انتهى العام العبري الذي جر على الإسرائيليين العار والفضائح السياسية الكبرى التي هزت عرش الدولة العبرية وارتفاع مقياس الفساد بحسب آخر استطلاعات البنك الدولي حول معالجة الدولة للفساد فيها وسيطرتها على ظواهره ، فقد اختتمت الدولة العبرية عامها 5766 في التقويم العبري بمشاعر ممزوجة بالإحباط واليأس والفشل الذريع التي كان آخرها الهزيمة الإخفاق الكبير في الحرب السادسة على لبنان ..

وقد تزامن هذا الإحباط والفشل الإسرائيلي مع الإنجازات والانتصارات الكبيرة التي حققتها المقاومة الفلسطينية واللبنانية ، فيما يحيا الإسرائيليون نفسيات محطمة تجعل من عامهم الجديد عاماً آخر من اليأس والفشل والتشاؤم ..

فقد كان العام العبري الماضي زاخرا بالأحداث الكبرى التي هزت عرش الدولة منذ قيامها عام 1948 ، حيث بدأت السنة العبرية بُعيد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة وتفكيك 21 مستوطنة فيه بعد احتلال دام 38 عاما ، فيما دخل واضع خطة الانسحاب رئيس الوزراء السابق " ارئيل شارون " في غيبوبة عميقة اثر تعرضه لنزيف في الدماغ في كانون الثاني/يناير الأمر الذي أدى إلى اندثاره سياسيا ليحل محله رئيس الوزراء الحالي " أيهود اولمرت " والذي مني بالتقاعس والفشل الكبير مع بداية ولايته بسبب الحرب على لبنان والتي اعتبرت امتحان كبير له .. أما الهزة السياسية الكبرى والغير متوقعة التي حدثت مع بداية العام هو الفوز الساحق الذي حققته حماس في الانتخابات التشريعية التي نظمت في الأراضي الفلسطينية والذي يعتبر بداية النهاية لمشروع الدولة العبرية .

وفي آذار/ مارس تشكلت الحكومة الصهيونية الجديدة برئاسة " أولمرت " والتي ما لبثت أن وقعت في الوحل اللبناني لتخرج حكومته من الحرب تجر أذيال الهزيمة والفشل العسكري الكبير والتي كانت نهاية العام العبري ..

المحلل الصهيوني يوئيل ماركوس كتب في هآرتس في تحليل له حول السنة العبرية المنصرمة قال فيه " هذه كانت سنة الخيبة والفشل : الانطواء مات والمسيرة السلمية توقفت والجهود السياسية بقيت جامدة .."

وأمام قائمة الفشل في التاريخ العبري الأسود .. انتصرت المقاومة الإسلامية في كل من فلسطين ولبنان ، بدء من انتصار المقاومة الفلسطينية والإنجازات التي حققتها على صعيد تطوير الأسلحة والصواريخ التي تمتلكها حيث أصابت مدن إسرائيلية مركزية مثل عسقلان فضلا عن أن الدافع الأساسي للهروب الإسرائيلي من قطاع غزة هو صواريخ المقاومة الفلسطينية التي قضت مضاجع الإسرائيليون في القطاع ، كما أن رجال المقاومة وعبرت عملياتهم النوعية التي لاحقت الإسرائيليون حتى بعد هروبهم من قطاع غزة كان لها الأثر الكبير في استفحال الفشل والإحباط واليأس بين الإسرائيليين ، فعملية الوهم المتبدد التي نفذها رجال المقاومة الفلسطينية بددت أحلام اليهود في كسر إرادة الشعب الفلسطيني وضرب مقاومته وصموده حيث حققت هذه العملية النوعية نجاحا كبيرا للمقاومة الفلسطينية الإسلامية في المقابل كان إخفاقا كبيرا وفشل عسكري صهيوني في التعامل مع هذه العملية وتبعاتها ...

وتوالت الخيبة والفشل الإسرائيلي لتنتصر المقاومة الإسلامية اللبنانية في الحرب الإسرائيلية السادسة على لبنان والتي تمتلك أكثر من عشرين ألف صاروخ وسجلت صمودا أسطوريا أمام العدو الغاشم الذي استنجدت بكل الأمم لكي يخرج من هذا الوحل ليحفظ ماء وجهه ...

والقارئ لخطاب نصر الله الأخير يشعر بالفخر الكبير وهو يستمع لإنجازات المقاومة الإسلامية الباسلة والنجاحات الكبيرة التي حققتها في الحرب السادسة والقدرات التي تتمتع بها والتي أجبرت العدو على التقهقر والتراجع .

وربما اختم مقالتي هذه باقتباس من خطاب الأمين العام السيد حسن نصر الله عندما قال " إن الجيش والمقاومة قادران على حماية المياه الإقليمية اللبنانية من أن يدنسها صهيوني، لسنا مقاومة عشوائية ولسنا مقاومة غوغائية بل مقاومة قادرة ومؤمنة، تجربة المقاومة في لبنان يجب أن تُنقل إلى العالم وهي تعتمد على الإيمان والأخذ بالأسباب ، وان هذه الحرب كانت أميركية بقرارها وسلاحها وتغطيتها السياسية... لقد أوقفوا الحرب فقط من اجل إسرائيل .. "