قالت صحيفة هارتس الاسرائيلية في عددها الصادر امس الخميس ان لجنة وزارية عينها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قررت الاسراع في جلب عشرين الف يهودي اثيوبي (فلاشا) الي الدولة العبرية وتقصير تنفيذ القرار من عشر سنوات الي سنتين.
ويأتي هذا القرار، حسب الصحيفة الاسرائيلية، ضمن ما تخطط له السلطات الاسرائيلية المختلفة لجلب أكبر عدد من القادمين الجدد خلال السنوات العشر المقبلة لضمان خريطة ديمغرافية بأكثرية يهودية وبأقل ما يمكن من العرب. خصوصا وان العديدين من اركان الدولة العبرية باتوا يحذرون من التكاثر الطبيعي في صفوف الفلسطينيين من طرفي الخط الاخضر، زاعمين انه في العام 2020 سيتحول العرب الي اكثرية في الدولة العبرية والمناطق الفلسطينية التي احتلت في عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967 .
وتابعت الصحيفة الاسرائيلية قائلة ان اللجنة الوزارية تري بأن الاسراع في عملية جلب هؤلاء اليهود سيوفر علي اسرائيل الكثير، حيث سيضمن تقليل مخاطر تعرضهم للامراض في اثيوبيا وبالتالي لا تحتاج اسرائيل الي الصرف الصحي الباهظ عليهم.
وقال مسؤول في اللجنة للصحيفة الاسرائيلية ان الحاجة تتطلب اغلاق معسكرات الفلاشا في اثيوبيا بأسرع ما يمكن خوفا من قدوم عناصر اخري غير يهودية تستغل الوضع للوصول الي اسرائيل بشكل غير مسموح به.
ويعمل علي تنفيذ هذه الخطة ممثلون من وزارة الهجرة والمالية والداخلية ومكتب رئيس الحكومة وعناصر من الموساد الاسرائيلي (الاستخبارات الخارجية) الذين كانت لهم حصة الاسد في استجلاب الفلاشا الي اسرائيل في سنوات التسعين من القرن الماضي، وذلك لضمان تنفيذها خلال فترة قصيرة، وتسهم في تنفيذ الخطة، الي جانب هذه اللجنة، الوكالة اليهودية التي احتجت علي مدار سنوات طويلة علي اهمال المسؤولين الاسرائيليين في تنفيذ قرار جلب الفلاشا الي الدولة العبرية.
وقال رئيس الوكالة لهارتس الاسرائيلية ان الاسراع في التنفيذ سيوفر 100 مليون دولار في المصاريف التي تنفق علي المعسكرات الفاعلة في أثيوبيا.
ويبلغ عدد الفلاشا في اسرائيل 87 الف نسمة. وكانت اول دفعة منهم قد وصلت بعملية عسكرية كبري سميت عملية موشيه ، تم فيها تهجير 40 الف يهودي من اثيوبيا. وقد اسهمت اكثر من جهة في انجاح هذه العملية بضمنها اوساط حكومية اثيوبية وسودانية، اضافة الي دور المخابرات الاسرائيلية المركزية وقوات الكوماندو وسلاح الجو. فقد نقلوهم من المخيمات البائسة قرب اديس ابابا الي اراضي السودان. ومن هناك تم الترحيل الي الدولة العبرية.