*قراءة في الاوراق والمعطيات والاجندات والتداعيات والاستحقاقات

*محمود عباس يفوز بالرئاسة و يحقق "التهدئة " والاجماع الفلسطيني على ان الوحدة الوطنية السبيل الانجح لمواجهة رياح البلدوزر .

*التقييم الاسرائيلي لاداء السلطة والرئيس سلبيا وهجوميا والملفات والقضايا والسلطة والرئيس –في الرؤية الاسرائيلية –تحت الاختبار.

*جنرالات الاحتلال يعترفون باستحالة هزيمة الشعب الفلسطيني اراديا ومعنويا ما قاد الى "فك الارتباط " احادي الجانب .

*المرحلة القادمة من رحم "فك الارتبط "اشد احتداما واشتعالاوقد تؤدي ال "الاحتلال الثالث " للقطاع .

*"فك الارتباط " عرض من انتاج واخراج اسرائيلي يهدف الى شطب القرارات الدولية وتطويب الضفة والقدس باسم "اسرائيل " .

*شارون يصعد سياسة الاغتيالات والاجتياحات والبلدوزرات والاستيطان والجدران العنصرية .

ان كان المشهد الفلسطيني برمته على امتداد مساحة فلسطين المحتلة، وفي الضفة والقطاع على نحو حصري يعتبر من حيث الجوهر والمضامين الاساسية والابعاد الاستراتيجية استمرارا وامتدادا لجوهر الصراع والملفات الاستراتيجية الساخنة المعلقة دائما منذ العام 1948 الا ان هذا المشهد كان في العام 2005مدججا بالمحطات والاحداث والتطورات الكبيرة الانعطافية والمفصلية الى حد كبير، سواء على الصعيد السياسي او الميداني، والاستراتيجي بتداعياته على منطقة الشرق الاوسط، وتداعيات الاحداث العراقية والشرق اوسطية عليه ايضا . والواضح الملموس ان كل الاحداث والتطورات السياسية تتكامل مع بعضها من جهة اولى، بينما تتكامل مع الاحداث والتطورات الميدانية هناك على الارض من جهة ثانية، بحيث لا يمكننا على سبيل المثال ان نفصل ابدا سياسة المجازر والاغتيالات والبلدوزرات والجدران الموغلة في الدموية والاجرام، عن مشروع خريطة الطريق على سبيل المثال، او مشروع شارون السياسي المعروف بـ (فك الارتباط) في قطاع غزة على نحو حصري . كما لا يمكننا ايضا ان نعزل ما يجري في المشهد الفلسطيني عما يجري هناك في المشهد العراقي، اذ ان كل ما يجري هنا وهناك يأتي ويقع في سياق مشروع "الشرق الاوسط الكبير" الذي يعني في جوهره اعادة صياغة وتشكيل المشهد السياسي في الشرق الاوسط بما يخدم المصالح والهيمنة الاستراتيجية الاسرائيلية ....؟!!

اهم المحطات السياسية في المشهد الفلسطيني

ربما لم يشهد المشهد الفلسطيني عاما حافلا بالمحطات والاحداث السياسية الكبيرة كالعام 2005 ولعل المحطات والاحداث التالية هي الاهم والابرز والاكثر حسما بكل المعاني والمقاييس، وان كانت هناك محطات واحداث اخرى لا مجال لها في الحيز المتاح هنا .

*انتخاب محمود عباس رئيسا لفلسطين

شكلت وفاة او استشهاد الرئيس عرفات (طبيعيا او اغتيالا) وباجماع كافة الاطراف المنخرطة في خريطة المنطقة وعملية السلام المزعومة نقطة تحول بالغة الاهمية ومحطة جديدة نحو عهد جديد في المنطقة كما يزعمون.

وحسب ذلك الاجماع فقد كان الرئيس الراحل العقبة الرئيسية الكأداء امام اي تسوية سياسية للصراع مع "اسرائيل" . واليوم وبعد رحيله اصبح الجميع يتحدثون عن نافذة فرص تاريخية فتحت في المنطقة.. وعن مشاريع ومبادرات سياسية.. وعن زيارات محمومة لاسرائيل شبهها حتى احد المعتقلين الاسرائيليين بـ (الجراد السياسي) .

واصبحوا يتحدثون كذلك عن مرحلة جديدة قادمة على الفلسطينيين كلها ديموقراطية وحقوق انسان وازدهار ورخاء اقتصادي.. وكذلك عن دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل.

وكأن الرئيس عرفات هو الذي كان يعطل كل قصة السلام والاصلاحات والديموقراطية.. وهو الذي كان يمارس الاغتيالات والاجتياحات ويستخدم المروحيات والبلدوزرات ويبني الجدران ومعسكرات الاعتقال وكأنه هو الذي كان يقترف المجازر الدموية بالجملة والمفرق ضد اطفال ونساء وشيوخ "اسرائيل" .

