الرياض - قال رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) في مقابلة مع صحيفة "الحياة" اللندنية أن السلطة الفلسطينية اقترحت خلال الاتصالات الدولية والعربية عقد مؤتمر دولي في القاهرة لحل القضية الفلسطينية وتطبيق "خريطة الطريق", مشيراً إلى أن بريطانيا متحمسة لعقد هذا المؤتمر في حين أن الولايات المتحدة ما زالت مترددة في شأنه وذكر أن الاتصالات جارية مع مختلف الاطراف لتأمين موافقة على عقده. ونفى "ابو مازن" أمس في الرياض وجود أي اتفاق فلسطيني - اسرائيلي او أنه يجري الاعداد لمثل هذا الاتفاق, وذلك في رد على سؤال عن نصيحة الولايات المتحدة بعدم الاسراع في عقد اتفاق اسرائيلي - فلسطيني جديد. واشار إلى أن الاتصالات الدولية الكثيرة التي جرت مع القيادة الفلسطينية تستهدف العمل على الاسراع بتنفيذ "خريطة الطريق" وستعمل على تطبيقها "واذا امتنعت اسرائيل عن تطبيق التزاماتها فلا بد من ضغط محلي اسرائيلي وضغط دولي". لكنه اضاف: "لا اعرف الى ما سيؤدي هذا الضغط", معربا عن اعتقاده بأن هناك فرصة تلوح حالياً لتنفيذ خريطة الطريق للوصول إلى الاهداف الوطنية الفلسطينية.

واعلن "ابومازن" انه في حالة فوزه بانتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية فإنه "لن يحل الحكومة الحالية بل ستبقى تمارس مهماتها إلى حين اجراء انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في منتصف العام المقبل". وذكر انه يجري حالياً العمل على ضبط الانفلات والفوضى الامنية من خلال توحيد اجهزة الأمن الفلسطينية ودمجها في ثلاثة اجهزة هي المخابرات والامن الوطني والامن الوقائي. وأكد انه في سعيه الى ضبط السلاح وترتيب اوضاع البيت الفلسطيني من الداخل "سيحرص على عدم الدخول في صراع داخلي مع التنظيمات الفلسطينية". وأعرب عن ارتياحه وسروره الشديدين لمحادثاته مع قادة المملكة يوم أول من أمس الاثنين وأوضح أن الوفد الفلسطيني لم يتقدم بأي مطالب للمملكة "لأنهم يلبون احتياجاتنا بشكل دائم ومستمر والدعم السياسي والمالي والاقتصادي من المملكة للشعب الفلسطيني لم ينقطع أو يتوقف حتى نطالبهم بشيء".

من جهة اخرى, اكدت مصادر اسرائيلية أن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ارجأ إقرار المسار الجنوبي لـ"الجدار الفاصل" الذي تقيمه اسرائيل داخل الضفة الغربية حتى "يتسنى له ضم تكتل غوش عتصيون الاستيطاني" الضخم الممتد بين جنوب القدس (وسط) ومدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. واوضحت ان شارون يريد طرح التعديلات على جدار الفصل للمصادقة عليها في الحكومة "كرزمة واحدة" لان من الافضل, حسب تعبيره, "طرح تخطيط كامل واظهار المناطق التي لن نضمها وتلك التي سنضمها (الى اسرائيل) في المحادثات مع الادارة الاميركية". واشارت المصادر الى ان قرار شارون, "تأخير" عرض المسار المعدل يأتي "لاعتبارات سياسية تأخذ في الحسبان تداعيات ذلك على القيادة الفلسطينية الجديدة".

الى ذلك, هدمت اسرائيل امس خلال عدوان عسكري 12 منزلاً في مخيم خان يونس ومنزلين آخرين في الخليل وجرحت 14 فلسطينياً بعد ذلك خلال اجتياحها حي الشجاعية في مدينة غزة, كما جرحت خمسة فلسطينيين في بلدة بعلين قرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية.