تأسياً بمبادئ ومنطلقات ومضامين حركة فتح
لتحرك جزراً آسنة ... !!!
لا بد لحركة فتح من أن تكرس جهدها للوصول للجماهير بمختلف شرائحها وتوجهاتها من خلال العمل المؤسساتي النقابي والاجتماعي والجماهيري الشفافي الصادق الصدوق، من خلال النقابات الموجودة أو إيجادها إن لم تكن موجودة، وتمد جسور الثقة من جديد، لكي يكون هناك كسباً ومداً وتعاطفاً جماهيرياً لهذه الحركة، ويبرز هنا التفاف الجماهير حول الحركة، فيعمل أبناء الحركة باستمرار على احترام الجماهير وتقديرها، وتقديم العون لها والاعتماد عليها وتعبئتها وكسب ثقتها وحبها، والتعلم منها وتعليمها والالتحام بها والعمل على وحدتها والعمل دائما على تفعيل وتنشيط النشاطات والمسيرات الجماهيرية عند الضرورة، وعمل الندوات والمحاضرات والمهرجانات الجماهيرية باستمرار بالجماهير ومع الجماهير وللجماهير، وعمل كل ما يجب فعله من فعاليات فاعلة ، خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة لما يخدم قضيتنا وأبناء شعبنا.
فيتوجب على الأخوة أبناء حركة فتح الذين يقودون النقابات والمؤسسات والوزارات والفعاليات، أن يحسنوا التصرف والتوازن والأداء والتعامل أينما تواجدوا ويحافظوا عليه، كما ويجب على من يقود المؤسسة أن يمثل الحركة في النقابة في أجمل صوره وأحسن تمثيل ... وأن يكون قدوة في تعامله وعلى قدر من الخلق ... ومتفانياً في العطاء والبذل ... وأن يكون صبوراً وحريصاً على تدعيمه للمؤسسة والنقابة ... وليس ناريناً فظاً مستعلياً متعنجهاً متكبراً مستكبراً غليظاًً عاجزاً لا حيلة له ولا قدرة ... وينفر الناس من خطابه وتعامله وأداءه ... ويستوجب عليه أن لا يجعل الإحساس يتولد عند الاخوة، بأنه هو القيادي الجماهيري الواحد الأوحد الوحيد فقط ، الذي تلتف الجماهير من حوله ... وهو القائد الناجح البارح الذي حقق ويحقق كل الإنجازات والبطولات والفتوحات ، وبدونه يكون العمل منقوصاً ومنتقصاً ... ويتجاهل أخوته ويعمل على تهميشهم وإبعادهم وإقصاءهم وتنفيرهم بأي طريقة كانت، وحتى لو لم تكن لائقة وأخلاقية لشعوره بأنهم يزاحمونه وينافسونه على منصب قيادي في هذه المؤسسة أو تلك ... وعليه أيضاً أن يظهر الاحترام بالشكل اللائق من خلال التنسيق والتشاور في كل شأن، كبيراً كان أم صغيراً، مع بقية الأخوة الذين يملكون الخبرات والطاقات والإمكانيات والقدرات ... ولا يدير ظهره لمن علموه الألف والباء ـ بل وأشياء أخرى غيرها ـ في العمل المؤسساتي ، وأمسكوا بيديه وأمشوه على الدرب دادي دادي ...!!!
لا يمكن أن يكون دور الحركة في أي مكان كان، فقط مقتصراً على التحضير للانتخابات والحفلات ـ وهزي محرمتك هزي ـ وحشد الجماهير ... لكي توصل بعض الاخوة للمجالس والقيادات دون الاستمرار في الالتحام الروحي بين من تقلد المنصب القيادي في المؤسسة وبين إخوانه والجماهير ... فالمؤسسة وجدت أصلاً لخدمة أبناء شعبنا أينما وجد ... وليس لرفع السياط والعصي والكرابيج في وجوههم ... والتعالي عليهم وتقزيمهم وتجاوزهم تهميشهم وتركيعهم وذبح كبريائهم ... فالأخ الذي يمثل الأخوة في المؤسسة ، يجب أن يقدر معنى الانتماء لهذه الحركة ... فالانتماء لحركتنا الرائدة فتح هو رسالة خالدة وتجسيد التفاعل الوجداني العام في المؤسستين مع كل أبناء هذا الشعب ... وتبني مبدأ التزاوج وأهميته بين المؤسسات على اختلاف أسماءها وأنواعها ... فهذا شيء مؤكد ومن المسلمات والبديهيات، فهذه الحركة هي شعار ومبدأ ونظرية وتطبيق .