الحملة الاسرائيلية الامريكية على الراحل تركزت اعلاميا وتحريضيا على اعتباره "لم يعد ذا صلة بعملية السلام والتسوية" وبالتالي فان الاستحقاق البديل هو "مجيء زعيم فلسطيني ذي صلة" بينما الحقيقة الكبيرة هي تلك التي اشار اليها يوسي سريد حينما اكد: "ان وريث عرفات حتى لو اراد الاعتدال فان اسرائيل لن تسمح له بذلك، وسرعان ما ستعلن عنه مذنبا حتى لا تدخل معه في تسوية حقيقية يتعين عليها فيها الانسحاب الى حدود 1967".

فما الذي حدث بعد ذلك اذن ....؟

على خلاف كافة ملوك ورؤساء وقادة نحو (200) دولة في العالم، فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يواجه منذ انتخابه رئيسا فلسطينيا منذ العاشر من كانون الثاني 2005 جملة من لا حصر لها من الضغوطات والتهديدات الابتزازية الامريكية /الاسرائيلية واضيف اليها الاوروبية مؤخرا الى جانب جملة اخرى من المآزق والاستحقاقات التي لم تواجه اي رئيس على وجه الكرة الارضية خلال هذه الفترة مثلها وبخطورتها على الاطلاق.

وعلى خلاف ملوك ورؤساء وقادة العالم، فإن ابو مازن الاكثر تعرضا ليس فقط للحصارات والضغوطات السياسية المختلفة، بل للابتزازات الارهابية المتصلة تباعا من جهة الادارتين الاسرائيلية والاميركية.

فالمآزق والاستحقاقات التي يواجهها ابو مازن منذ انتخابه رئيسا مركبة وشائكة جدا، اذ يواجه اولا وقبل كل شيء المأزق الفلسطيني الداخلي، وهو مأزق متشعب يفرخ له كل يوم المزيد والمزيد من المآزق والمشاكل، فلديه المأزق الفتحاوي الداخلي، ولديه مازق "التهدئة" الفلسطينية - الفلسطينية، والفلسطينية - الاسرائيلية، هذه "التهدئة" التي تتعرض يوميا للذبح على يد بلدوزر الاستيطان والجدران.

ويواجه ثانيا مأزق الضغوطات والاشتراطات الاسرائيلية الابتزازية وفي مقدمتها سلسلة المطالب الشارونية على رأسها مطالبته بمحاربة الفصائل والعمل على "تفكيك البنى التحتية للارهاب الفلسطيني".

ويواجه ابو مازن ثالثا المأزق الاميركي المتمثل بالانحياز التحالفي الاستراتيجي والبلفوري الظالم الى جانب مشاريع وخرائط شارون ويواجه في هذا السياق ضغوطات متصلة من جانب الادارة الاميركية تطالبه بمطالب كبيرة تعجيزية لا يمكنه تلبيتها.

يضاف اليها كذلك المطالب والتهديدات الاوروبية والرباعية الاخيرة الابتزازية بشأن الانتخابات التشريعية الفلسطينية واشتراط عدم السماح لحماس او لفصائل فلسطينية اخرى مسلحة او تؤيد "العنف " حسب تعبيرهم بالاشتراك في الحكومة الفلسطينية القادمة بعد الانتخابات وليس قبل "تفكيك البنية التحتية للارهاب "على حد زعمهم ...

وهناك ايضا المأزق العربي الكارثي المتمثل بـ"فك الارتباط" العربي عمليا رسميا اولا ثم شعبيا ثانيا من خلال احكام اطواق وحصارات الانظمة على الحريات العامة، لتصل الاوضاع الى مستوى حالة صمت وفرجة مرعبة لا تصدق تصل الى مستوى "فك ارتباط" عربي عن او من القضية الفلسطينية، وهذا اخطر المآزق الفلسطينية.

يضاف الى كل ذلك المازق الدولي الاممي، حيث يقف المجتمع الدولي متفرجا تماما على انتهاكات واجتياحات واستباحات "اسرائيل" ليس فقط لكل الحقوق الفلسطينية المشروعة، بل لكل المواثيق والقوانين الدولية بصورة ترتقي فيها "اسرائيل" الى مستوى "اكبر دولة خارجة على القانون الدولي" و"اخطر دولة على الامن والسلام العالمي" حتى وفق استطلاعات الرأي العام في دول الاتحاد الاوروبي.

ابو مازن في الرؤية الاسرائيلية

.. ونأتي بعد كل ذلك الى العنوان الرئيس: " ابو مازن رئيسا - في الرؤية الاسرائيلية" ليتبين لنا بمنتهى الجلاء والوضوح : انه على الرغم من "التهدئة" المطلوبة من الجهات المختلفة، وعلى الرغم من الخطوات الحقيقية التي اتخذها ابو مازن على هذا الصعيد تمهيدا لتطبيق خريطة شارون لـ"فك الارتباط"اولافي قطاع غزة كمرحلة اولى للانتقال الى تطبيق "خريطة الطريق"، الا ان التقييم الاسرائيلي لاداء السلطة وابو مازن كان سلبيا وهجوميا، وهذا ليس غريبا او مفاجئا..

