بايراد الايجابيات التي طرأت على تلفزيون فلسطين مثل تجدد الاهتمام برصد آراء المواطنين في الميدان وزيادة الجرأة في نقد الفوضى الامنية وعمليات خرق الهدنة وعدم اغفاله السلبيات مثل تدخل مقص الرقيب في تصريحات رئاسية وتدني كفاءة بعض مقدمي البرامج وغياب الانسنة عن التغطية الاخبارية واقتراحه لآليات تكفل تجاوز هذه السلبيات قد اعطى التقرير مصداقية كبيرة .

ولقد اضفت التوصيات القديمة الجديدة التي قدمها طاقم العمل ومنها تشكيل مجلس اعلامي مستقل يكون تابعا للبرلمان وتشكيل مكتب صحافة حكومي وعدم ترفع الحكومة عن التعاون مع وسائل الاعلام المحلي وضرورة عقد اللقاءات الدورية بين صناع القرار والصحفيين وكتاب الاعمدة أضفت جميعا صبغة المسؤولية على هذا التقرير الهادف .

ولاننا نريد لهذا العمل ان يكون مكتملا وان يصل الى اهدافه في تصحيح مسار الاعلام وتنشيطه فلا بد من ايراد الملاحظات التالية :

اولا : يعاني الفلسطيني المسؤول والصحفي على حد سواء من عقدة ومن رهاب اسمه الخشية من اتهامه بالتحريض ولذلك تراه يجتهد في نفي هذه التهمة لدرجة ان ذلك اصبح بندا دائما على جدول اعمال كافة وسائل الاعلام وكان من الاجدى التركيز على تطبيق المعايير المهنية لانها وحدها الكفيلة بالقضاء على اي مظاهر تحريض ولقد انزلق معدو هذا التقرير الى هذا المنزلق وحاولوا اثبات ان نقل الاعتداءات ليس تحريضا وهذا امر لا يحتاج الى اثبات بقدر ما يحتاج الى اهمال .

ثانيا : يركز التقرير على التغطية الاخبارية وعلى رصد وتحليل مضمون البرامج السياسية ولا سيما الحوارية ولكنه يهمل بقية البرامج على اهميتها ويكتفي برصد السلبيات الواردة في برنامج في رحاب الاسلام مما يوحي بانتقائية مقصودة .

ثالثا : ان رصد وتحليل مضمون النشرات والبرامج الاخبارية والسياسية غير كاف لتصويب مسار الاعلام فالبرامج الاخرى من اقتصادية ودينية وتربوية وتراثية وتعليمية وترفيهية واجتماعية موجهة للطفل والمرأة وللمناطق المهمشة لا تقل اهمية وتحتاج الى رصد لملاحظة ما يطرأ عليها من تحسن وللتاشير على اوجه النقص الذي يعتريها .

رابعا : لقد جاء باب الاستنتاجات والتوصيات خاليا من مطلب دعت اليه غالبية الصجفيين الا وهو معاملة السلطة الوطنية للصحفي الاسرائيلي بمثل ما تعامل به اسرائيل الصحفي الفلسطيني .

وقبل الختام لا بد من شكر من اعد هذا التقرير ومن توجيه الدعوة لضرورة اخذ توصياته على محمل الجد ومن نافل القول ان تصويب عمل المؤسسات الاعلامية يحتاج الى موازنات وامكانيات ما زالت غائبة وان استمرار غيابها ادى الى تآكل مصداقية المؤسسة الاعلامية المحلية وفقدانها لعدد كبير من كادرها .

وفي الختام لا بد من التذكير بان فقدان الجمهور سهل وان استعادته - وهو ما يحاول التلفزيون صنعه الآن - عملية صعبة ومعقدة ومن المشكوك فيه ان تلفزيون فلسطين سيستطيع في المدى المنظور منافسة الفضائيات الاخبارية وبالتالي فان عليه التركيز على البرامج المجتمعية وعلى الشؤون المحلية التي تهم المواطن مثل الصحة والتعليم والفقر والبطالة والخدمات والاسعار وغيرها فهذا امور لا تغطيها الفضائيات الاخبارية العربية الا نادرا ومن منظور مجتزأ , ومن هنا تأتي اهمية قيام وحدة الرصد الاعلامي في مفتاح بملاحظة بقية البرامج وصةلا لرؤية اشمل . - (مفتاح 7 آب 2005) -