إن المحافظة على الولاء للحركة وتعميق الارتباط الروحي والعضوي والمعنوي بالحركة، والمحافظة عليه شيء أساسي وضروري ... لان الحركة هي بالأصل قناعتنا الراسخة في قلوبنا التي هي ولاء لفلسطين ... وهي تشكل الطريق القويم التي توصلنا إلى قطف ثمرة جهودنا ... فيجب على البوصلة الفتحاوية أن لا تضيع أو ينعكس اتجاهها ليسيطر الوهن علينا بعد ذلك ... فالنقابة الناجحة يكون خلفها بالضرورة حركة ناجحة وقادرة برجالاتها الأطياب الصادقين ... وركائزها وطاقاتها وقدراتها وعطاءها وابداعها ... والعكس أيضاً صحيحاً.
إن النقابي القدوة المثالي ... الناجح القوي ، هو الذي يكون مستواه الانضباطي والخلقي والإبداعي والنقابي مرتفعاً ... ويتعود ويتمرن بشكل جيد ممارسة كيف يكون خاضعاً لما تربى عليه من حسن الخلق والمبادئ ... وهو بذلك الذي يكون قادراً على الانتصار على ذاته ويسيطر على انفعالاته ونزواته ... ولاينجرف وراء الكرسي الزائل الذي يمكن أن يكون في بعض الحالات بريقه ولمعانه ينسي النفس كينونتها ... ويفتل له جزء من عقله ... وحينها سيكون الثمن غالياً.
يجب أن تبقى الحركة بأبنائها حريصة على الالتصاق بالجماهير ... وتعود لتشكيل مجموعات العمل الاجتماعي بكل أشكاله وفي كل مكان، من اجل خدمة ابن الوطن والقضية ... وهكذا صنعت فتح رجالات وقادة عظام أتت من رحم هذا الشعب ... وحست بإحساسه والتصقت به... وقادت الانتفاضة بروح الفريق وبناء الثقة وغرس عقيدة الثورة والنضال في النفوس ... وقدمت وتعالت وآثرت على أنفسها ولم تتطلع للمغريات ولم تلهث وراء المال والمحسوبيات ... ولم تتاجر ولم تستغل وتخدع وتخادع ... فماذا ستقولون لمن استشهد على هذا الدرب ...؟!
من خلال التفاعل في الجماهير ومعها في كل أماكن تواجدها، وصلت الحركة إلى الجماهير، ودخلت البيوت بتفوقها الأخلاقي وبدون استئذان ...وفتح ستبقى بحاجة كل فرد من أبناء هذا الشعب المناضل الصبور ... ويجب أن تبقى حركة فتح هكذا على الدوام ... وتعيد بناء هذا الخيار والتمسك به ... فهذه هي القاعدة والأصل ... وما عدا ذلك هو شاذ وشائه مشوه ودخيل ... ويجب التصدي له وإيقافه ... وإلا ... لن يرحم الشعب والتاريخ من بقي في المؤخرة وأتى متأخراً ... والله يمهل ولا يهمل ...!!!
إن الحركة هي الركيزة والرافد المهم والرافعة الأساسية للنقابة ... كانت وستبقى ... و النقابة أيضا ليست هي المكان المناسب ولا على أي حال من الأحوال لان تكون ميداناً للصراعات والتناحرات التنظيمية والشخصية ... لأنها بذلك ستفقد معناها وتتحول عن أهدافها وتنفر الناس منها.