ففي تقديرات اركان الجيش الاسرائيلي والاستخبارات والشاباك جاء: "ان ابو مازن بات خلف ذروته، فهو زعيم ازمة، ولا يعمل الا عندما تكون الحربة على رقبته ولا يكون له مفر" وقالت مصادر الجيش في تقييمها لرئاسة ابو مازن: "ان ابو مازن يوجد في حالة انحدار.. واداؤه مخيب للامال، وهو لم يكن مصمما على محاربة البنى التحتية للارهاب، ولم يتجرأ على جمع السلاح من منظمات الارهاب كما وعد، واصر على وقف العمليات والارهاب بالحوار فقط".

واذا ما اضفنا الى كل ذلك جملة اخرى لا حصر من المطالب والاشتراطات الاسرائيلية اليومية التفصيلية، يتضح لنا ان القضية الفلسطينية كلها بملفاتها وقضاياها وسلطتها ورئيسها في مهب الرياح الاسرائيلية - الشارونية، و"ان الرئيس الفلسطيني - في الرؤية الاسرائيلية - تحت الاختبار الاسرائيلي"..؟!

التهدئة –نجاح للرئيس الفلسطيني

لقد نجح الرئيس ابو مازن بالتفاهم و"التهدئة" مع الفصائل باعتبار "التهدئة" حاجة ومصلحة فلسطينية عليا في هذه الايام الغابرة.. ولكن ذلك لا يرضي البلدوزر ولا يريحه: فماذا سيفعل الرئيس الفلسطيني خلال الفترة الآتية بعد الانتخابات التشريعية التي سيكون فيها في مهب الرياح والحملات والضغوطات الاسرائيلية /الاميركية /الاوروبية والرباعية معا..؟!! الاجماع الوطني الفلسطيني هناك على امتداد فلسطين المحتلة يرى ان "التهدئة" الداخلية وتصليب جدران الوحدة والجبهة الداخلية هو السبيل الانجع لمواجهة رياح البلدوزر؟!

*"فك الارتباط" و"الانسحاب" الاستعراضي من غزة ...؟

منذ بداياتها وصولا الى تنفيذها في الخامس عشر من ايلول الماضي وتحت شعارات "فك الارتباط" و "الانفصال" و"الانسحاب" احادي الجانب انطلق البلدوزر الصهيوني منذ اكثر من عامين في مسيرة الاعداد والاستعداد من اجل ترويج وتسويق هذا المشروع الشاروني "فك الارتباط" على كل المستويات الفلسطينية والعربية والامريكية والرباعية والدولية بشكل عام.

وقد نجح شارون في عملية التسويق على اوسع نطاق بصورة مذهلة لم تات حتى في حساباته على هذا النحو...فتبنى الجميع مشروعه وتحولوا كلهم الى لاعبين هامشيين فيه بينما كرس هو نفسه لاعبا وحيدا على مسرح قصة" الارتباط".

واصبح الجميع في قصة "فك الارتباط" امام انتاج واخراج اسرائيلي-شاروني بالكامل..وامام لاعب اسرائيلي وحيد على المسرح...غير ان هذه المسرحية تتكون من عدة فصول لعل اهمها واخطرها وابرزها على الاطلاق هو فصل "دور وسائل الاعلام" واللعبة المذهلة التي قامت بها في انتاج واخراج هذا الاستعراض الكبير الذي يسمى "فك الارتباط"...وفي انتاج واخراج هذه المسرحية الكبيرة المحبوكة شارونيا بدقة متناهية...مسرحية "الاشتباك الصهيوني الداخلي حول الانسحاب"

تحويل الانسحاب الى استعراض كبير

ولذلك ومن زاوية معينة، وعلى ارضية القراءة الموضوعية للمضامين والاهداف الحقيقية المبيتة لدى شارون وراء خطة "فك الارتباط"، يمكن القول ايضا ان هذه الخطة من بداياتها الى نهاياتها وتطبيقاتها ونتائجها العملية على الأرض عبارة عن خدعة كبيرة ونصب سياسي كبير يختزل القضية والملفات والحقوق العربية الفلسطينية كلها في هذه الخطة التي وفق حقائق الامر الواقع التي يقيمها الاحتلال على أرض الضفة الغربية ستكون على ما يبدو الاولى والاخيرة.. بمعنى انه لن يكون هناك اي فك آخر للارتباط في الضفة -كما اعلن شارون نفسه-

لم يتوقف شارون، ابدا منذ ان اعلن عن خطته عن بيعها وتسويقها فلسطينيا وعربيا وامريكيا ودوليا، وقد نجح في ذلك الى حد كبير، لدرجة انه لم يعد احد يتحدث عمليا عن "خريطة الطريق" الا للاستهلاك العام فقط مثلا، او عن "وثيقة جنيف"او عن "القرارات الدولية" او عن "عقد مؤتمر دولي للسلام".. الخ، بل انه ليس معروضا اليوم في بازار التسوية السياسية سوى هذا المشروع الشاروني الخبيث..

