القدس - وكالات: قررت الحكومة الاسرائيلية امس توسيع دائرة القصف المدفعي على قطاع غزة ليشمل مناطق إطلاق الصواريخ محلية الصنع وعدم الاكتفاء بقصف المناطق المفتوحة. وذكر موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" على شبكة الانترنت مساء امس انه تقرر ايضا في نهاية جلسة المشاورات الامنية الاستمرار في تنفيذ عمليات الاغتيال ضد نشطاء الانتفاضة، وفرض حصار جوي على منطقة شمال قطاع غزة.

وذكر ان القرار الاسرائيلي جاء في نهاية جلسة مشاورات امنية رفيعة المستوى جرت ظهر امس في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون بمشاركة كل من وزير الامن الاسرائيلي شاؤول موفاز ورئيس المخابرات العامة الاسرائيلية "الشاباك" يوفال ديسكين ورئيس الاركان الاسرائيلي دان حلوتس.

وجاءت القرارات الاسرائيلية ردا على ما وصفه الموقع "إطلاق صواريخ القسام المستمر باتجاه مواقع ومراكز سكانية اسرائيلية".

فقد اعطى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون امس تعليماته للجيش بتطبيق خطته الهادفة الى انشاء "منطقة امنية" في شمال قطاع غزة، وفق ما اوردت الاذاعة العامة. وقالت مصادر قريبة من رئاسة الوزراء ان الهدف من الخطة منع مواصلة اطلاق الصواريخ الفلسطينية على اسرائيل انطلاقا من قطاع غزة.

واوضحت الاذاعة ان شارون اعطى تعليماته خلال لقاء الاحد مع مسؤولين امنيين، ثم ابلغ وزراءه انه قرر "الرد بشدة" على اطلاق الصواريخ الفلسطينية. ونقل الموقع عن شارون قوله خلال جلسة الحكومة الاسبوعية التي عقدت امس: "يجب ان نضمن عدم قدرتهم على العمل ضدنا بكل الطرق، هذه سياستي وهذا هو قراري".

واشار الموقع الى ان جهات امنية عديدة استعرضت امام شارون خلال جلسة المشاورات الامنية خطواتها ضد مطلقي الصواريخ الفلسطينية، وقالت ان الاحوال الجوية السيئة هي التي تعيق تنفيذ عمليات الاغتيال.

وكان شارون طلب خلال لقاء الخميس مع مسؤولين في وزارة الدفاع من الجيش "تعزيز اجراءاته والقيام بما في وسعه لوقف اطلاق الصواريخ"، وفق ما اعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء. وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان العسكريين ينتظرون تحسن الاحوال الجوية لتطبيق خطة "المنطقة العازلة" وتحذير الفلسطينيين من عدم دخولها.

ويمكن الجيش ان يطبق هذا الاجراء على المنطقة القريبة من الحدود وتحذير الفلسطينيين من انه سيطلق النار على اي شخص يدخلها، لكنه لن ينتشر في تلك المنطقة. وستشمل "المنطقة الامنية" ايضا الاراضي التي كانت تقوم عليها المستوطنات الاسرائيلية التي دمرها الجيش بين شهري آب وايلول في شمال قطاع غزة.

وبدأ الجيش الاسرائيلي امس بتحصين معسكر التدريب "زيكيم" حيث يقيم حواجز اسمنتية عالية يأمل الجيش بأن تمنع سقوط صواريخ القسام داخل المعسكر.

وطالب سكان المستوطنات المجاورة للمعسكر بتحصينها هي ايضا، واقامة جدران واقية من حولها. وطلب موفاز من الحكومة تخصيص مبلغ 125 مليون شيكل لاستكمال ما يسمى "خطة حماية المستوطنات في محيط قطاع غزة". وقال ان الحكومة صادقت، قبل عدة أشهر على الخطة التي تبلغ كلفتها 210 ملايين شيكل، تم حتى الآن صرف 85 مليون شيكل منها.

واضاف انه اوعز الى الجيش بمواصلة عمليات القصف المكثف وعمليات الاغتيال تحت ستار ما يسمى "الاحباط المركز". واعتبر موفاز جرائم الاغتيالات "انجع الوسائل"، على حد تعبيره. وجاء في وقت سابق اعلن فيه موفاز، خلال الجلسة ذاتها، ان الجيش سيفرض الاغلاق على قطاع غزة والضفة الغربية خلال أيام عيد الانوار (الحانوكا) العبري، الذي بدأ مساء امس.

وادعى موفاز انه تقرر مواصلة فرض الاغلاق في ضوء التحذيرات التي تشير الى نية التنظيمات الفلسطينية، والجهاد الاسلامي، بشكل خاص، تنفيذ عمليات داخل اسرائيل. وحسب قوله لدى الجيش عشرة تحذيرات تشير الى عمليات مخططة.