الى المتقاتلين من فتح وحماس: اتقوا الله في شعبكم الذي يئن تحت الاحتلال وحراب الفوضى، حرام عليكم ما تقترفونه من سفك للدماء وترويع للابرياء في وطننا الجريح.

ففي ظل الاوضاع المأساوية الناجمة عن الاحتلال والعدوان والحصار “الاسرائيلي” والاقتتال الداخلي الفلسطيني تجيء اسلحتكم التي ضلت الطريق من مقاومة الاحتلال الى مقاتلة الاهل والاخوة وابناء الوطن الواحد، وفي ظل عملكم هذا الذي لن يغفره التاريخ والشعب والوطن فانكم تقودون المواطن الفلسطيني الى الكارثة، ويتفق ذلك مع وصف شبانة، رئيس الجهاز المركزي للإحصاء، الذي يؤكد ان الأوضاع التي عاشتها السلطة الوطنية في العام 2006 ولاتزال كانت بمثابة نكسة إدارية وتنموية للمؤسسة الفلسطينية.

لقد شهد العام المنصرم تراجعاً في مستوى الحياة الطبيعية وانتشار الفقر وتراجعا في دور القانون، وانحساراً في التطور والتوسع في البنية التحتية، واضطرابات إدارية وتراجعاً في الخدمة المقدمة للمواطنين، وفوضى عارمة بسبب انتشار السلاح العشوائي والفلتان الامني وضعف اجهزة السلطة لحساب الاجهزة العسكرية المسلحة للفصائل المتصارعة على السلطة وخاصة فتح وحماس.

في قراءة سريعة لتطورات العام الماضي نلاحظ ان من ابرز منجزات السلطة والحكومة الفلسطينية في العام المنصرم ارتفاع نسبة الفقر والبطالة خلال الربع الثالث من عام 2006 لتصل إلى 2.24% (بواقع 5.20% في الضفة الغربية و3.36% في قطاع غزة)، أي بنسبة ارتفاع وصلت إلى 7.5% مقارنة مع الربع الثاني من هذا العام، وسجلت ارتفاعاً بنسبة 7.6% مقارنة مع الربع الثالث من العام الماضي.

كما ان عدد الفقراء في الأراضي الفلسطينية مع نهاية النصف الثاني من عام 2006 وصل إلى حوالي 1.2 مليون شخص، وذلك بعد أن كان عددهم 3.1 مليون شخص مع نهاية العام 2005.

ومن ابرز منجزات السلطة والحكومة ايضا أن هناك أكثر من 400 مواطن فلسطيني استشهدوا نتيجة الفلتان الأمني، فيما اصيب مئات غيرهم بجروح ودمرت منازل وممتلكات خاصة وعامة باسلحة الفوضى والفتنة الداخلية. ووفقاً لبيانات الشرطة حتى نهاية الربع الثالث ،2006 ارتفع معدل عمليات السطو بأكثر من 40%، وعمليات الخطف بأكثر من 100%، وعمليات أو محاولات الانتحار بحوالي 30%، كما انتشرت ظاهرة الثأر العائلي وجرائم القتل العبثية بدعوى الحفاظ على الشرف.

لهذا نصرخ باعلى الصوت ونقول لاهل السلطة والحكومة: اتقوا الله في شعبكم ووطنكم الجريح الذي يئن تحت الاحتلال وحراب الفوضى. مفتاح 5/2/2007 -