للاوضاع الفلسطينية والعربية والدولية ولموازين القوى في ذلك دور كبير.. ولكن لحالة التفكك والضعف العربي على نحو حصري دور اكبر، فالحالة العربية توحي لنا وكان هناك ايضا "فك عربي" من فلسطين واهلها..؟!

استثمرت وما تزال دولة الاحتلال كل المعطيات القائمة اعلاميا الى اقصى درجات الاستثمار في اطار خطة اعلامية استراتيجية خبيثة شيطانية تهدف الى تحويل "فك الارتباط"، بكل مشاهده الماثلة والمتوقعة الى نصر اعلامي اسرائيلي كبير، والى تصوير الجلاد والمجرم على انه ضحية.

الرسالة الاعلامية الاسرائيلية وراء "فك الارتباط " يسعى شارون ايضا الى اظهار "الانسحاب" على انه تطبيق لقرار مجلس الأمن "242" وعلى انه انهاء لحالة الصراع.

كان اوري افنيري احد اقطاب معسكر السلام الاسرائيلي قد اكد في هذا السياق:"ان شارون لا يخفي نواياه..وهو يعرض الحدث كحملة كبيرة ليظهر نفسه وكانه احد عظماء التاريخ ،نوع من التهجين بين هرقل وشمشون الجبار ..وبعد مجهود كهذا ،من سيطالبه بتحمل المهمة المستحيلة وهي اخلاء المستوطنات في الضفة الغربية...؟"

فخطة "الفك" الشارونية اذن التي جاءت بالتأكيد في اعقاب الخسائر الاسرائيلية البشرية والاقتصادية والمعنوية المؤلمة في قطاع غزة وحولت مشروع الاحتلال في القطاع الى مشروع خاسر تماما، وان بدت من زاوية معينة على انها خطة انسحابية دفاعية، الا انها من زاوية اخرى بالتأكيد خطة هجومية اجتياحية استراتيجية يلعب فيها الاعلام دورا كبيرا حاسما من شأنه ان يقلب الامور ويزيف الحقائق وان يحول المجرم الى ضحية والضحية الى مجرم اذا غاب الاعلام الفلسطيني والعربي عن المعركة.

فالرسالة الاعلامية الاسرائيلية من وراء "فك الارتباط" هي في الصميم والمضامين والاهداف ذات الرواية الصهيونية الراسخة منذ ما قبل النكبة وصولا الى اليوم.

فتحت غطاء مسرحية "فك الارتباط" و "التنازلات المؤلمة" المزعومة في غزة، يعلن شارون "تطويب الضفة الغربية كجزء لا يتجزأ من المشروع الاستيطاني الصهيوني" ويعلن عن "تطويب القدس الكبرى كعاصمة موحدة ابدية لاسرائيل؟..! ولعل الامور والتطورات ستقف في نهاية الامر كما يخطط شارون والمؤسسة الامنية الاستيطانية الصهيونية عند حدود "غزة اولا واخيرا".. فهذا هو المشروع الحقيقي لشارون منذ عقود من الزمن...

تؤكد جملة من الوثائق والشهادات الاسرائيلية اولا، ثم تراكمات المعطيات والوقائع الاستعمارية الاستيطانية والعسكرية على ارض الضفة الغربية ثانيا "ان شارون لن يسلم الفلسطينيين شيئا في الضفة الغربية".

ولكن ….؟ ما الخريطة الجيوسياسية التي ستنشأ بعد "فك الارتباط"في المرحلة القادمة؟!!! وكيف ستكون مضامين وحدود وسقوف الدولة الفلسطينية -المأمولة –التي اعلن شارون قبل ايام فقط عن موافقته على اقامتها ...؟!! ...؟!!

الانسحاب ليس سياديا والملفات الكبيرة مفتوحة

وعلى نحو مكمل فبالاجماع السياسي والعسكري الاسرائيلي من اقصى اليمين الى اقصى اليسار فان الانسحاب الاحتلالي الاسرائيلي من قطاع غزة جاء استنادا الى كل الحسابات والتقديرات الاستراتيجية الامنية والعسكرية والسياسة والاقتصادية والديمغرافية، والتي تقدم لنا خلاصة مفيدة جدا: ان مشروع الاحتلال والاستيطان الصهيوني في القطاع كان واستمر حتى "فك الارتباط" خاسرا ومكلفا جدا..

وباجماع اعترافات وشهادات المعسكريين الاسرائيليين المؤيد للانسحاب والمعارض له على حد سواء فان شارون لم يحسم مسألة "الانسحاب من غزة" الا بعد ان استخلص بعد اربع سنوات من الاجتياحات والاغتيالات والاعتقالات والحصارات والهدم والتدمير ان هناك شعبا صامدا مستبسلا لا يمكن هزيمته اراديا ومعنويا ولا يمكن اخضاعه وتركيعه بالقوة العسكرية، ذلك انه – اي شارون – استخدم كل ما تملكه الترسانة الحربية الاسرائيلية من اسلحة ولم يبق لديه سوى خيار القنبلة النووية عمليا..؟!! ولكن على صعيد ثان يجب ان لا يغيب عن البال وعن الذاكرة وعن الاجندة السياسية والاعلامية الفلسطينية والعربية ان الاجماع السياسي الاسرائيلي ذاته يقف وراء مخطط شارون تجاه القدس والضفة الغربية.

