في الحوارات الدائرة الان حول اطلاق عملية سلمية متكاملة يتحدث المسؤولون الاميركان حول جملة من الثوابت التي من شأنها (في حال تنفيذها) الوصول الى تسوية سلمية مقبول من قبل جميع الاطراف.

يتحدث المسؤولون في واشنطن وسائر مبعوثيهم الى المنطقة عن عدم شرعية الاستيطان بوصفه العقبة الكأداء في وجه عملية سلمية جديدة... وثمة من يتحدث عن توسيع خطة خارطة الطريق لتشمل المسارين السوري واللبناني بحيث نصل الى تسوية شاملة .

الاسرائيليون لا يخفون انهم سيواجهون سياسة اميركية واضحة قد تفضي الى صدام واضح مع الادارة الاميركية علناً وعلى صفحات الجرائد .. وقد قال مقرب من الادارة الاميركية ان أي رئيس وزراء اسرائيلي ينهي حياته السياسية اذا ما اصطدم مع واشنطن .

ثمة مأزق اسرائيلي يزداد تعمقا بمرور الوقت وثمة ارهاصات تؤشر على ذلك خصوصا وان الشقة تزداد اتساعا بين اسرائيل واصدقائها من اليهود في واشنطن وهذا قد يفضي الى تراجع شعبية قادة الحكومة الاسرائيلية.

اسرائيل لن تكون عقبة في طريق السلام اذا ما ارادت واشنطن ان تضغط في هذا الاتجاه واذا ما كانت الحكومة الاسرائيلية الحالية عقبة في طريق السلام فان تأثير واشنطن على مزاج الرأي العام الاسرائيلي قد يفضي الى تغيير هذه الحكومة سواء عبر انتخابات مبكرة او عن طريق اعادة ترتيب الائتلاف الحاكم.

مشكلتنا كعرب تتمثل في الانقسام الفلسطيني وهذا الانقسام ينبغي ان ينتهي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وبغير ذلك فان أي طرف يعطل هذا الاستحقاق فهو يسدي خدمة جليلة لحكومة نتنياهو.

سواء السلطة الوطنية او حركة حماس كلاهما لا يختلفان على سقف الحل المقبول تاريخياً وهو اقامة دولة فلسطينية في حدود العام 1967 وكلاهما يسعى الى ''الحكم'' في الدولة العتيدة لذلك فان تأخير الوصول الى اتفاق خطأ يصل حد الخطيئة.

يبدأ الاميركان البداية الصحيحة عبر توجيه سهام نقدهم للاستيطان الذي يشكل العماد الايدلوجي للحكومة الاسرائيلية وبهذا يكون وقف الاستيطان الاختبار الحقيقي لجدية الولايات المتحدة في ايجاد حل عادل.

عن صحيفة الرأي الأردنية