ترى هذه السطور النور وكل ولد في دولة اسرائيل يعلم كما يبدو من انتُخب ليكون الزعيم القادم لحزب العمل أو أنه ستُجرى "جولة ثانية". انها تنزل للطباعة والصراع السياسي في أوجه.
مرة، قبل سني جيل، كانت توجد أهمية كبيرة، في الدرجة العليا، لسؤال من يُنتخب في العمل – لانه كان من يُنتخب هناك يصبح تلقائيا تقريبا زعيم الدولة. الآن، الزعيم الذي انتُخب أمس (أو سيُنتخب بعد اسبوعين) ليس من المؤكد أن يكون الزعيم، بعد ثلاث أو اربع سنين. هذا حزب يأكل زعماءه، وليكن ما كان من انتُخب أو من سيُنتخب.
من المهم أن نقول له الآن، انه الى جانب اعماله الوطنية، عليه أن يُعيد بناء الحزب الذي انتُخب (أو سيُنتخب) ليرأسه، أو أن يُقيمه في الحقيقة من جديد – أن يقرر له عقيدة جديدة، وأن يبني قمة القيادة، وأن يفتح فروعا، وأن يُدخل وجها قيميا، وعقائديا، في الصراعات التي تلخصت الى الآن بأسئلة من الذي يملك قدرا أكبر من الأوسمة على الصدر أو عقلا في الرأس. على هذا الحزب المتهاوي – مثل الليكود ايضا – أن يُعيد بناء الأنقاض. أن يُنهض غدا في الصباح وأن يُبدأ من البدء.
قمة الوقاحة
مُغضب، ومثير، وفاضح الاعلان بنية بيع جزء من مجموعة عاديّات موشيه ديان بثمن يزيد على مليون دولار، في اطار المبيعات العلنية لـ "سوتبي". ولكن لا يوجد من تُوجه اليه الدعاوى – لا لمتحف اسرائيل، ولا لبيت المبيعات. فهذان يسلكان سلوكا صحيحا وكما يقتضي القانون.
يمكن أن تُوجه الدعاوى فقط الى الميت، الى موشيه ديان – والى أنفسنا، الى اولئك الذين كانوا هنا، في اسرائيل، في الستينيات والسبعينيات. ماذا قيل وماذا نقول؟ كنا شهودا على أعمال موشيه ديان، التي لو حدثت اليوم لكانت قادت هذا الرجل الى الغرف الصحيحة في سجن الرملة ولسنين طويلة. استعمل الرجل مروحيات لسلاح الجو – لا يُصدّق! – من اجل نقل مسروقات العاديّات من مواقع العاديّات الى بيته.
مثل كثيرين عاشوا في تلك الايام أشعر بالخزي والخجل: لقد صمتنا. رأيت مرة في مجموعة صور أوري، وهو قائد وحدة طيران مروحيات، صورا لنقل عاديّات مسروقة كهذه، وفكرت – كم هذا فظيع – وأن هذا عمل مشاغب ولطيف، وحسن. أليس كذلك؟.
من المؤسف جدا أنهم لم يصادروا في يوم موت ديان مجموعة العاديّات هذه وتركوها للبيع، وهكذا تدحرجت لتُباع في "سوتبي" في الزمن القريب. لو صودرت آنذاك، لما كنا نكتب كما يبدو هذه الكلمات القاسية اليوم.
تبين موشيه ديان في موته كمن كان في حياته – طماعا، استخف بالعالم كله.
اهود أ، اهود ب صورة كأنها من عالم آخر كُشفت أول أمس مساءا في عرس عائلتي ايتسيك وحانين آل: اهود أ (اولمرت) جلس الى الطاولة مع اهود ب (براك) وبقي للناظر ناحية أن يفكر: لو كان لاهود الاول "السحر" و"اللطف" والتجربة السياسية للثاني، ولو كان لاهود الثاني التجربة الأمنية السياسية و"الرأس" التحليلي والقدرة على القيادة لاهود الآخر. لكان ربما يوجد لنا اهود واحد لكنه يكون زعيما كاملا.
ماذا بقي لنا؟ أن نحلم فقط. - يديعوت 29/5/2007 -