ولذلك يعتبر الفلسطينيون من جهتهم وباجماعهم الى حد كبير ان الانسحاب الاسرائيلي من القطاع انما هو فعلا ثمرة الانتفاضة والمقاومة والصمود والتضحيات والارادة والعزيمة التي لا تفل، وان هذا الانسحاب انما هو الخطوة الاولى على طريق دحر الاحتلال عن باقي الاراضي المحتلة فـ: "اليوم غزة.. وغدا القدس والضفة" هذا هو شعار ولسان حل كل الفلسطينيين هناك.

ولكن ...الاحتلال لا ينتهي عند حدود الانسحاب من غزة الذي لم يكن وفقا للمصادر والتحليلات الفلسطينية المختلفة "فك ارتباط" سياسيا وسياديا بمستوى "الطلاق الاستراتيجي الشامل والكامل"، حيث سيكون هناك ما يمكن ان نطلق عليه اسم "البوابات الاسرائيلية" برا وبحرا وجوا، ولذلك من المنتظر ان تتواصل المعركة الفلسطينية ضد استمرار هذه "البوابات" لتغدو في نهاية الامر "بوابات فلسطينية" بالكامل.

الاحتلال هناك فكك مستوطناته ولكنه يبقي على حصار القطاع برا وبحرا وجوا ويمنعه عمليا من الاتصال والتواصل الحر مع الضفة ومع العرب والعالم، فالمياه الاقليمية تحت الهيمنة العسكرية الاحتلالية وكذلك فضاء القطاع، بينما لم تحسم في الوقت نفسه وبحسب تصريحات اقطاب السلطة مسألة السيطرة على المعابر الحدودية مع مصر وكذلك مع فلسطين 1948.

ولذلك نقول ان التحديات الآتية بعد الانسحاب ستكون كبيرة وحقول الالغام المتفجرة على طريق الاستقلال وبناء الدولة السيادية ما تزال مزروعة على امتداد الارض والجو والبحر.

ونقول.. ان التحديات الآتية امام الفلسطينيين كبيرة واستراتيجية من الوزن الثقيل.. وفي طريقهم حقول الغام لا حصر لها تحتاج الى تفكيكها وتحييدها الى جملة شروط واشتراطات فلسطينية اولا في مقدمتها تعزيز وتكريس الوحدة الوطنية الداخلية وتصليب جدرانها بدل الانجراف الى "الاشتباك الداخلي الكارثي" ...وتحتاج ايضا في مقدمة ما تحتاجه الى جبهة عربية واسلامية حقيقية تتصدى الى الاجندة الاحتلالية الاستيطانية الصهيونية في الضفة الغربية..الى جانب الفلسطينيين وليس من ورائهم..؟!!!

فك الارتباط"وسيناريو"الاحتلال الثالث"..؟

كان المحلل السياسي الاسرائيلي "عكيفا الدار"قد وثق في مقاله نشرت في صحيفة هارتس العبرية 18/7/2005 حقيقة كبيرة صارخة منذ زمن اكد فيها :"أن اسرائيل منذ عهد باراك ومن بعده شارون تدعي تطلعها للتسوية مع الفلسطينيين من خلال عروض غير مقبولة وغير منطقية بالنسبة للطرف الآخر وتتذرع برفضها لتمرير سياستها احادية الجانب.. وهذا ما يحدث الآن".

تنطبق هذه المضامين والدلالات على خطة "فك الارتباط" الشارونية تماماً ..فهذه الخطة غير مقبولة وغير منطقية ويتذرع بها شارون لتمرير سياسته احادية الجانب...

ولذلك نقول دائماً ان خطة "فك الارتباط" في الصميم والتداعيات الاستراتيجية لا تعني اطلاقاً "فك ارتباط" استراتيجيا وسياسيا وسياديا لاسرائيل من القطاع،وانما هي "اعادة انتاج وصياغة متجددة للمشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني" ولكن بإدوات عصرية من تصميم شارون وحليفته الادارة الامريكية.

في هذا المضمون تحدثت مصادر اسرائيلية فلسطينية عديدة مؤخراً عن ان "الفك" يحول قطاع غزة من جهة اولى الى اضخم سجن على وجه الكرة الارضية، كما سيؤدي في المرحلة اللاحقة من جهة ثانية الى انتفاضة فلسطينية ثالثة اجندتها الاستراتيجية رحيل الاحتلال ايضاًعن الضفة الغربية واقامة الدولة الفلسطينية السيادية، الامر الذي يقود من جهة ثالثة حسب بعض التحليلات الاستراتيجية الى ما اطلقوا عليه"الاحتلال الثالث" لقطاع غزة.

