1- لجنة فينوغراد ستعلم ايهود اولمرت كيف تدار الحرب. ولكن مسألة ما العمل لمنع الحرب القادمة يتعين على اولمرت ان يتعلمها وحده. ثغرة النجاة الوحيدة التي لديه من سقوطه المحتم هي منع الحرب القادمة.
وكمن أيد فك ارتباط ارئيل شارون وتعهد بمواصلة طريقه حتى بطريق الانطواء (الى حدود 1967)، فان المسألة هي هل مستعد هو للمبادرة بدون ابطاء الى مفاوضات مع دول عربية، بما فيها سوريا، على أساس الخطة السعودية؟ هذه هي الخطة الافضل التي عرضها العرب علينا في اي وقت مضى. إذ ان كل تفاصيلها مشروطة بالاتفاق المتبادل. دول الاسلام المعتدل تخشى الاسلام الحماس بقدر لا يقل عنا، وعلى اسرائيل أن تستغل هذه الثغرة للتسوية. واذا كانت لديه الشجاعة، فليجرب ذلك. الزعيم الذي لا يعرف كيف يدير الحرب وكذا لا يعرف كيف يحث السلام، فليذهب الى البيت.
2- حرب لبنان الثانية لم تكشف فقط عن ضعف الجيش بل كشفت ايضا عن ضعف قيادات الدولة التي بحكم مناصبهم يفترض أن يوجهوا الجيش على تنفيذ السيناريوهات الممكنة في اثناء الحرب. واذا كان هناك في اي مرة في اسرائيل وضع داخلي يحتاج الى قوى جديدة فهذه هي اللحظة. ليس لمزيد من الخلطات، وليس لمزيد من احتجاجات الصالونات في ميدان رابين ووضع من عشية الحرب الدائمة. بل تحول حقيقي.
بعيون شديدة الشوق نبحث عن بديل، ولا نرى حملة علم الثورة والتغيير. لدينا سياسيون ينكلون بالجمهور على طريقة نصف شاي نصف قهوة. لا يحتمل وضع تدعو فيه تسيبي لفني اولمرت الى الاستقالة وفي نفس الوقت تبقى تعمل تحت إمرته. او ايهود براك، الذي يدعو رئيس الوزراء الى الاستقالة مع ذلك يكون مستعدا لان يكون وزير دفاع لدى رئيس وزراء "يجب تغييره" ولكن يمكن ان يبقى حتى الانتخابات القادمة في 2008.
معظم اعضاء الكنيست يعارضون الانتخابات. الخوف من فقدان الكرسي اصبح قيمة سياسية عليا. وعندما يقول منتخبو الشعب انه في الانتخابات قد يأتي احد ما اسوأ من اولمرت، فهذا دليل على أن النظام مخلول وبحاجة الى اصلاح في النظام الانتخابي. ومع هذا القدر الكبير من لجان التحقيق من خلفنا، مرغوب فيه أن نقيم لجنة تحقيق مطلقة واحدة لايجاد نظام يكون فيه بدل الافضل للطيران، الافضل للسياسة. لنوع من السياسة تجعل لجان التحقيق في الدولة لا داعي لها.
3- يوم الخميس القادم تحل الذكرى الثلاثين لـ "التحول التاريخي". وأحد لن ينسى ما حل بالكثيرين منا عندما نبست شفتا حاييم يفين عن كلمتي "سادتي، تحول!" بعد ثماني هزائم في الانتخابات، حظي أخيرا مناحيم بيغن بالحكم. وهو نفسه فوجيء بحيث لم يصل الى متسودات زئيف الا بعد أن تبين له بانه لا يوجد هنا اي خطأ. ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم، وباستثناء بعض التوقفات، أعطى الليكود النبرة في هذا العصر، بنى المستوطنات، ولكن ايضا أزال مستوطنات في اتفاق السلام التاريخي مع مصر.
ولكن ما بدأ كعصر الرسمية والبراءة تعفن بعد انصراف بيغن وشامير. خلفائهما، بنيامين نتنياهو وشارون اعطيا الزخم لحكم الميادين، الرعاع والخلطات ودهورا الدولة الى انهيار منظومات القيم. من الصعب أن ننسى السؤال البياني لليمور لفنات في مركز الليكود "هل انتخبنا من أجل ان نوزع الوظائف؟"، "نعم"، هتف الالاف بالاجماع. البلاد مليئة بالبشائع (أتذكرون عوزي كوهين من رعنانا مع شعاره "لديك مشكلة؟ عوزي يرتب الامور ذلك"). بيبي أدخل الى منظومات السلطة مستطلعي الرأي العام من الخارج، او خبراء العلاقات العامة، المستشارين الاستراتيجيين، حكم الخلطات واجواء الكراهية والتحريض ضد الخصوم، فيما هو نفسه يلعب في دور الدولة هي أنا.
وبعده جاء شارون مع حدث اختطاف الميكروفونات ومناكفة دافيد ليفي الذي قلب مؤيدوه الطاولة في احدى جلسات المركز. أنظمة الحكم ديس فيها حين ملأ مئات اعضاء المركز كل يوم الكنيست ومارسوا الضغط الجسدي المعتدل على النواب لحث شؤونهم. في الثلث الاخير من سنوات التحول انكشفت منظومة فساد وافساد في السلطة. وليس صدفة أن ثلاثة خلفاء بيغن، الطاهر بين السياسيين، بيبي، شارون واولمرت، وغيرهم هنا وهناك شخصيات مثل ابراهام هيرشيزون والرئيس موشيه قصاب، هم قيد التحقيق البوليصي. عصر الليكود أدخل المجتمع الاسرائيلي في اليأس. ويفين، الذي اعلن هذا الاسبوع انه سيستقيل من البرنامج التلفزيوني "مباط"، لن يكون قريبا في الجوار كي يعلن "سادتي، تحول!". - هآرتس 11/5/2007 -