على الرغم مما يرى الإنسان ويعيش هنا أوهناك من مصائب تنخر في مؤسساتنا كالسوسة تنخر جذع الشجرة ، لأسباب يمكن تناولها إنشاء الله في مقال ومقام آخر إذا دعت الضرورة والحاجة ذلك ، فلا بد من أن نكون ونبقى متفائلين، ولا يبقى حديث الساعة بيننا فقط هو توجيه التهم بالعجز والتقصير تارة للحركة وتارة أخرى للنقابة أو المؤسسة ... و من ممكن أن يكون ذلك عن قصد من أجل إبراز الجهة التي تتهم أمام الجماهير بالتقصير لتبرئة هذه المؤسسة أو تلك ... وهذا بحد ذاته جلد للذات غير مبرر ويولد الإحباط والشعور الدائم بالتقصير وعدم العطاء ، ولن يكون هناك بعد ذلك انسجاماً بين المؤسسات والأخوة ، الذين هم بالأساس أطياف تشكل لوناً واحداً ... ويجب الأخذ بعين الاعتبار دائماً وأبداً في الحوارات والنقاشات ـ إن كانت في الإطار الحركي أم في الإطار النقابي ـ كل المتطلبات اللازمة والضرورية التي يجب علينا فعلها ومراعاتها، آخذين بعين الاعتبار قدراتنا وإمكانياتنا وطاقاتنا، ومن يحاورنا ويحاكينا ويعمل معنا ، كحركة تحرر وطني نناضل حتى النصر حيث الثورة طريقنا للحرية ـ في كافة المؤسسات ... وأن نناقش نقاشاً مستفيضاً بتروي وبهدوء و بوعي وبحرص وبأدب وبأخلاق وبالحجة ... ونراعي مشاعر بعضنا البعض ومشاعر الآخرين ... لكي نصل إلى ما هو متاح وممكن تحقيقه والوصول إليه ... ونستطيع إنجازه ويتم التعامل مع بعضنا البعض بالإقناع حول الأمور الاختلافية ... لتبقى الديموقراطية والعدالة والإنصاف في العمل هي الأساس ... وهذا يعني بالضرورة حسن الأداء والتخطيط والتشاور والتعامل بجدية، والمراقبة والمتابعة والتفاعل والأخذ برأي الأغلبية واحترامها ، واعتماد الدساتير والنظم واللوائح ... ولا يمكن لأحد أن يتقيد فقط بالتنفيذ الأعمى للأمور دون إبداء الرأي والنقاش المستفيض.
ألم نتعلم بأن دور الحركة بمعناه السـياسـي معروف وواضح وجلي ... بأنه هو أداة نشـر الأفكار ... وهو أداة صنع الإنسـان الجديد الخلاق المبدع المعطاء المتفاني ... وليس صنع القطيع أو القبيلة أو العشيرة بالمعنى الجاهلي أو العصابة أو شـلل الزعران والبلطجية، أو الجماعات الأخرى التي نترفع عن تسميتها ... وهو أداة تحريك الجماهير بمختلف توجهاتها ... وهو أداة اكتشـاف القوانين الجديدة المتجددة ... وهدم النظام القديم السيئ الذي يتمثل في الاحتلال ... من خلال تحريض الجماهير من أجل تحقيق الكرامة بدحر الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
ألم نتعلم بأن الحركة الرائدة فتح ، وفي نظامها الأساسي تشجع إلى آخر مدى حرية الرأي والانتقاد ... مع أن يكون ذلك دائماً ضمن الأسس والمبادئ والعرف والأخلاق المتعارف عليها في الحركة، ومن خلال مبادئها ... وأن هذه الحرية هي حق مقدس لجميع الأعضاء ... ولا يحق لأية سلطة أن تجردهم منه ... ولا يكون أي رأي أو انتقاد داخل صفوف الحركة ضمن المبادئ والأصول سبباً في اتهام العضو ومحاسبته وتشويه صورته وإحباطه وملاحقته وتهديده وتهديد حتى أفراد أسرته للضغط عليه فيما بعد ذلك بطرق هابطة غير لائقة وغير مقبولة ... لأن الرأي الحر هو الضمان الوحيد لتحذير القيادات ولفت أنظارها من الوقوع في الأخطاء والانحرافات ... وهو الوسيلة الفعالة في إسماع صوت الجماهير بما تحس به وتشعر من خلال القواعد لقيادات الحركة ... وان القيادة الجماعية هي الأسلوب الوحيد للقيادة في الحركة ... وهذا يعني أن الديمقراطية والعدالة والإنصاف هي الأساس عند البحث والنقاش واتخاذ القرارات في كافة المستويات ...!!! ألم يعد هذا الطرح قائماً ...؟!
