رام الله - لم تكد مراسيم اعلان خطوبة الأسيرين نزار التميمي وأحلام التميمي تنتهي، حتى بدا الانشغال ظاهرا على أهالي العروسين حول الكيفية التي يمكن من خلاله ايصال ذبل الخطوبة للعروسين داخل سجن كل منهما، خاصة وان العروس نزار يمضي حكما بالسجن المؤبد في سجن عسقلان وعروسه احلام تمضي حكما بالسجن 16 مؤبدا في سجن تلموند.

ويتشاور اهالي العروسين بشأن استكمال اجراءات الخطوبة وكتابة الكتاب، بعد الانتهاء من مراسيم "الطلبة" وموافقة والد العروس وعمها على هذه الخطوبة وقراءة الفاتحة بشكل رسمي امس بحضور ومشاركة شخصيات من خارج القرية وداخلها. وكان اهالي النبي صالح شمال غرب رام الله احتفلوا أمس بحفل إعلان خطوبة هي الأولى من نوعها، حيث أجريت كامل الإجراءات المتبعة لإتمام هذه الخطوة وسط فرحة لم ينقصها سوى مشاركة العروسين الأسيرين.

وعلى الرغم من غياب العريسين الا ان النسوة في القرية اقمن حفلة في منزل العروس أحلام ورددن الاغاني الوطنية والأغاني الخاصة بالأسرى والمعتقلين والامل يحدوهن بأن يتم اتمام حفل الزواج عقب الإفراج عنهما.

وحرمت قيود الأسر التي يعيشها الأسيران نزار وخطيبته، اهاليهما من تقبيلهما والمباركة لهما بهذه الخطوبة، ولكن معالم الفرح بدت واضحة على الحضور لأنهم يدركون ان نزار واحلام فرحا لهذه المناسبة بعد ان تم اخبارهما بترتيبات اقامة هذه الحفل في وقت سابق من الاسبوع الماضي.

ويقول محمد التميمي شقيق الأسيرة احلام "لقد تمت زيارة شقيقتي أحلام يوم الاثنين الماضي حيث تم اخذ رأيها في الخطوبة مثلها مثل أية فتاة وبعد ان ابدت الموافقة على العروس تمت المباشرة بترتيبات اقامة حفل اشهار الخطوبة.

وجرت مراسم "الطلبة" في ديوان آل التميمي في القرية البالغ عدد سكانها نحو 500 نسمة حيث شارك مواطنون من قرى مجاورة في هذه "الطلبة " في حين توجهت النساء الى منزل العروس وبدأن بالغناء.

وتقول زوجة محمد التي كانت من بين النساء المحتفلات لهذه المناسبة "الخطوبة جرت كأي عرس آخر ولم ينقصه سوى وجود احلام ونزار بيننا ".

وحسب المتعارف عليه في اجراء مراسم الخطوبة فان ما تعرف بـ "الجاهة" تتوجه الى منزل والد العروس وتطلب يدها من ابيها الذي يرد امام الحضور بالموافقة حيث تتم قراءة الفاتحة وتوزيع الحلوى لاشهار الخطوبة امام الحضور. ويقول محمد " كنت اتمنى لو ان اختي احلام ونزار موجودان معنا، ورغم ذلك فرحنا واجزم انهما فرحا بهذه الخطوة ". واشار محمد الى ان التفاصيل التي تتبع قراءة الفاتحة قيد التحضير حيث من المقرر ان يتم شراء "ذبل الخطوبة" والتفكير بوسيلة لايصالها لهما داخل السجن.

ومن بين المقترحات التي يناقشها اهل العروسين هو امكانية الاستعانة بالصليب الاحمر الدولي للقيام بمهمة ايصال "الذبل" للعروسين، إضافة الى بحث امكانية ترتيب لقاء يجمع العروسين معا كي يقوم نزار بتلبيس عروسته" ذبلة" الخطوبة. ويقول د.سمير شحادة والد العريس اننا نبحث في كل الخيارات لإنجاز ذلك، مؤكدا ان ما جرى يؤكد ان شعبنا يصنع من الألم حياة جديدة.

وامضى الاسير نزار الذي يبلغ من العمر حاليا 32 عاما، فترة 12 عاما من حكمه بالمؤبد والذي صدر بحقه بعد اعتقاله بتاريخ 9/11/1993، في حين أن الأسيرة احلام التميمي أمضت 4 سنوات من حكمها بالمؤبد ست عشرة مرة.- الحياة الجديدة -