كنت قد بدأت بكتابة هذه المقالة عن موضوع إضراب العاملين في الجامعات وطريقة تعامل الجهات الرسمية مع هذا الإضراب ولكن وقبل أن أصل إلى منتصف هذه المقالة جاءت وكالات الأنباء المحلية لنشر الخبر عن تعليق الإضراب لمدة عشرة أيام كبادرة حسن نية من قبل العاملين ( بارك الله فيهم ) مما اجبرني على إدخال تعديل على المقالة ولكنه طفيف، فلقد علل هذه الخطوة التي كان يجب أن تأتي بعد يوم واحد من بدء الإجراءات قبل ثلاثة أسابيع عبد الجواد الأطرش رئيس اتحاد العاملين في جامعات وكليات فلسطين " أن هذا القرار جاء بناء على الجلسة التي عقدها أركان الاتحاد مع اللجنة الوزارية المشكلة من قبل مجلس الوزراء، والتي تم فيها الاتفاق على تشكيل لجنة مكلفة بتدارس أوضاع العاملين وحل مشكلتهم في أسرع وقت ".
وأضاف الأطرش: "إن تعليق الإضراب خلال هذه الفترة سيكون فرصة جديدة لإيجاد حلول مناسبة وعادلة لقضية العاملين في الجامعات والكليات الحكومية ".
وقال د. امجد برهم، رئيس مجلس الاتحاد "لسنا من هواة تعطيل المسيرة الأكاديمية للجامعات ولكننا اضطررنا إلى ذلك بسبب سياسة التسويف والمماطلة التي انتهجتها وزارة التربية والتعليم العالي ومجلس التعليم العالي".
الغريب في هذا الإضراب والذي تجاوز أسبوعه الثالثة انه لم يحظى بأي تحرك معلن كما لم يحظى بأي تغطية في وسائل الإعلام المحلية، وكأن الجامعات والطلاب ليسوا على هذا كوكب، وفي محيط التقاط موجات هذه الوسائل التي فعلا لا نعرف ماذا تغطي..!! ولو لم يكن لدي البعض من الأصدقاء بنات وأبناء في الجامعات لما عرف أحد بالمعاناة، هذه المعاناة التي وصلت قمتها لدى العائلات عندما بدأت الأصوات تتعالى وكان الفصل قد ضاع..!
وكما قال صديقي المحاضر في أحدى الجامعات المحلية يبدو أن التعلم ليس على سلم أولويات الجهات الرسمية أو أن هناك إجماعا غير معلن عن تجهيل الشعب.
إن هذا التصرف غير المسؤول من قبل جميع الجهات ( أولها وزارة التربية والتعليم والتي بحق تعتبر كارثة على التعليم في فلسطين وهي تتخبط كل عام بقرارات لا يمكن تفسيرها، والله يستر طلاب الثانوية العامة لهذا العام من قرارات الوزارة) المنوط بها مهمة إنهاء مثل هذا الخلاف أو مثل هذه التعقيدات المتوقعة في الجامعات دليل آخر على طريقة الاستخفاف التي يتم التعامل بها في بعض القضايا المصيرية بالنسبة للشعب الذي تربى على مقولة انه الأكثر تعلما من بين شعوب العرب..!
كما أن الجامعات والنقابات أيضا غير بريئة من طريقة تعاملها مع هذا الوضع فهي فشلت في تجنيد الرأي العام، وأصبح صراعها باهتا لا لون ولا طعم لها، هبط علينا من السماء !! وكأنها تتحرك في مربع مغلق معروف حدوده وزواياه..!! وهم بهذا لا يختلفون عن بقية طبقات المجتمع خاصة إذا ما علمنا أن بعض الجامعات بحاجة إلى عملية ترتيب من الداخل قبل أن يتم فيها تطبيق قانون التوريث، حيث الأب والزوجة والابن وبعد قليل الحفيد كلهم يتداولون المناصب الهامة..
ليس هكذا نرفع مستوى التعليم العالي في فلسطين الذي يحتاج إلى إعادة نظر فيه وإعادة ترميم وتأهيل حتى نستطيع أن نقول أن المناهج تتناسب مع حاجات العصر القادم وتلبي رغبات الجيل الجديد أو الأجيال....
وحديثنا له بقية