رام الله (الضفة الغربية) - رويترز - قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان رئيس الوزراء أحمد قريع قدم استقالته امس الخميس ليرشح نفسه في الانتخابات التشريعية المقررة الشهر المقبل.

وتعين علي قريع وفقا للقانون أن يترك منصبه قبل الانتخابات المقررة في 52 كانون الثاني (يناير). وعين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قريع في منصبه عام 2003. واسم قريع ضمن القائمة التي قدمتها حركة فتح الاربعاء لمرشحيها في الانتخابات. وقال عباس لرويترز وفقا لقانون الانتخابات يجب ان يستقيل المرشحون من مناصبهم. قدم أبو علاء استقالته لي اليوم َامس) .

ولم يفصح عباس عما اذا كان قد قبل استقالة قريع ام لا التي تأتي وسط صراع علي السلطة في فتح بين جيل الشباب والحرس القديم في الحركة. وستولي نبيل شعث نائب رئيس الوزراء تصريف اعمال الحكومة الي حين تعيين رئيس وزراء جديد. ويعتبر قريع من الحرس القديم وهم مجموعة من انصار عرفات يري كثير من الفلسطينيين انه تشوبهم اتهامات بالفساد والمحاباة.

وكان قريع مفاوضا رئيسيا في محادثات سرية مع اسرائيليين في اوسلو ادت الي توقيع اتفاقيات سلام مؤقتة عام 1993. واكتسب سمعة كواحد من اكثر السياسيين الفلسطينيين حنكة خلال شغله لمنصب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني. وفشل قريع في تنفيذ اصلاحات تعهدت بها السلطة الفلسطينية منذ وقت طويل. ووقعت عدة خلافات بين قريع وعباس الذي انتخب بعد وفاة عرفات وهدد بالاستقالة عدة مرات.

وسارع الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس الخميس لرأب الصدع في صفوف حركة فتح الحاكمة بعد ان وجه منشقون شبان ضربة قاصمة له قبل اقل من ستة اسابيع من الانتخابات البرلمانية. وجاء الانقسام في صفوف فتح والذي قد يعزز موقف حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في تحديها الانتخابي لعباس فيما شنت اسرائيل موجة جديدة من الضربات الجوية علي قطاع غزة بعد هجوم انتحاري في اسرائيل الاسبوع الماضي.

وفي تحد لعباس أعلن جيل أصغر من قادة فتح بزعامة مروان البرغوثي المسجون لدي اسرائيل الليلة قبل الماضية انهم سيخوضون الانتخابات البرلمانية بقائمة منافسة للقائمة الرسمية لفتح في أخطر الأزمات في تاريخ الحركة الممتد منذ اربعين عاما. وتعتبر قائمة المنشقين محاولة جريئة لتغيير قيادة الحرس القديم للحركة والتصدي لحماس التي تنافس في الانتخابات المقررة يوم 25 كانون الثاني (يناير) وهي اول انتخابات تشريعية تخوضها.

ومن المتوقع ان تحقق حماس نتائج قوية امس الخميس في انتخابات البلديات التي تجري في مدن رئيسية بالضفة الغربية وتعتبر اختبارا للقوة امام فتح. ويمكن ان تقوض حماس التي توعدت بتدمير اسرائيل جهود عباس لاحلال السلام اذا ما أبلت بلاء حسنا في الانتخابات البرلمانية. وبدأ مسؤولو فتح في اجراء اتصالات لتوحيد حركتهم التي هيمنت طويلا علي السياسات الفلسطينية. وقال مسؤول كبير ان عباس اتصل هاتفيا الليلة قبل الماضية بالبرغوثي الذي يقضي خمسة احكام بالسجن مدي الحياة في اسرائيل فيما يتعلق بهجمات للنشطاء اثناء الانتفاضة الفلسطينية وانهما اتفقا علي اجراء مزيد من المناقشات. ويعتقد انصار البرغوثي انه يمكن اطلاق سراحه بموجب اتفاق سلام في المستقبل. وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات سنستخدم كل الية ممكنة لتجنب حدوث انقسام داخل فتح .

وسجل المنشقون غير الراضين عن عدم الحصول علي مراكز كافية في قائمة فتح قائمتهم الخاصة قبل انتهاء الموعد المحدد لذلك الليلة قبل الماضية علي الرغم من اصرارهم علي انهم لن ينشقوا علي فتح. وعبر الجيل الاصغر من فتح عن مخاوفه من ان استمرار سطوة الحرس القديم الذي تشوبه علي نطاق واسع اتهامات بالفساد سيحرمهم من الحصول علي كلمة مسموعة داخل حزبهم وسيدفع الكثيرين من انصار فتح الي الانشقاق والانضمام الي حماس. واعتبر محمد دحلان الذي يأتي علي رأس قائمة البرغوثي ان هذا فجر جديد وقال للصحافيين انهم سيبقون علي ولائهم لهذه الحركة وان فتح ستخرج منتصرة من الانتخابات.

وقال مسؤولون مقربون من عباس انه ما زال يحدوهم الامل في اقناع المتمردين بسحب قائمتهم. وامام المرشحين حتي الاول من كانون الثاني (يناير) ليقرروا الاستمرار في الترشيح او الانسحاب. وجاء التحدي لعباس فيما يناضل لاحتواء اعمال عنف يقوم بها احيانا مقاتلون من فتح في غزة والتي تعتبر منطلقا للدولة الفلسطينية في اعقاب انسحاب اسرائيل من القطاع في ايلول (سبتمبر) بعد 38 عاما من الاحتلال.

وقضي العنف المستمر برغم هدنة اسرائيلية فلسطينية عمرها تسعة شهور علي فرص استئناف جهود السلام المتوقفة فيما يستعد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون للانتخابات المبكرة في اذار (مارس).