في البرنامج التلفزيونى الراقي والرائع الذي نادرا ما تجد له مثيلاً في الفضائيات العربية (يفضل البعض تسميها فضائيات الهيشك بيشك)، التي تخصصت في كل شئ الا الثقافة وركزت على كل شئ يغذي والاهم الغرائز الا تغذية العقل!
وان وجد شبيه له يكون الهدف منه الاثارة فقط وليس التوعية والتفكير الهادئ، اننا نقصد برنامج "حديث اخر" للمحاور الذكي والهادئ والذي يكون جاهزا لكل صغيرة وكبيرة في برنامجه انه الاعلامي"ريكاردو كرم" في قناة الفضائية اللبنانية ال بي سي وكان ضيف الحلقة الكاتب الرائع ايضا "امين معلوف" والذي قال وقال الكثير وهو يضع اصبعه على الجرح العربي بصورة عامة وكلماته تنطبق على الفلسطينيين في هذا الوقت بالذات.
وكنت قبل دقائق من هذا البرنامج قد تابعت عن كثب خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن ومن ضمن ما قاله امين معلوف: ان من واجب الكاتب الصادق والحقيقي ان يخبر القاريء عن الواقع كما هو، وان يحذر هذا المواطن من العواصف القادمة عليه فهو ليس من واجبه ان يعلمه بل ان يحذره فقط، كما ان الكاتب من واجبه انه يقول ما يعتقد انه الحقيقة لا ان يكذب على المجتمع لانه بذلك يساهم في خداعه كما يفعل الكثير من الاعلاميين والكتاب ارضاء لاصحاب المقام السامي وغير السامي !!
ومن هذا الواقع الذي يجب ان يعرف المواطن العربي بشكل خاص ونحن جزءاً منه اننا ذاهبون الى الضياع، فكما قال الكاتب امين معلوف ان عقليتنا مبنية على عقلية التطور الذي كان سائدا قبل عشرين وثلاثين عاما وليس على تطور القرن الحالي، ومن هنا تاتي اهمية الكاتب في التوعية لانه يجب ان نتطور وان نعمل على تربية الاذهان في تعليم الناس على التعايش في المجتعمات المختلفة وان نقبل الاخر لانه بدون ذلك سنبقى ندور حول انفسنا، وبدون اية نتائج تذكر، كما هو حال المجتمعات التي نعرفها ّّّ!
والاهم من هذا هو انه يجب ان نعرف كيف ندير شؤوننا بانفسنا لا ان نطلب من احد تحمل المسوؤلية بدلاً عنا، فلا احد منا يسال نفسه هذا السؤال: اي مجتمع نعمل على خلقه يجب ان نغير الكثير في موقفنا من الاخر..
الا يبدو هذا الكلام مناسبا لواقعنا الحالي الواقع الذي لا يرضى الحبيب ولا يسعد العدو !! فما على الفلسطيني الا ان يخرج من الضفة الغربية وقطاع غزة ليعرف راي العرب والعالم برمته بنا كشعب فشل في كل شيء، كشعب كما يقول الكثيرون هنا بانه علم البشر وبني المجتمعات الاخرى ولكنه لم يتمكن من بناء حجر واحد بالشكل الصحيح في بنيان دولته التي تعاني من رجيم قاسي حولتها الى اقل من دويلة !!!
وكما قال معلوف يجب ان ناخذ زمام المبادرة وان نكون صريحين مع انفسنا ولا مانع في هذه المرحلة بجلد الذات حتى نصحو من القيلولة التي يغرق بها الفلسطينيون (واولهم الاعلاميون والكتاب) تلك الغفوة التي قد تطول كغفوة اهل الكف ان هم لم يقرروا ان يسيتقظوا فان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم .....
وللحديث بقية