القدس المحتلة ـ ا ف ب: يسعي رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الي انشقاق داخل حزبه الليكود لانها الطريقة المثلي بحسب استطلاعات الرأي الاخيرة للبقاء في السلطة في حال اجراء انتخابات مبكرة.

فبحسب معلقين سياسيين أمس الخميس ان انشقاقا كهذا سيساعد شارون علي اضعاف وزير المال السابق في حكومته بنيامين نتنياهو الذي استقال اخيرا احتجاجا علي الانسحاب من قطاع غزة وينافسه علي تزعم الليكود.

ويقول عكيفا الدار كاتب الافتتاحية في صحيفة هآرتس ان شارون يخشي الا يحظي بدعم حزبه وخصوصا في الكنيست عند تقديم الموازنة المقبلة .

فسيناريو كهذا سيجبر رئيس الوزراء علي حل البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) والدعوة الي انتخابات مبكرة في تشرين الثاني (نوفبر) 2006.

وينبغي ان تنال موازنة عام 2006 التي اقرتها حكومة شارون اخيرا، موافقة الكنيست بعد ثلاث جلسات مناقشة في مهلة اقصاها نهاية اذار (مارس) المقبل، والا سقطت الحكومة. وذكرت صحيفتا هآرتس و معاريف ان المستشارين القريبين لشارون نصحوه باستباق الامور ومغادرة الليكود (الحزب اليميني الرئيسي) بهدف انشاء حزب في الوسط.

فحزب من هذا النوع يترأسه شارون ويدعمه الرجل الثاني في الحكومة رئيس حزب العمل شمعون بيريس ووزير العدل السابق رئيس حزب الوسط العلماني شينوي تومي لابيد، سيكون الاوفر حظا للفوز في الانتخابات التشريعية.

ويخشي مستشارو شارون خصوصا ان يتخلي عنه الليكود في الانتخابات التمهيدية التي تهدف الي تحديد المرشح لمنصب رئيس الوزراء في الانتخابات التالية.

ويشير استطلاع للرأي نشرته هآرتس الي ان شارون يلاقي صعوبات جمة في مواجهة نتنياهو. فقد حصل فقط علي تأييد 30.5 في المئة من اعضاء الليكود الـ 150 الفا في مقابل 46.9 في المئة حصدها نتنياهو. واذا تأكدت نتائج هذا الاستطلاع، لن يكون شارون المرتبك مخولا تقديم تشكيلة حكومية جديدة الي رئيس الدولة. وسيضطر الي اخلاء الساحة لمصلحة نتنياهو الذي يبذل ما في وسعه ليحل محله عبر التركيز علي المخاطر الامنية الكبيرة الناتجة عن الانسحاب. ويكشف استطلاع اخر نشرته معاريف ان الليكود برئاسة نتنياهو سيفوز بالانتخابات التشريعية في مواجهة حزب العمل برئاسة بيريس.

لكن الاستطلاع نفسه يلفت الي ان حزبا في الوسط برئاسة شارون قد يفوز بسهولة اكبر في مواجهة ليكود يقوده نتنياهو. وفي افتتاحية معاريف كتب بين كاسبيت، حتي الآن لا يزال شارون في الليكود، وان يغادر حزبه يعني هروبا بالنسبة اليه . واضاف كاسبيت لكن عليه ان يتخذ قراره سريعا ، مشددا علي ان الخائف الاكبر من مغادرة شارون للحزب هو نتنياهو . لكن رئيس الوزراء لم يكشف بعد اوراقه ويكتفي بالتأكيد مجددا انه لا ينوي التخلي عن الحزب الذي كانت له مساهمة كبيرة في انشائه في اواخر السبعينات. وربما يخشي تكرار فشله عام 1977، حين اخفق في تشكيل حزب شلومزيون الذي رفع شعار انشاء دولة فلسطينية في الاردن ولم يحصد سوي مقعدين في الكنيست.