كشف نايجل روبرتس، رئيس بعثة البنك الدولي في الاراضي الفلسطينية، النقاب لـ"الأيام" عن تفاصيل الطريق السفلي (أو الغاطس) الذي يقترح البنك الدولي ان يربط ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة نافيا ان يكون هناك اتفاق بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي على شق هذا الشارع وقال: اعتقد ان هناك اتفاقا على دراسة الخيارات ولا يوجد اتفاق على ما سيحدث0 وأضاف: ما طلبه منا الطرفان هو ان نقوم خلال الاشهر الثلاثة أو الاربعة المقبلة بتقديم دراسة لهم تقارن ما بين الخيارات المختلفة.
وللمرة الاولى تحدث روبرتس عن تفاصيل الافكار بشأن الشارع الذي سيمتد من معبر بيت حانون(ايريز) في غزة الى حاجز ترقوميا القريب من الخليل مشيرا الى انه شارع سفلي بعمق 3-5 امتار وبطول 42 كيلو مترا وعرض 40 مترا تبلغ تكلفة شقه 130 مليون دولار ومنوها الى انه قد يتوسط هذا الشارع خطة سكة حديد. وبحسب روبرتس فبما ان شق هذا الشارع او اقامة سكة الحديد قد يستغرق ما بين عامين الى ثلاثة اعوام فان المقترحات المقدمة تتحدث عن حل لربط الضفة الغربية وقطاع غزة على مرحلتين الاولى وهي ان تكون هناك مراكب مرافقة (وسائل نقل يرافقها الامن الاسرائيلي) ما بين ايريز وترقوميا وباستخدام شبكة الطرق القائمة حاليا على ان يتم سريعا الانتقال الى مرحلة الربط الدائم .
وقال روبرتس "نحن نعمل تقنيا على هذا الموضوع.. الفكرة التي اعتقد يمكنها ان تنجح لربط الضفة الغربية وغزة هي حل على مرحلتين، المرحلة الاولى وهي اعادة انشاء مواكب مرافقة (ESCORTED CONVOY ) سواء للبضائع او السكان بحيث يكون الناس في حافلات والبضائع في شاحنات، وهي تفاصيل يجب ان يناقشها الطرفان، ولكن المبدأ هو ان تكون هناك مواكب مرافقة تستخدم الطرق القائمة حاليا"، وأضاف: هذا على المدى الآني القصير على امل انه وبسرعة كبيرة يمكن الانتقال الى نظام مواصلات دائم . وقال روبرتس: هناك اقتراحان يتطلبان دراسة جدية الاول هو سكة حديد وهو اقتراح اسرائيلي يتحدث عن سكة حديد، فقط سكة حديد، بين ترقوميا في الضفة الغربية الى ايريز في غزة وثانيا هناك اقتراحنا الذي نعتقد انه مفضل من ناحية اقتصادية وهو شارع سفلي لاسباب امنية فالفكرة هي انه اذا كان الشارع سفليا فانه سيكون من الاسهل تأمين الطريق بمنع الخروج منه وايضا يمكن حمايته بمنع أي شخص من الدخول اليه وبذلك يكون هناك نوع من الامن على طول الطريق".
وقال: اقتراحنا هو ان يكون عمق الشارع 3-5 امتار ولكن البعض يقول انه قد يتطلب فقط ان يكون عمقه مترين لمنع الناس من الخروج ولكن اعتقد ان هذا اكثر ما يكون قرارا سياسيا" وأضاف "احد الخيارات التي قد تكون ممكنة وجيدة هو افساح مجال في وسط الطريق السفلي لسكة حديد".
وذكر روبرتس ان تكلفة بناء سكة حديد تصل الى قرابة 175 مليون دولار وقال: ولكن تقديراتنا بشان شارع سفلي بعمق 5 امتار وبطول 42 كيلو مترا وعرض 40 مترا انه يكلف 130 مليون دولار ولكن هذا لا يشمل التجهيزات الامنية على طول الطريق من جانبيه، وأضاف: ما هو جذاب عمليا في خيار الشارع هو الكلفة التشغيلية التي من المتوقع ان تكون اقل بكثير من سكة الحديد، كما ان فيه جانبا عمليا لانك لست بحاجة للتفريغ من الشاحنة الى القطار ومن ثم من القطار الى الشاحنة وانما يمكنك ان تقود الشاحنة مباشرة ولكن كل هذه القضايا يجب النظر فيها من كلا الجانبين.
وردا على سؤال اذا ما كان هناك سياج سيحيط بالطريق قال: اعتقد انه ستكون هناك حاجة لحماية الشارع من الداخل ومن الخارج وهذا يوحي بأن يكون هناك نوع من النظام الامني ولكن على حد علمي لم يبحث هذا الموضوع بالتفاصيل0 أما بشأن امكانية ان يتحول الشارع الى نفق في المناطق التي يمر فيها وتكون مأهولة بالسكان فقال "من الممكن ان يسير خط الشارع في المناطق غير المأهولة سكانيا بكثرة وهناك مناطق عدة حيث شوارع قائمة تتقاطع مع خط الشارع وهنا من المفترض ان يسير الشارع اسفل الارض".
وشدد روبرتس على انه "في هذه اللحظة لا يوجد خيار سوى استخدام الطرق القائمة" وقال: اما الحديث عن اقامة سكة حديد او شق شارع سفلي فان هذا يتطلب على الاقل ما بين عامين الى ثلاثة اعوام.. فاذا ما فكرت في رخص البناء واعتبارات اخرى لها علاقة باقامة روابط من هذا النوع فانها معقدة وتستغرق وقتا حتى لو منحت الاولوية القصوى.
وأضاف مدير بعثة البنك الدولي "لذا فان السؤال الاهم هو كيفية الربط بين الضفة وغزة وفي الحقيقة فان الوسيلة الوحيدة المتوفرة هي استخدام شبكة الطرق الحالية ومن هنا نبعت فكرة المواكب المرافقة فمن ناحية عملية فان هذا هو افضل خيار موجود".
اما عن مواقف الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في هذه المرحلة فقال روبرتس "الاسرائيليون يفضلون في هذه المرحلة سكة الحديد اما الفلسطينيون فانهم يفضلون ان لا يكون محدودا فقط بسكة الحديد وبمعنى اخر فانهم يريدون الشارع".(الأيام).