فهل تسير الاوضاع هناك على الارض نحو الاحتلال الاسرائيلي الثالث للقطاع بعد احتلالي 1956 و 1967 ؟

ليتبين لنا في ضوء كل هذه الحقائق والخلفيات الكامنة وراء "فك الارتباط" ان مرحلة ما بعد "الفك" ستكون اشد احتداما واشتباكا وصراعا قد يصل الى نقطة الصفر لـ: "الاحتلال الثالث" الاسرائيلي للقطاع كما حدث مؤخرا باقامة ما يسمى "الحزام الامني "شمالي القطاع ....؟؟!!

*اهم الاحداث والمعطيات الميدانية في المشهد الفلسطيني

وكما المشهد السياسي كان مدججا عام 2005 بالمحطات والتطورات السياسية الكبيرة، فان الاحداث والوقائع المتلاحقة في انحاء الضفة والقطاع لم تتوقف ابدا حتى لهدنة ساعة واحدة فقط...؟! ولعل اهم العناوين التي ميزت المشهد الفلسطيني ميدانيا هي التالية:

اولا: الاغتيالات

وفقا للمعطيات الفلسطينية فقد اقترفت دولة الاحتلال منذ 1/1/2005 وحتى 31/12/2005 عشرات عمليات الاغتيال والاعدامات الميدانية.. وطالت هذه الاغتيالات القيادات الفلسطينيةالميدانية الثقيلة والنوعية والمؤثرة...وعلى الرغم من" فك الارتباط "والانسحاب من غزة الا ان دولة الاحتلال لم تتوقف ابدا عن سياسة الاغتيالات ضد الكوادر الفلسطينية في انحاء القطاع . وحسب المعطيات فان دولة الاحتلال نفذت خلال عام 2005 نحو 31 عملية اغتيال اسفرت عن استشهاد 65 فلسطينيا من اصل نحو 230 شهيدا سقطوا في هذا العام ، وذكرت المصادر الفلسطينية ان 36 شهيدا من شهداء الاغتيالات هم من الضفة الغربية و29 شهيدا من قطاع غزة .

ثانيا : البلدوزرات وبناء المستوطنات والجدران العنصرية وعلى نحو متساوق مع سياسة المجازر والاغتيالات، واصلت دولة الاحتلال من جهة اخرى سياسة البلدوزرات وبناء المستوطنات والجدران العنصرية حيث لم تتوقف تلك البلدوزرات عن التجريفات والاقتلاع والهدم والتدمير والتشريد وحيث لم تبق تقريبا مدينة او قرية فلسطينية الا وطالتها الاجتياحات والبلدوزرات . وبينما واصلت دولة الاحتلال عملية البناء الاستيطاني في انحاء الضفة كذلك واصلت عملية بناء جدار العزل والنهب والضم والتهويد الممتد من اقصى شمال الضفة الى اقصى جنوبها ... وواصلت ايضا مصادراتها للاراضي الفلسطينية المحاذية للجدار على جانبيه الغربي والشرقي، بحيث سيصادر الجدار اذا ما تم انجازه وفق المصادر المختلفة ما بين 50 - 60% من مساحة الضفة الغربية، والارقام متحركة حسب الحاجة والارادة الاسرائيلية . ثالثا :الاجتياحات والحصارات والاطواق الحربية القمعية وعلى نحو حصري ايضا لم تتوقف سياسة الاجتياحات الاعتقالية الاغتيالية التهديمية في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية ويمكن القول بلا مبالغة ان كل مدينة فلسطينية معزولة عن قراها وعن اخواتها من المدن الفلسطينية الاخرى بسبب سياسة الاجتياحات والحصارات والاطواق الحربية التي تنطوي على مضمون قمعي جماعي للشعب الفلسطيني.. وتتحدث المصادر الفلسطينية ايضا عن نحو 800 حاجز عسكري تنتشر على الطرق الرئيسية وحول المدن الفلسطينية تنكل بكل ابناء الشعب الفلسطيني على مدار الساعة .

رابعا : الشهداء والجرحى

ونتيجة لسياسة الاجتياحات والاغتيالات والمجازر الجماعية فقد سقط نحو 230 فلسطينيا شهداء رصاص وصواريخ الاحتلال بينما اصيب المئات منهم بجروح، وكانعدد من الشهداء والجرحى من الاطفال والنساء .

وباضافة شهداء العام 2005 يصبح مجموع شهداء الانتفاضة الفلسطسنية منذ اندلاعها وحتى نهاية العام 2005 نحو 4214 شهيدا منهم حوالي 800 طفل و270 شهيدة فلسطينية ، بينما وصل عدد الجرحى الى حوالي 45891 جريحا .

