عقدت الكنيست جلسة خاصة لمناقشة عملية إنسحاب الجيش الإسرائيلي وتفكيك المستوطنات من قطاع غزة. وشارك في النقاش بإسم الحكومة الإسرائيلية الوزير مئير شطريت ونائب وزير الدفاع زئيف بويم.
وكان أول المتحدثين بعد وزراء الحكومة النائب د.أحمد الطيبي (كتلة الجبهة والعربية للتغيير) الذي بدأ كلامه قائلاً: " على عكس كل المتحدثين فأنا لست شريكاً في أي من مشاعركم الحزينة لخروج المستوطنين. إنهم لا يستحقون الرحمة لأنهم ليسوا الضحية بل إنهم الجلاد. هؤلاء المستوطنين هم الذين ألغوا الآخر الفلسطيني وإستبدلوه في أرضه وبيته. إحتلوا الزمان والمكان. أين كنتم عندما هدمت آلاف المنازل في رفح؟ أنتم الآن تقومون بأكبر مسرحية إعلامية في محاولة لتعظيم الحدث وإبراز "المعاناة". أي معاناة هذه؟ هل صورة الطفل المستوطن مع صحن على مائدته قبل الخروج في سيارة مكيفة إلى "فيل"ا أخرى داخل إسرائيل هو الألم؟ أم أن الألم يجتاح شاشات إعلامكم فقط عندما يكون يهودياً .
وأين كنتم عندما سقطت أسقف المنازل على رؤوس الأطفال الفلسطينيين فقتلوا دون أن تكون هناك أي عدسة تلفزيونية تصور ملامح الأم الفلسطينية الثكلى لأنكم
وصمتوها بالإرهاب وقتلتم أطفالنا بإدعاء "الدفاع عن النفس".
أقول لكم بصراحة: "هذا الإخلاء كان سلساً بصورة نسبية. كان سهلاً بالنسبة للجيش ولم يكن غاية في الصعوبة كما توقعتم وكما أردتم. ولذلك يجب أن يستمر هذا الإنسحاب في الضفة الغربية والقدس أيضاً. تقولون أن هذا نزوحاً مؤلماً..إنكم تزيفون التاريخ..فأنتم عانيتم "الإكسودوس" قبل عشرات السنين ثم أوقعتم ألم النزوح واللجوء في الشعب الفلسطيني عام 48 ثم عام 67 . كان ذلك نزوحاً حقيقياً ولجوءاً غايةً في المعاناة لأناس فقدوا بيوتهم وإفترشوا الأرض وإلتحفوا السماء أللهم إلا إذا حالفهم الحظ ووجدوا خيمةً يتظللون بها. وأنتم اليوم تخرجون من "فيللكم" الفارهة في غزة لتنتقلوا إلى بيوت فارهة أخرى داخل دولتكم".
وتوقف النائب الطيبي عند الكلام عن تطوير النقب والجليل وحذر من أن يكون ذلك على حساب المواطنين العرب داخل إسرائيل كما كان في الماضي. وإستغرب د.الطيبي وصول الشرطة وأفراد الجيش إلى المستوطنات من دون سلاح أو حتى عصي في حين أطلقتم النار بغزارة من الخلف على متظاهرين عرب في وادي عاره والجليل وقتلتموهم فقط لأنهم عرب.
وأنهى د.الطيبي خطابه قائلاً: "أنا قادم من غزة وأقول لكم ما يقوله كل فلسطيني هناك: أخرجوا من أرضنا ومن جونا ومن برنا فالأرض ليست أرضكم بل الأرض هي أرضنا..أخرجوا منا".