نحو سنة مرت والجميع مازال يتساءل عن الظروف والأسباب الحقيقية التي أدت إلى وفاة الرئيس ياسر عرفات، القائد الذي ألهم شعبه وأحرار العالم لعقود من الزمن.

وجميعنا مازال يذكر تلك الصورة المهينة التي خرجت إلى العالم عبر التلفزيون والصحف والتي بدا فيها "الزعيم القوي" في أضعف حالاته، وهو يمسك بيدي أطبائه ويرتدي لباس النوم (بيجامة) في غرفة نومه يقبل كل ما يصيب يديه !!!

فيما الناس اعتادت أن تراه في كامل زيه العسكري، أنيقاً شامخاً والأهم قوياً غير ذي بال لآلام أو منغصات.

ولعل الرؤية التي ارتآها رجال الإعلام والصحفيين وبعض رجالات السياسة، والتي اعتبرت أن خروج الصورة بهذا الشكل المهين إنما جاءت في محاولة للتمهيد للرأي العام أن "عرفات الذي لا يقهر" يعد ساعاته الأخيرة.

ولكن حتى هذه الصورة المهينة لم تنجح في أن تمهد للرأي العام لأنها أيضاً طبعت في أذهان الجمهور حالة التدهور السريع في صحته. ففي توال سريع للأحداث والصور، رأيناه يخرج على قدميه مرتدياً البالطو العسكري مع قبعة القائد العسكري، مطلقاً ابتسامة مريحة لشاشات التلفزيونات عبر الكاميرات لعلها تريح من يؤمنون بأفكاره ونضاله فتقول لهم ما نطقه بهدوء "ماتخافوش أنا راجع"، ولكنه لم يرجع، بل ذهب وفي صخب ممن حوله مثير للجدل والتساؤلات حتى الآن.

أقاربه من الدرجة الأولى (حسب السلطات الفرنسية) سمح لهم بالاطلاع على فحوى التقرير الطبي لمستشفى (بيرسي العسكري) والذي لا يقدم أسباباً مقنعة عن مسببات وفاة الرئيس عرفات .

غير أن بعض الروايات التي كانت قد نسجت قبيل وفاة الرئيس عرفات قالت بأنه أصيب بأنفلونزا حادة أدت إلى إصابته وجهازه المناعي بسلسلة من الأزمات التي ضربت قدرته على الاستمرار.

لكن أنفلونزا الطيور لم تكن قد ضربت جذورها في العالم ولا في فلسطين تحديداً حتى تتهم الطيور بأنفلونزتها بمهاجمة الرئيس الزعيم للشعب الفلسطيني المناضل.

فيما الحقيقة أن من كان يطير حول عرفات والمقاطعة طائرات الآباتشي تطلق الشرور وتنفثها في أجوائه المحيطة.

فتصريحات شارون وموفاز التي استبقت اغتيال عرفات تؤكد صلتهم بما جرى له بل والعمل على توفير أجواء مناسبة لانتشار الموت من حوله ليصيبه، ولعل الصحيح أن الرئيس الشهيد عرفات قد أصيب بأنفلونزا الشرور التي أصابت محيطه لتصيبه في مقتل .... - (الحقائق 12 تشرين ثاني 2005) -