بداية أود أن أقدم جزيل الشكر للجهود المصرية لمحاولتهم لإنهاء حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني, كما وأشكر جميع الدول العربية التي حاولت وبذلت مجهود لإنهاء هذا الانقسام.

كنت قد كتبت مقال سابق عن المبادرة اليمنية وذكرت بالمقال صعوبة التوصل لاتفاق بين كل من حركة "فتح" وحركة "حماس" وذكرت بعض العوامل التي جعلت هناك صعوبة من التوصل لاتفاق، واليوم نجد أيضا بان هناك صعوبة من التوصل لاتفاق فلسطيني فلسطيني فجميع العوامل سواء كانت داخليه أو خارجية تشير إلى صعوبة إنهاء الخلاف الداخلي الفلسطيني.

فحركة "حماس" لن تتخلى عن سيطرتها على قطاع غزة وذلك لأسباب عديدة منها:

- إن تم نجاح الحوار ومن ثم إصلاح وتشكيل أجهزة أمنية على أساس وطني من هنا سيتم إدخال ودمج عناصر حركة حماس بهذه الأجهزة والمؤسسات، فذلك الشيء لم يمنع من عمليات الانتقام التي سيقوم بتنفيذها أهالي ضحايا الانقلاب، فهل حركه "حماس" مستعدة لذلك؟

- وأيضا المصالحة ومن ثم الاندماج ستؤدي إلى ضرر حركة "حماس" فكيف ستتلقى المساعدات؟ وكيف ستتمتع فيها؟ فالمساعدات بعد ذلك ستكون للدولة وليس للحركة، فهل تقبل حماس بذلك؟ - والعامل الثالث والأهم وهو أن الرئيس محمود عباس في بداية شهر يناير سيكمل أربع سنوات على توليه منصبه (وهنا لا أريد أن أجادل بأحقية الرئاسة لمن ستكون) لكن ذلك لم يمنع حركه "حماس" بالمطالبة بان يتولى رئيس المجلس التشريعي وهو من حركتهم الرئاسة.

أما بالنسبة لحركة "فتح" فنجد أن الهدف الأساسي لها هو إحراج "حماس" بشكل اكبر أمام الدول العربية والمجتمع الدولي.

أما بالنسبة لجامعة الدول العربية نجد أنها للمرة الأولى تتحمس كثيرا لإنهاء حاله الانقسام الفلسطيني، ولكن ما مدى قوة هذه الجامعة؟ وما مدى تأثيرها على أوضاعنا؟ وهل تملك وسائل الردع إذا لم يستجب فصيل أو حركة ما؟

وأيضا هناك بعض الدول التي لا ترحب بإنهاء الانقسام فبعيدا عن إسرائيل والولايات المتحدة، فبعض الدول لها مصالح ولها أهداف تريد تحقيقها من وراء هذا الانقسام وتفعل المستحيل لعدم إنجاح هذا الحوار، فالجميع رأى مؤخرا بعض الحملات الإيرانية الموجهة لمصر بهدف إعاقة الحوار.

وهناك بعض الدول التي لا ترحب بالانقسام وهي تريد أن يكون لها دور في إنهاء الانقسام، فهذه الدول لا تريد بان تكون مصر هي رائده هذا الانجاز وهو إنهاء الانقسام الفلسطيني.

فعذرا إخوتي في فلسطين لا تفرحوا كثيرا ولا تبنوا آمالا فإنهاء الانقسام يتطلب الكثير، وبخاصة أن نأخذ قراراتنا من رؤوسنا دون الخضوع لمصالح الدول الأخرى.

بالنهاية سأعيد واكرر، بأن رغم الاختلافات والتناقضات، إلا أن الصلح وتطبيب جراح الوطن هو حاجه سياسية لكلا الحركتين وهو مطلب أساسي لأبناء الشعب الواحد

عن شبكة أمين