القدس ــ ا.ف.ب: يرى المحللون ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون وازاء تشديد واشنطن على ضرورة وقف توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، قد يجد نفسه مضطرا للامتثال الى المقاربة الاميركية التي تعتبر الانسحاب من غزة مجرد مرحلة نحو قيام دولة فلسطينية قابلة للاستمرار.
وبالرغم من ان شارون سعى جاهدا الاثنين خلال زيارته لجورج بوش في مزرعته في كروفورد (تكساس) لتأكيد عدم وجود خلافات في وجهات النظر مع الرئيس الاميركي، الا ان هذه الخلافات ظهرت بشكل جلي.
وقال المحلل الاسرائيلي عكيفا الدار لوكالة فرانس برس "ان الاميركيين ليسوا مسرورين لانهم لا يعارضون فحسب موقف شارون حول توسيع مستوطنات الضفة الغربية، بل هم يخشون ايضا ان يكتفي رئيس الوزراء بالانسحاب من قطاع غزة ويجمد فيما بعد عملية السلام مع الفلسطينيين".
وتابع "انهم يريدون بالتالي التأكد من ان رئيس الوزراء لن يتوقف عند هذا الحد"، مشيرا الى ان "الانسحاب امر حاصل بنظر بوش، ويجب اعتبار قمة كروفورد بمثابة اجتماع لما بعد الانسحاب".
وكتبت صحيفة يديعوت احرونوت في افتتاحيتها "ان ادارة بوش مقتنعة بان اجلاء المستوطنين من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية سيكون له وقع زلزال في المنطقة وسيشجع التوصل الى اتفاق سياسي مع الفلسطينيين".
وكانت ادارة بوش ابدت استياء في تشرين الاول الماضي بعد ان صرح دوف فايسغلاس اقرب مستشاري شارون ان "المغزى من خطة الفصل هو تجميد العملية السياسية".
وقد ذكرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس شارون بذلك خلال لقائهما في تكساس فور وصول رئيس الوزراء الاسرائيلي مساء الاحد الى الولايات المتحدة.
وقال مسؤول كبير في الخارجية الاسرائيلي ان رايس اغتنمت الفرصة لتعبر لشارون عن استياء بلادها لمواصلة الاستيطان في الضفة الغربية ولعدم قيام اسرائيل بمزيد من الجهود لمساعدة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يواجه صعوبة في فرض النظام والامن على الارض.
وتأتي اعادة التأكيد الحازمة للموقف الاميركي التقليدي بشأن الحركة الاستيطانية على خلفية الزيارة المرتقبة لعباس الى واشنطن في ايار المقبل مبدئيا.
ويشير المعلقون الاسرائيليون الى ان بوش يريد طمأنة عباس حول هذا الملف الخطير ومساندته علنا قبل الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقررة في 17 تموز .
واضاف الدار كاتب الافتتاحية في صحيفة هآرتس ان "ادارة بوش لا تتمنى اطلاقا فوز حركة حماس في هذه الانتخابات"، مذكرا بالنجاح الذي حققته الحركة الاسلامية في الانتخابات البلدية الجزئية التي جرت اخيرا في الضفة الغربية وقطاع غزة.
واشار المحللون الاسرائيليون الى ان مشاريع شارون الاستيطانية تهدد بطعن "رؤية" بوش التي عرضها في حزيران 2002 لتسوية نزاع الشرق الاوسط، وهي رؤية تتضمن قيام دولة فلسطينية "قابلة للاستمرار".