خامسا : الاعتقالات الجماعية

اما على صعيد الاعتقالات الجماعية ضد الفلسطينيين فقد كانت الارقام دائما متحركة ، وتتحدث المصادر الفلسطينية عن اعتقال نحو الف فلسطيني خلال العام 2005 ، في حين افاد احدث تقرير فلسطيني عن الحركة الاسيرة الفلسطينية ان هناك حوالي 9200اسير فلسطيني رهن الاعتقال في السجون والمعتقلات الاسرائيلية موزعون على اكثر من 28 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف ، لافتا التقرير الانتباه الى ان قوات الاحتلال اعتقلت منذ عام 1967 ما يزيد عن 650 الف فلسطيني اي ما يقارب 20%من مجموع سكان الضفة والقطاع .

*مخطط تهويد القدس حتى العام 2020

اما عن مخططات واجراءات الاحتلال الرامية الى تهويد وابتلاع القدس فكما جاء في اسبوعية "يروشاليم" العبرية - وهي مصدر عبري مطلع وموثوق الى حد كبير - فان "دولة الاحتلال اعدت جملة من المشاريع التهويدية للمدينة المقدسة كانت تعتبر حتى الان مجرد احلام".

يبدو للوهلة الاولى اننا امام مشاريع اسرائيلية تطويرية جمالية ترفيهية لا يمكن ان ترفضها اي جهة، وخاصة امريكية او اوروبية، غير ان واقع الحال في المدينة المقدسة يقول غير ذلك تماماً.

فهذه المخططات والمشاريع الاسرائيلية المتعلقة »بتطوير القدس حتى العام 2020« انما تأتي في سياق استراتيجية اسرائيلية بعيدة المدى تهدف الى تهويد المدينة المقدسة تهويداً استراتيجياً شاملاً كي تصبح القدس بكاملها بمساحاتها (المتضخمة يوماً عن يوم وعلى حساب اراضي الضفة الغربية) "مدينة يهودية موحدة عاصمة اسرائيل الى الابد"، وكي لا يستطيع العرب والمسلمون المطالبة باستعادتها "مدينة عربية اسلامية".. فحينئذ تكون حقائق الامر الواقع اليهودي التهويدي كثيرة ومتكرسة ومتصلة ومتجذرة ومحمية بالقوة العسكرية العظمى ولا يمكن بالتالي اقتلاعها الى ابد الابدين، والادارة السياسة الامريكية قد "اعترفت بحقائق الامر الواقع الاستيطانية التهويدية، ليس فقط في القدس وانما ايضاً في فلسطين كلها ومن ضمنها الضفة الغربية".

ولكن.. حتى تكون القدس يهودية بالكامل، فان اجندة الاستراتيجية الاحتلال تشتمل على المزيد والمزيد من خطط ومشاريع واجراءات التهويد.. التي تعني تطبيقاً على الارض المقدسية: - تهويد الجغرافيا باقامة المزيد والمزيد من المستعمرات حول اسوار القدس حتى مشارف اريحا ورام الله وبيت لحم، والمزيد والمزيد من الاحياء الاستيطانية في البلدية القديمة للقدس. - التهويد الديموغرافي - السكاني - الذي يعني تطبيقاً ايضاً الاقتلاع والترحيل لاهل القدس، واقامة جدران ديموغرافية يهودية متصلة داخل اسوار البلدة العتيقة وخارجها.

- اقامة المزيد والمزيد من الاحزمة والاطواق الاستيطانية داخل مشروع القدس الكبرى (التي تقدر مساحتها حسب المصادر الفلسطينية والاسرائيلية بنحو ربع مساحة الضفة الغربية - والارقام متحركة دائماً).

- ولعل الاخطر.. وهو الخطر الداهم المتمثل بمخططات ونوايا هدم الاقصى من اجل بناء الهيكل الثالث المزعوم مكانه. في سياق واطار هذه العناوين الاساسية نضيف بالضرورة اليها وعلى نحو خاص القرارات الحكومية الاسرائيلية الاخيرة عام 2005 بضم مستعمرة "معالية ادوميم" الى القدس اولاً، ثم اقامة جدار حول المستعمرة بمساحتها المترامية التي تصل الى مشارف اريحا بغية تكريس عملية الضم والتهويد.

اعلن شارون يوم الاثنين 16/5/2005: "لن يمنعنا الامريكيون من اقامة الجدار"، وتقول المصادر الفلسطينية "ان الجدار يهدف الى فرض واقع ميداني يقطع التواصل بين شمال الضفة وجنوبها، ويعزل المقدسيين" ويحول دون جعل القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.

نربط ربطاً جدلياً واستراتيجياً وسياسياً ما بين تلك المخططات والمشاريع الاحتلالية التهويدية الالحاقية الاغتصابية الجارية على قدم وساق وبلا توقف على ارض المدينة المقدسة اولاً، ثم على امتداد مدينة خليل الرحمن ثانياً، ثم على امتداد الضفة الغربية الثالثة.. وما بين الاوضاع العربية والدولية. فالحقيقة الكبيرة الناصعة اليوم: ان الاقصى في خطر حقيقي، والمدينة المقدسة تحت وطأة مخططات ومشاريع واجراءات التهويد حتى العام 2020..

