قبل أربعة وثلاثين عاما , أعلن عن يوم الأرض ,ضد ممارسات الدولة العبرية , لتهويد الجليل من خلال مصادرة أكثر من مليون دونم من أراضى الفلسطينيين في المثلث والجليل والنقب, وأعلن في حينه المجرم ( يسرائيل كيننغ) الصهيوني عن مخطط تطوير الجليل , الذي هدف إلى تحقيق ديموغرافية يهودية على الأرض في تلك المنطقة , التي يسكنها أكثر من 80 بالمائة من الفلسطينيين, فهب شعبنا في هذه المناطق وبالتحديد في سخنين , وأم الفحم وكل مناطق أل 48 ,لإفشال هذا المخطط التعسفي التصفوى , وتم تأسيس لجنة الدفاع عن الاراضى في العام 1975 التي قامت بتنظيم الاحتجاجات والمهرجانات الشعبية ضد مواصلة دولة الاحتلال الصهيوني في مصادرة الاراضى , وعلى أثر ذلك تم الإعلان عن الإضراب الشامل في كل الاراضى الفلسطينية لأول مرة منذ احتلال فلسطين عام 1948 وسقط الشهداء والجرحى واعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني العشرات من الشباب المنتفض ضد البلطجة الصهيونية, وكان الرد الصهيوني عنيفا جدا , فكانت حصيلة المواجهات آنذاك استشهاد ستة مواطنين وإصابة أكثر من مائة جريح واعتقلت نحو خمسمائة شاب وفتى فلسطيني.

واليوم ما أشبه بالبارحة, فما يجرى اليوم في مدينة القدس والخليل وبيت لحم من هجمة شرسة صهيونية , لتهويد الأرض الفلسطينية , وتفريغها من سكانها الأصلين واستملاكها لصالح المستوطنين المجرمين الصهاينة ومحاولة محو كل المعالم الفلسطينية الإسلامية المسيحية وتهويدها في ظل الحالة البغيضة السوداء التي تشهدها الساحة الفلسطينية , بسبب الانقسام والتواطىء الغربي , والتخاذل العربي.

قبل أيام قليلة تم تدشين اكبر كنيس في العالم ( كنيس الخراب) بجوار المسجد الأقصى , استعدادا لبناء هيكلهم المزعوم وتدمير المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية .

أما أن الأوان ليصحوا الضمير العربي , وترتقي الحالة الفلسطينية إلى مستوى الحدث , بتجاوز الخصام والعداوة واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية , التي طالما نادي بها الرئيس الخالد الشهيد ياسر عرفات ( أبو عمار) على قاعدة تعزيز صمود شعبنا والتمسك بحقوقه المشروعة في وجه الممارسات العدوانية الصهيونية.

إن التهجير الذي تعرض له شعبنا الفلسطيني قبل اثنين وستون عاما ظل متواصلا , من خلال طرد السكان المقدسيين من منازلهم وأرضهم, والعالم لم يحرك ساكنا ضد الممارسات العنصرية من قبل دولة الاحتلال الصهيوني.

فلتتضافر الجهود الرسمية والشعبية , تحت هدف وشعار واحد , لنجعل كل يوم (يوم للأرض ) كرمانا للشهداء والجرحى والأسرى ممن سفحوا شبابهم وأجمل سني حياتهم في السجون, فلنحافظ على ذكراهم , نحافظ على ثوابتنا وأراضينا ,و لنترك الخلافات والخصومات و المناصب الوهمية والكراسي الفارغة .

وكما قال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ( ماأخذ بالقوة لايسترد الابالقوة) وما ضاع حق ووراءه مطالب .. فستبقى الذاكرة الفلسطينية حية .. وستبقى الأرض ارض .. وستبقى فلسطين فلسطيننا , حتى لوهودت شبرا شبرا ,,ستبقى إلى أبد الآبدين ارض عربية فلسطينية .

كل التحية والتقدير لشهدائنا الأبرار الذين سقطوا في ذكرى يوم الأرض الخالد.