القدس المحتلة - وكالات - يتهم مسؤولون اسرائيليون الاتحاد الاوروبي بخرق القانون الدولي من خلال اجراء اتصالات مع حركة حماس وحزب الله وفقا لما جاء في وثيقة داخلية للحكومة قد تؤدي الى تفاقم التوترات الدبلوماسية بين الجانبين.

وتقول مسودة وثيقة لوزارة الخارجية نشرت وسائل اعلام مقتطفات منها ان الجماعتين الاسلاميتين "ضالعتان في انشطة ارهابية" وان قرارات الامم المتحدة تحظر اي "دعم ايجابي او سلبي" لمثل هذه الجماعات. وتتزامن الاتهامات الاسرائيلية على ما يبدو مع اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ومؤتمر دولي للجهات المانحة بشأن الاقتصاد الفلسطيني الاسبوع المقبل حيث من المتوقع ان تواجه اسرائيل انتقادات.

وتحسنت العلاقات المتوترة منذ فترة طويلة بين اسرائيل والاتحاد الاوروبي هذا العام في اعقاب اخلاء مستوطنين من غزة. لكن اسرائيل لا تزال تشعر بالاحباط لاخفاقها في اقناع الاوروبيين بوقف اتصالات منخفضة المستوى مع حركة حماس وحزب الله قائلة انها تضفي عليهما الشرعية.

وقال متحدث باسم حزب الله ان ممثليه المنتخبين في لبنان يجرون اتصالات بشكل منتظم مع ممثلين عن الاتحاد الاوروبي. ورغم ان الترجمة الانجليزية للتحليل القانوني الذي تم تسريبه الى وسائل الاعلام تشير فحسب الى كلمة "دول معينة" الا ان مسؤولين مطلعين على الوثيقة قالوا انها تهدف الى الاوروبيين.

وتنتقد الوثيقة "سياسة الحوار" التي تربطها اسرائيل بنهج الاتحاد الاوروبي تجاه حماس وحزب الله اللذين ترفض اسرائيل اجراء اية اتصالات معهما. وتقول الوثيقة "تقضي هذه السياسة باجراء اتصالات رسمية مع حماس وممثلين عن حزب الله او اي منهما بالاضافة الى الامتناع عن القيام بأي دور حاسم ضد ضلوعهما في الارهاب". وتضيف "من وجهة النظر القانونية لا تستطيع الاعتبارات السياسية ان تبرر اي سلوك يتعارض مع الالتزامات الخاصة بمكافحة الارهاب التي يفرضها القانون الدولي على الدول".

ويرى مسؤولون اوروبيون ان اسرائيل تجاهر بتوجيه اتهامات بهدف توجيه ضربة استباقية لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي عقد امس لمناقشة تقرير ينتقد اجراءات اسرائيل في القدس العربية بوصفها مضرة لاحتمالات السلام.

وردا على اسئلة وكالة فرانس برس قلل الناطق باسم الخارجية الاسرائيلية من اهمية هذه الوثيقة واصفا اياها بأنها "وثيقة معدة للاستخدام الداخلي".

وكان مسؤول اوروبي في القدس اعلن سابقا لوكالة فرانس برس ان الاتحاد الاوروبي "اجرى اتصالات دبلوماسية تقنية مع حماس" لكن "ذلك لا يعني تغييرا في السياسة الاوروبية حيال هذه الحركة التي لا تزال مدرجة على لائحة المنظمات الارهابية للاتحاد الاوروبي" منذ ايلول 2003.