* الانتخابات البلدية الفلسطينية – المرحلة الرابعة

تبعا لنتائج المرحلة الرابعة من الانتخابات المحلية والبلدية التي أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات المحلية الفلسطينية فإن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حصدت 122 مقعدا في 29 دائرة انتخابية خاضت الانتخابات فيها بحرفها المخصص لها "ح" ودون تحالفات، وذلك بنسبة 29.5%.

وأكدت مصادر اللجنة العليا للانتخابات المحلية أن هذه النتائج تم اعتمادها بناءا على النتائج الرسمية التي نشرتها لجنة الانتخابات، وتضمنت نتائج كافة المواقع التي خاضت فيها الحركة الانتخابات باسم الإصلاح والتغيير أو بالحرف "ح".

وأشارت الى انه ومن بين 40 دائرة انتخابية شملتها عملية الاقتراع يوم الخميس الماضي (15/12)، فإن حركة حماس احتجبت عن المشاركة في كل من: "الفخاري وتعنك ورمانة وعجة وعرانة وزبوبا وسفارين والناقورة وبيت امرين وبرقة ودير جرير" على الرغم من دعمها لبعض القوائم في هذه المواقع. وأشارت النتائج بهذا الصدد إلى أن عدد الناخبين الذين اختاروا التصويت لقوائم الإصلاح والتغيير-حماس -، بلغ 48495 ناخبا، بنسبة 49.8% من مجمل عدد الأصوات.

واستنادا لهذه النتائج فقد حصلت حماس على أعلى نسبة تصويت في مدينة نابلس وحصلت على 24787 صوتا بواقع 13 مقعدا من أصل 15. ومن ثم في مدينة جنين التي حصلت فيها على 4181 بواقع 8 مقاعد من أصل 15، وتليها مدينة البيرة التي حصلت فيها الحركة على3817 بواقع تسعة مقاعد من أصل 15، ومن ثم دائرة القرارة وحصلت فيها على 2711 صوتا بواقع 6 مقاعد من أصل 13، وفي الدرجة التالية حصلت حماس على 1895 صوتا في رام الله بما يوازي خمسة مقاعد قبل توزيع الكوتا المسيحية التي تنتقص مقعدين من مقاعد الإصلاح لصالح المسيحيين.

وفي هذه الأثناء حصلت حركة فتح على 108 مقاعد بنسبة 26% في الدوائر التي خاضت فيها الانتخابات باسم فلسطين الغد وبالحرف " ف" المخصص لها. وبلغ عدد أصوات الناخبين الذين اختاروا قوائم فتح 18759 ناخبا بواقع 19.3% من عدد الناخبين. وتفوقت حركة حماس على فتح بعدد أصوات يوازي 29736 صوتا.

وليس بعيدا عن فتح فقد حصلت قوائم المستقلين والتي سجلت انتمائها السياسي في طلب ترشيح القائمة "مستقل" ولم تكن محسوبة ولا مدعومة من أي اتجاه معين، حصلت على 104 مقاعد بواقع 25% من مجموع المقاعد، وبلغ عدد أصواتها 14800 صوتا. وفي المرتبة الرابعة حصلت قوائم التحالف المشكلة من فصيلين أو أكثر على 37 مقعدا بواقع 9% وبعدد أصوات وصل الى 9455 صوتا.

الخلاصة المكثفة

بالتالي.. اذا كان لنا ان نتوقف في ضوء جملة المعطيات والمحطات والاحداث والتطورات السياسية المشار اليها في المشهد السياسي، وجملة المعطيات والوقائع المشار اليها ايضا على الصعيد الميداني، فاننا نتوقف اولا وقبل كل شيء امام زيف المشهد السياسي لنستخلص بمنتهى الوضوح : ان كل الخرائط والوثائق والمؤتمرات السياسية بدءا من "خريطة الطريق".. الى "فك الارتباط".. الى حتى اي وثيقة او مؤتمرات سياسية لن تحرك جنديا اسرائيليا واحدا عن الارض المحتلة، ولن تفكك مستعمرة واحد في القدس والضفة.. ولن تؤدي في الجوهر الى رحيل الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية ما لم تكن قرارات الشرعية الدولية المتراكمة منذ نحو ثمانية وخمسين عاما لصالح القضية والحقوق الفلسطينية هي الاساس لكل شيء... وما لم ينتفض العرب بدورهم ويرتقوا الى مستوى الاحداث والتحديات والى مستوى المسؤولية القومية والتاريخية...؟!!!

تحتاج فلسطين من امتها ودولها وقياداتها العربية الى دور عربي حقيقي وليس الى بيانات اعلامية استهلاكية مخجلة...؟!!

Nawafzaru@yahoo.com شروحات 1- الرئيس الفلسطيني محمود عباس 2- بلدوزر الاغتيالا ت والارهاب والجدران –شارون – 3- مشهد من الاخلاء الاسرائيلي لمستوطنات غزة 4- الفلسطينيون يواصلون التصدي لجدار العزل والتهويد