تمكنت محامية نادي الاسير الفلسطيني حنان الخطيب من لقاء عدد من الاسرى في سجن الشارون والذين أدلوا بشهادات عن تعرضهم لتحقيق قاسٍ اثناء وجودهم في مراكز التحقيق والتوقيف الاسرائيلية. وتحدث الاسرى عن اساليب التعذيب المتبعة في مراكز التحقيق وعن اوضاع القاسية في الزنازين.
وقد تمكنت المحامية الخطيب من لقاء الاسرى التالية اسمائهم:
· باسل سليمان امين البزرة: سكان نابلس، 29 سنة، معتقل منذ تاريخ 15/7/2002، محكوم 15 سنة. افاد الاسير المذكور بما يلي: [كنت نائماً في بيت احد الاقارب وداهمت قوات الجيش الاسرائيلي المنزل واعتقلوني. قاموا باخراج جميع الناس بجانب المنزل واحضروهم كدروع بشرية، وهؤلاء الدروع البشرية هم الذين نادوا علينا لنخرج ونسلم انفسنا بحيث كنا 3 اشخاص. قيدونا بالبلاستيك للخلف وعصبوا اعيننا، واعتدوا علينا بالضرب المبرح بواسطة البنادق والبساطير والخوذ والعصي ووضعونا بالجيب العسكري ونقلونا الى حوارة وبعد ذلك الى مركز تحقيق بيتح تكفا.
ويقول البزة: عندما وصلت بيتح تكفا فتشوني عارياً كما ولدتني امي ومباشرة اخذوني للتحقيق. امضيت 23 يوماً متواصلة في غرف التحقيق بدون راحة خلالها كانوا يمنعوني من النوم، وفقط كانوا يأخذوني الى زنزانة قريبة من غرف التحقيق لمدة نصف ساعة وما ان اجلس واستريح واذ بهم يأخذوني مرة ثانية للتحقيق وهكذا دواليك. ابقوني 63 يوماً بالزنازين من ضمنها 23 يوماً تحقيق متواصل وبعدها جولات متقطعة.
ويضيف الاسير المذكور: خلال التحقيق كان المحققين يقيدون يد واحدة بواسطة سلسلة حديدية من الحائط، أي شبح من يد واحدة والارجل مقيدة وهذه القيود مربوطة بكرسي ثابت في الارض مما كان ينهك قواي. وكان المحققين يمارسون الضغط النفسي معي عن طريق ابقائي مشبوحاً داخل الغرفة او يقومون باللعب على الكمبيوتر وخلال التحقيق كان هناك مكيف هواء بارد وكل هذه الاساليب كانت بهدف سحب اعترافات مني.
وافاد البزة ان المحققين هددوه باعتقال زوجته ووالدته وهدم المنزل وان احد المحققين اخبره انهم اعتقلوا والده واخوته، بهدف الضغط عليه للادلاء باعترافات. كما هددوه بالبقاء فترة طويلة داخل الزنازين.
وخلال الفترة التي امضاها الاسير المذكور في الزنازين تم منعه من لقاء المحامي مدة 23 يوماً ومنعوه من الاستحمام.
وعن ظروف الزنازين يقول الاسير: الزنازين صعبة للغاية، رطوبة عالية، بدون شبابيك، لا يوجد تهوئة طبيعية، مكيف هواء بارد جداً، الفراش والبطانيات قذرة ومليئة بالغبار والشعر، الحيطان لونها اسود خشنة الملمس من الصعب الاتكاء عليها، والمرحاض عبارة عن فتحة في الارض لا يوجد حاجز بينه وبين مكان النوم. اما الاكل فهو سيء كماً ونوعاً والمعاملة قاسية جداً.
وعن وضع سجن الشارون (تلموند) الذي يقبع به الاسير يقول: الوضع هنا صعب جداً حيث انهم عينوا مديراً جديداً للسجن ويريد فرض سيطرته واثبات نفسه ولذلك معظم قضايانا الحياتية تتحرك بصعوبة وبشكل بطيء. والقسم الذي نقبع به قديم جداً، والغرف مليئة بالحشرات والصراصير ويوجد حالات مرضية كثيرة، واغلب الشاباب يعانون من امراض جلدية وبشكل يومي يخرج الى العيادة 15 اسيراً والطبيب يتعامل معنا كحقل تجارب. الرطوبة عالية بالغرف والاكل سيء ونعتاش على مخصصاتنا من الكنتينة. اما مساحة الفورة فهي عبارة عن 6×8 متر وبالكاد تتسع 20 شخص. اما الغرف فهي صغيرة المساحة 3×4 متر ويوجد في كل غرفة 10 اشخاص مما يسبب ازدحام ولا يوجد مكان للاكل والصلاة.
· ياسر حسن ابراهيم عرفات: سكان نابلس، 30 سنة، معتقل منذ تاريخ 30/7/2003، ومحكوم 70 شهراً. افاد الاسير المذكور بما يلي: [ بتاريخ 30/7/5 نصب لي الجيش كميناً واعتقلوني، حققوا معي ميداني مدة 3 ساعات وبعدها تم نقلي الى معسكر قدوميم ومن ثم الى حوارة. امضيت 13 يوماً في حوارة في ظروف اعتقالية سيئة حيث كنا ننام متلاصقين والفراش وسخ للغاية والغرف لا يدخلها هواءاً طبيعياً والحياة كانت صعبة وسيئة جداً ومن الصعب ان توصف بكلمات.
بعد ذلك تم نقلي الى مركز تحقيق عسقلان، تم تفتيشي عارياً وبعدها مباشرة نقلوني الى غرف التحقيق. جولات التحقيق كانت تتراوح بين 6-8 ساعات باليوم وخلال التحقيق كان المحققين يصرخون ويتلفظون بكلمات نابية وبذيئة. هددوني بهدم المنزل واعتقال العائلة والبقاء في الزنازين لفترة طويلة كنت خلالها مشبوحاً على الكرسي مقيد اليدين والرجلين والقيود مربوطة بالكرسي المثبت بالارض.
تم منعي مدة 30 يوماً من رؤية المحامي ومنعوني ايضاً من الاستحمام مدة اسبوع. ويقبع الاسير المذكور حالياً في سجن الشارون (تلموند) قسم 1.
وطالب الاسيرين المذكورين بتشكيل لجنة تحقيق مؤلفة من اعضاء كنيست وحقوقين لمتابعة موضوع الازدحام بالغرف لأن القانون يجيز لكل اسير ان يحصل على مترين من مساحة الغرفة، كما وناشدوا المؤسسات الحقوقية التدخل لتحسين الظروف الحياتية داخل السجن والضغط على ادارة السجن من اجل توفير العلاج الطبي للاسرى المرضى والسماح للاسرى بحضن الاطفال وملامستهم اثناء الزيارة. واتهم الاسرى ادارة السجن بأخذ بعض الادوات الكهربائية من السجن بهدف اصلاحها ولم يتم ارجاع هذه الادوات لغاية اليوم مما ادى الى نقص حاد في هذه الادوات. كما وطالب الاسرى بمتابعة موضوع تقييد الاسرى من ارجلهم اثناء الزيارة مع الجهات القانونية، بحيث يتم انزال الاسرى لرؤية اهاليهم وهم مكبلي الارجل مما يسبب ازعاج للاسرى والاهالي على حد سواء.