مهم ان تعيد د. كونداليزا رايس موقفها من الدولة الفلسطينية كحل وحيد للصراع في الشرق الاوسط. هذا الموقف الاميركي اطل من بغداد عندما لمست مواقف عراقية كما قالت اثناء احاديثها مع مستويات عدة في العراق تساءلت عن عدم جدية الادارة الاميركية تجاه الاوضاع في فلسطين كمؤشر على غياب الجدية تجاه قضايا عربية واسلامية ومنها القضية العراقية بالتأكيد.
اذا كان موقف رئيسة الدبلوماسية الاميركية مهما، فالاهم ان يكون المستوى السياسي الفلسطيني جادا في اعتبار ان حل الصراع بين شعبنا والاحتلال هو في اقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف على ارضنا المحتلة عام 1967. وان يكف بعض هذا المستوى من التقليل من اهمية منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وان يتم وضع حد للحملة ضد المنظمة مثلما تفعل بعض الاقلام المشبوهة وتتهم المنظمة بشهدائها، وبجرحاها وبأسراها وبتمثيلها لشعبها باتهامات فاقت اتهامات بعض العنصريين الاسرائيليين ومنهم على سبيل المثال: جنرال الاحتلال رفائيل ايتان القائل ان الفلسطينيين كالصراصير، والحاخام عوفاديا يوسف القائل ان الفلسطينيين نسل افاع.
بعض الاسرائيليين انفسهم ادانوا هذه التوصيفات الخارجة من حارات التخلف والعنصرية، فمن سيدين امثالها الخارجة من اقلام عربية على صفحات جرائد محلية ولكنها اشد تخلفا وحقدا لدرجة انكار وجود المنظمة والدعوة الى شقها بين وطن وشتات اي لكل منظمته الخاصة به.
هكذا بدل الانصراف الى الحديث عن معاناة الشعب الفلسطيني وجدران الحصار والاستيطان والاغتيالات، يتوحد بعض من عاش خارج المنظمة في التنظير والدعوة الى الغاء دورها الوطني والسياسي وانكار وجودها في وطنها قبل اوسلو وحتى قيام الدولة الفلسطينية.
في هذا المناخ المحلي والاقليمي والدولي تتجاوز د. كونداليزا رايس تقلبات هذا المناخ وتؤكد على موقفها من قيام الدولة الفلسطينية مع فهمنا الجديد القديم لانحياز ادارتها للاحتلال الاسرائيلي ولكن مثلما خرج الرئيس بوش بموقف بلاده لاعلان الحرب على العراق، نأمل ان يخرج بموقف مشابه لادارته لوقف الاحتلال الاسرائيلي وانسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ودعم قيام الدولة الفلسطينية حتى تعود المصداقية للدور الاميركي في هذه المنطقة، وعدم تكرار الاخطاء الاميركية في الشرق الاوسط، وهي اخطاء تحدثت عنها د. كونداليزا عند زيارتها مع جاك سترو الى العراق للوقوف على المشهدين السياسي والدموي في بلاد الرافدين نتيجة لتلك الاخطاء الاميركية. وللحقيقة فإن ملاحظات رايس افضل من احقاد بعض الفلسطينيين على الدولة والمنظمة.
جلايدة الحياة الجديدة (4/04/2004).