لا يمكن أن تسمح حركة التحرر الوطني الفلسطيني فتح ، بأن يؤدي الخلاف ضمن العمل المؤسساتي النقابي إلى خلاف أخوي ... وبهذا يكون أثره مدمراً وينعكس سلباً على الجماهير... ولايمكن أن تسمح الحركة بأن يحدث صراعاً داخل البيت الواحد ... ويبدأ هذا الصراع يأخذ وجهاً غير حضاري ومنحط وغير خلقي هابط ... ويمتد الخلاف ليصل إلى الأفراد العاديين ... ونصبح فرقاً متعددة متلونة متشعبة ... فريق هنا وفريق هناك ... ويستمر الانفلاش والتشرذم وتتسع دائرة هبوط المستوى ... وتعد العدة وتسن الرماح والسيوف خاصة عندما يقترب موعد المؤتمر والانتخابات ... فيصبح هناك سباق محموم وتناحر غير مبرر بين الاخوة على شيء لن يدوم ... وتتأثر بنية المؤتمر والمؤتمرين من الوضع والجو الغير طبيعي المسموم ... وستكون المحصلة مؤتمراً أساسه غير نظامي من حيث العضوية ... ولا من حيث الأهداف المعلنة مسبقاً لهذا المؤتمر ... ولا من حيث الأداء ... وسوف ينعكس هذا سلباً على سمعة الحركة ... فعلينا أن نبتعد عن تحكم العقلية القبلية والعشائرية والتكتلات والشللية والتمحور والتخندق وراء ضيق الأفق والمصالح الشخصية والذاتية ... وأن لا نتجاوز نظمنا ودساتيرنا بطرق بهلوانية مكشوفة ... وأن لا نسمح بالتخبط والعشوائية والباطنية في المؤتمرات ... حتى لا يكون ثمن ذلك باهظاً علينا يصعب تسديد فواتيره للجماهير لاحقاً ... ونقف ننظر عاجزين ... ونفقد هيبتنا وأهليتنا واحترام أنفسنا أمام الناس ... ويبتعد الاخوة الجدد عن الالتحاق بالصفوف ... وتكون سيرتنا حتى على الألسنة حتى في الأماكن العامة وبين كل الناس ... لذلك علينا أن نقدر بأن العمل الغير محسوب ستكون نتائجه مهلكة ومدمرة كما نشاهد ... وهذا يندرج تحت لائحة المغامرات بالمؤسسة .
لسنا ضد القبائل والعشائر والعائلات إطلاقاً ... لأننا بشكل عام فلسطينيون ننتمي أصلاً لعشائر وقبائل وحمايل ... ونحن نعلم أن مجتمعنا الفلسطيني في مجمله مجتمع له أنسابه وقيمه وعاداته وتقاليده ... ولكننا نؤكد على أن لا تستخدم القبيلة والعشيرة في عكس اتجاه قيمها التي كلنا أصلاً لسنا بعيدين عنها وعن ديننا الحنيف ... فنحن لا نستطيع تطبيق مبادئ ومنطلقات ثورتنا الفلسطينية لتحقيق مشروعنا الوطني بالعقلية القبلية والعشائرية الضيقة والتعصبية العمياء التي تتعصب فقط للعشيرة والقبيلة أولاً وأخيراً ...!!!
أليس الانتماء لحركة فتح يعني أولاً وأخيراً الكرامة لهذه الأمة ، وأن التربية فيها أولاً وأخيراً تكمن على كلمة الأخ والأخت والمحبة والتسامح ...؟!
هل ما زال الانتماء لحركة فتح يعني كيف ننفر من البغضاء والحقد وحب الانتقام والتحريض السلبي الذي يبعث المرض في النفس ...؟!
أليست حركة فتح هي العقلانية والتسامح والصفح وتناسي الإساءة ...؟!
ألم تعد حركة فتح هي أيضا الرحمة والمحبة والحكمة التي هي من علامات القوة والنفوذ للحركة ... والتي لن تسمح حركة فتح إنشاء الله باستغلالها أبدا استغلالا في غير موضعه ... لان الرحمة يمكن أن تستبدل بالحقد والأنانية وحب الانتقام لتحقيق مصلحة ذاتية ضيقة غير محسوبة...؟!
