رام الله - وفا- عقدت اللجنة التنفيذية وممثلي فصائل منظمة التحرير اجتماعاً برئاسة الرئيس ياسر عرفات، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية،في رام الله مساء اليوم، وذلك لبحث التطورات الراهنة والأوضاع على الصعيد الوطني الفلسطيني، وكذلك على الصعيدين العربي والدولي. . ولم يتمكن عدد كبير من أعضاء القيادة الفلسطينية من المشاركة بسبب منعهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تطوق مقر المقاطعة بطريقة استفزازية وخطيرة.
وقد اعتبرت اللجنة التنفيذية، إن ما يحدث بجانب استمرار بناء جدار العزل العنصري يدمر فرص الحل السياسي, ويمنع تنفيذ خطة خارطة الطريق، ولمنع إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف, كما يعطل إمكانية استئناف الحوار والتفاوض بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
وحذرت اللجنة التنفيذية من مخاطر التعامل مع خطة الفصل الأحادي على أساس الحدود التي يرسمها جدار العزل العنصري, وأية مباحثات تجري حول هذا الموضوع وفي غياب ممثلي الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية.
وأكدت اللجنة التنفيذية، على مسؤولية السلطة الفلسطينية عن جميع الأراضي الفلسطينية ضمن حدود 1967, وباعتبار أن الضفة وغزة بما فيها القدس الشريف تشكل وحدة جغرافية واحدة, ولا يمكن القبول بتمزيقها أو تقسيمها تحت كل الظروف والاعتبارات. . كما أكدت اللجنة التنفيذية على رفضها التام لأية ترتيبات خارج إطار عملية التفاوض حولها والمتفق عليها بين الطرفين الرئيسيين الفلسطيني والإسرائيلي تحت إشراف اللجنة الرباعية الدولية. وطبقاً لمبادرة السلام السعودية التي تبنتها القمة العربية في بيروت وطبقاً لقرارات الشرعية الدولية.
كما حذرت اللجنة التنفيذية، من أية مشاريع من نمط حل انتقالي جديد وطويل الأمد, لأن هدفه هو التمهيد لخطة شارون وتشريعها وإعطائها الغطاء تحت ذريعة أنها مجرد ترتيب إنتقالي، بينما هي في حقيقة الأمر خطة لتطبيق مشروع شارون في إقامة الكنتونات وجزر العزل العنصرية, وكذلك ما قامت به القوات الإسرائيلية بإقتحام بعض البنوك ومصادرة الأموال منها، مما يعتبر إنتهاكاً لجميع الشرائع والقوانين الدولية، ومحاولة مفضوحة للمساس بالأوضاع الإقتصادية التي تواجه شعبنا جراء العدوان الإسرائيلي العنصري والمستمر والمتصاعد.
إن القيادة الفلسطينية تحذر أيضاً من الانخداع بالمزاعم الإسرائيلية حول الانسحاب من قطاع غزة, وترى في ترتيبات الاحتلال الإسرائيلي بشأن القطاع وخاصةً إقامة مناطق عزل حول القطاع وحدوده مع مصر الشقيقة إنما غرضها تحويل القطاع الى سجن كبير معزول ومطوق تتحكم إسرائيل في مصيره ومعابره ومختلف مناحي الحياة فيه. إن أي إنسحاب يجب أن يكون كاملاً بما في ذلك من الحدود مع العالم الخارجي وإنهاء الإستيطان, وعلى أساس خطة تضمن إنهاء الإحتلال عن جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ حزيران عام 1967 بما فيها القدس الشريف وطبقاً لقرارات الشرعية الدولية.
إن القيادة الفلسطينية تؤكد من جديد إستعدادها الكامل لتنفيذ جميع إلتزاماتها الواردة في إطار خطة خارطة الطريق, وكذلك العمل لتطبيق المشروع الأمني الذي يتطابق مع عناصر وأهداف هذه الخطة. وتأمل أن يكون موقف اللجنة الرباعية الدولية متحركاً وإيجابياً وسريعاً في التعامل مع هذا التوجه الإيجابي. وإن القيادة الفلسطينية تؤكد أهمية التدابير التي اتخذت لمتابعة عملية عرض قضية الجدار على محكمة العدل الدولية، بما في ذلك تحرك هيئات عربية ودولية ومنها إتحاد المحامين العرب, والبلديات الفلسطينية التي تعرضت للضرر الفادح، بسبب جريمة جدار العزل العنصري في إقتطاع أجزاء من أرضها, وتعطيل عمل مؤسساتها بما فيها المدارس والمستشفيات والمعامل والمزارع ومختلف مناحي الحياة.
كما وأن القيادة الفلسطينية تدين بشدة إغتيال الأخ المناضل خليل الزبن, وإعتبرت أن هذا العمل الإجرامي يمس بالوضع الأمني الداخلي ويؤكد على ضرورة الإستمرار في التدابير الإستثنائية، لوقف كل أشكال التعديات الأمنية, مع أهمية التحرك العاجل من جانب أجهزة الأمن للقبض على الجناة وتقديمهم الى العدالة. . وتدعو القيادة الفلسطينية الى المزيد من تضافر جهود جميع المؤسسات والأجهزة, وكذلك تعاون مختلف القوى الوطنية معها لضبط الأمن الداخلي وإزالة كل العوائق التي تعترض سبيل هذا الهدف.