بروكسل - رويترز: تراجع الاتحاد الأوروبي، أمس، عن خطط نشر تقرير يوجه انتقاداً شديداً للسياسة الإسرائلية تجاه الفلسطينيين في القدس الشرقية، متجنباً خلافاً من شأنه التسبب بأضرار في الفترة التي تسبق الانتخابات في الدولة اليهودية. قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ممثل الاتحاد الاوروبي، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية له في مؤتمر صحافي "المشهد السياسي تغير داخل إسرائيل.. وهناك انتخابات عامة خلال بضعة أشهر".

وأضاف "لذا اعتقدنا أنه من الملائم ألا ندعم أو ننشر هذه الوثيقة ونستمر بدلاً من ذلك في تقديم احتجاجات بشأن بواعث القلق لدينا بالطريقة العادية".

ومن المقرر أن تجري إسرائيل انتخاباتها يوم 28 آذار وهو اقتراع من المتوقع أن يبرز فيه حزب كديما الذي شكله رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون كأكبر حزب في البرلمان وفقاً لاستطلاعات الرأي.

وكانت مسودة تقرير لدبلوماسيين في القدس الشرقية ورام الله لوزراء خارجية المجموعة المكونة من 25 دولة قد أوصى بسياسة أكثر مناضلة تجاه إجراءات إسرائيل في القدس الشرقية العربية. وترى إسرائيل منذ فترة طويلة أن الاتحاد الأوروبي مؤيد للفلسطينيين.

ويتهم التقرير إسرائيل بتعزيز المستوطنات اليهودية داخل وحول القدس الشرقية، وأيضاً باستخدام مسار جدارها الأمني المثير للجدل لعزل معظم المقيمين الفلسطينيين في القدس الشرقية وعددهم 230 ألفاً عن الضفة الغربية.

وقالت مسودة مبكرة للتقرير تسربت الشهر الماضي "السياسات الإسرائيلية تقلل من إمكانية التوصل إلى اتفاق للوضع النهائي حول القدس يمكن أن يقبله أي فلسطيني".

وقال دبلوماسيون: إن إيطاليا من بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي حثت على عدم نشر التقرير. وكانت العلاقات المتوترة في أحيان كثيرة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل قد تحسنت في أعقاب إخراج المستوطنين هذا العام من قطاع غزة الذي هو جزء من الأراضي التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولة عليها.

ويعتبر مصير القدس، المدينة المقدسة لدى المسلمين والمسيحيين واليهود إحدى أصعب المشاكل التي تواجه أي مفاوضات نهائية بين إسرائيل والفلسطينيين.

وكانت القدس الشرقية التي احتلت في حرب العام 1967، قد ضمتها إسرائيل كجزء من "عاصمتها الموحدة" في إجراء لم يعترف به دولياً ويريدها الفلسطينيون عاصمة للدولة التي سوف تشمل أيضاً الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتحسنت العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي بعد الانسحاب من غزة. وفي علامة واضحة على هذا التحسن وافقت إسرائيل على قيام الاتحاد الأوروبي بمراقبة المعبر الحدودي بين غزة ومصر الذي افتتح في الشهر الماضي.

وكتب التقرير رؤساء بعثات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في القدس الشرقية تحت رئاسة بريطانيا. وانتقد الاتحاد الأوروبي مراراً المستوطنات الإسرائيلية والجدار اللذين تبنيهما إسرائيل في الضفة الغربية الأمر الذي وصفته محكمة العدل الدولية بأنه غير شرعي وفقاً للقانون الدولي.

وتقول إسرائيل: إن الجدار يوقف الانتحاريين. ويقول الفلسطينيون: إنه اغتصاب للأراضي