ننتمي لحركة لفتح التي لم نتربى في أكنافها على معالجة الأخطاء بالتعنيف والتهديد أو بالقطيعة أو بكسر العظم وهذا الكلام أصبح اليوم متداول بين العامة عن الحركة...!!!
ألم نتعلم بأن حركة فتح أيضا هي المتجددة المبدعة ... فتح القوة الجماهيرية الديموقراطية الهادرة صانعة الثورة التي أسـقطت قلاع كثيرة من عروشها ... لأنها خلاَّقة المبادرات التي تلبي نبض الشـارع والأرض وترتبط بهم وبهمومهم وآلامهم ...؟!
ألم نتعلم بأن حركة فتح أيضا هي المتجددة المتواصلة والمتغيرة والمؤثرة الصانعة للحدث وللفعل بحلاوته ومرارته ... و فتح الإيجابية لتولد الفكر وتجدد المفاهيم والهياكل وتعدد منابع الفكر أو العقيدة والاجتهاد والمنابر المتنوعة المتعددة ... وهي صاحبة التجربة النضالية الطويلة المتميزة ... ففتح هي امتداد لتجربة الحسـيني والقسـام ... فهذه فتح التي قادت انطلاقتها رجال صنعوا التاريخ ... القائد الأممي ياسر عرفات، وخليل الوزير، صلاح خلف،وخالد الحسن ،كمال عدوان ، أبو علي إياد ... وفتح الينبوع لمئات الكوادر المتميزة من أبناء هذا الشعب الأبي، والتي استطاعت أن تحشـد التفافا ً جماهيريا ً هائلا ً بعد هزيمة 1967 ... وقادت النضال الفلسطيني في معركة الحضارة والأصالة والذات ضد الظلم والقهر والتجزئة والتخلف والسـيطرة والنهب والإذلال .... يجب أن تبقى فتح هكذا سائرة على هذا الدرب تحافظ على هذه الأمانة.
ألم تكن فتح الصمود في لبنان التي التف كل الشـرفاء من أهلنا في لبنان حولها ... ؟!
هذه فتح ياسـر عرفات رحمه الله ... رمزا ً للثورة وللجهاد وقائدا ً فعليا ً لهذه الحركة وأبا ً روحيا ً التقت حوله كل التوازنات ... وهو يضبطها ويوجهها ويقودها، حيث أنه أراد أن يكون قائداً للقادة ... وأبى أن يكون قائداً لبصمجية ... وهذه فتح أبو جهاد وأبو إياد التي أنزلت الصهيونية عن عرشها ... وفتح كمال عدوان، وفتح أبو يوسف النجار وفتح خالد الحسن ... وهذه فتح الكثير من الأخوة الشهداء الشرفاء المجهولين ... وهذه فتح سـعد صايل أبو الوليد الذي اغتيل عقب الخروج من بيروت لرفضه الركوع لمن اغتالوه ... بعد أن خاضت فتح في لبنان معركة فرضت عليها ... قاتلت فيها قتالاً بطوليا ً شـرف الشـرف والشـرفاء ... فقد قاتـلت فتح في لبنان مع كل القوى الوطنية والإسـلامية دفاعا ً عن إسـلامها ... في وجه تمرد صليبي صهيوني ماروني حاقد وقدمت الجماهير الآف الشـهداء وتفرج من تفرج على ذبح الشـعب اللبناني والفلسـطيني ....!!
هذه فتح الإيمان الهدف المرتبط بالفعل دون كلل أو ملل وإصرار المحترفين وليس العجزة ... وفتح الممسـكة بالحدث راغبة للفعل المتفتحة ... المرنة ... المتعددة المرجعيات ... فتح الحوار الثري الذي لا ينضب... وفتح المواجهة للإرهاب الإسـرائيلي .... فتح العدل والسـلام .... فتح القيادة الحقيقيـة ... فتح أصحاب المبادرات والارتباط ... فتح الفكر وحريته .... لأنَّ الفكر المغلق المنغلق أو المعزول عن تأثيرات البيئة انقضى عهده وولى دون رجعة ... فيجب احترام عقول الناس وتفكيرهم وإدراكهم وارادتهم ... لأن البيئة الصالحة تنجب نبتا ً صالحا ً والبيئة السيئة ترسم مستقبلا ً مدمرا غير زاهر...!!
فهل يمكن لابناء الحركة الرائدة القائدة أن ينجّروا وراء مهاترات وخزعبلات هنا أو هناك ...؟!
وهل لهم أن يدافعوا عن الفساد الذي وجدت الحركة بالأصل لمجابهته وفضحه، وهل لهم أن يدافعوا عن التمحور والشللية، ولا يراعون الموانع الدينية والأخلاقية والوطنية، وهل وهل وهل ...؟!
ندعي أن حركة فتح تقود الشعب الفلسطيني لتفوقها الأخلاقي ... وهي تملك القلوب الطيبة والعقول النيرة ... ولا تملك العقول المتحجرة والمتجبرة والقاهرة والمتسلطة ....ولأنها فتح ديمومة الثورة والتواصل والاستمرار والتجدد ... ولأنها أم الأيتام والمحرومين وأم من لا أم له ... ولأنها حركة المؤسسات ... ولأنها استوعبت كل الاتجاهات لابناء فلسطين ... رغم ولادتها في زمن الأيديولوجيات العملاقة التي تفوقت عليها فتح ... وبقيت ليومنا هذا أقدم حركة تحرر ثورية أو إن شئتم حزباً نضالياً من أجل التحرير في عالمنا العربي ... فوضعت فتح البوصلة الفلسطينية ووجهتها نحو فلسطين، " معاً وسوياً يد بيد للقدس رايحين شهداء بالملايين" كما قال الزعيم القائد الأخ أبو عمار رحمه الله ...!!
هناك أسئلة تدور في الأفق بحاجة للإجابة عليها وهي:
ـ هل ممكن أن تتحول هذه الحركة لحزب يعني بشـؤون الناس ...؟!
أم ستبقى حركة ثورية بكل أشـكالها ومنابرها وتكتلاتها الديموقراطية ضمن الإطار ...؟!
ما يجب علينا فعله الآن هو أن نركز على عوامل التماسك والعمل بروح الفريق الواحد ... ونتمسك بعقلية المؤسسة والعمل الديموقراطي ... ولا ننسى أن حركة فتح علمتنا أن الرجل القائد هو القدوة ... ويظهر في المواقف الصعبة ... ويتفاعل معها بديموقراطية ومرونة وحلم وصبر وسعة صدر ... وعلمتنا فتح أن تنظيمها هو مصنع الرجال الرجال ... التي تمتلك القدرات والإمكانيات ... وتتحمل عبء المسؤولية لتحقيق أقصى كفاءة في العمل ... وعلمتنا فتح أيضاً كيف نبتعد عن السلبيات والكبوات ... ونحافظ على الاستقامة والبساطة وروح العطاء والولاء والانتماء للوطن ... ونستنهض حركتنا ونزيل جبال اليأس والإحباط التي يمكن أن تسيطر علينا ...!!
إن عمق المتغيرات واحتياجات الجماهير المتجددة، تدعو فتح الرائدة للتحرك وبأقصى سرعة، وتلبية النداء كما عودتهم ...
حيث إننا نحتاج إلى المزيد من الجدية في التعامل مع بعضنا البعض ... وبحاجة إلى التوعية السياسية والإستراتيجية التنظيمية العليا ... لأنها ضرورة حتمية لتوضيح الرؤيا وتوجيه البوصلة التنظيمية ... خاصة وأننا ندرك أن المهمة ليست سهلة ... والدرب مليء بالمصاعب ولا يحتاج لإرباكات إضافية ... ونحن بحاجة لتظافر الجهود كلها مجتمعة لنتمكن من تحقيق وحدة الصف وتجسيده بالقول والعمل.
نحن ندرك تماما أننا الآن في أداءنا لسنا فولاذيين كما كنا نطمح ... كما وندرك أيضاً أن عوامل عديدة وكثيرة ألقت بظلالها السلبية على مسيرة هذه الحركة بشكل عام في كل أماكن تواجدها لا نفرح بها وهي ثغرات يجب سدها و يجب تصويبها بأقصى سرعة . - (مفتاح 7/3/2005)-