تلقى اصحاب فندق امبريال، احد العقارات المسربة في ميدان عمر بن الخطاب في باب الخليل في القدس القديمة، رسالة من محام اسرائيلي يبلغهم فيها ان مجموعة تدعى مؤسسة ريتشارد للتسويق "امتكلت من البطريركية اليونانية في القدس حقوق الايجارة لمدة طويلة الامد (للفندق)".

وجاء في نص الرسالة الواردة من المحامي الاسرائيلي يوسف ريختر الى ابو الوليد محمد الداودي الدجاني وحصلت "الأيام" على نسخة منها "موكلتي Richards Marketing Corporation وكلتني بأن اتوجه اليك وبواسطتك ايضا الى ورثة اخيك المرحوم سليمان، مع هذا اخبركم بأن موكلتي امتلكت من البطريركية اليونانية في القدس حقوق الايجاره لمدة طويلة الامد للملك المعروف بفندق امبريال والذي استأجرتموه انت واخوك من البطريركية".

وأضافت الرسالة: الحقوق التي موكلتي امتلكتها، تتضمن طبعا حقوق البطريركية تجاهكم، على هذا الشيء بأن كل ديونكم وتعهداتكم تجاه البطريركية المترتبة عليكم والتي سوف تترتب عليكم في المستقبل القادم قد تحولت الى موكلتي ويترتب عليكم دفعها الان0 وزادت: اطالبكم بالتنسيق معي في اقرب فرصة ممكنة وان تحضروا معكم للجلسة هذه كل مستند يتعلق بتملككم وبحقوقكم في الملك مثل عقود ايجار، مراسلات ووصولات دفع رسوم الايجار وما شابه.

وهذه هي المرة الاولى التي تظهر فيها جهة واضحة تدعي رسميا انها استأجرت ولمدة طويلة هذا الملك الذي يعتبر احد معالم منطقة باب الخليل في القدس القديمة علما انه طبقا لما تسرب من معلومات فان 27 محلا تجاريا تقع اسفل الفندق تم تسريبها الى جهات اسرائيلية اضافة الى فندق بترا القريب.

واعتبر د.محمد سليمان الدجاني الداودي، ممثل ورثة المرحوم سليمان الدجاني وابو الوليد الدجاني وهم اصحاب فندق امبريال، ان هذه الدعوة تمثل فرصة سانحة كما تمثل في الوقت ذاته خطرا داهما وقال: الفرصة السانحة تكمن في قيام محامين اكفاء يتم تكليفهم بالاطلاع على الوثائق والاوراق الثبوتية لتسريب العقار وكيفية تم بيع حقوق البطريركية ومدى قانونيته من جهة شرعية الموقعين على العقود وحقهم في التنازل عن حقوق البطريركية اليونانية وفي ايجار ما هو مؤجر بهدف قيام المالكين الجدد باخلاء المستأجرين لتملك العقار، ودراسة مدى قانونية هذه الاجراءات للطعن بها امام المحاكم المختصة لابطال البيع واعادة الامور الى نصابها، علما بأن هذا الموضوع سياسي بالاضافة الى كونه قضية قانونية ولذا يتطلب تدخل الحكومات للضغط على الحكومة الاسرائيلية لابطال هذه الصفقة غير القانونية .

وأضاف د.الدجاني: كما تمثل خطرا داهما في حال اهمال الموضوع وعدم اعطائه حقه من الاهتمام والمتابعة وان يقتصر تحركنا على اصدار التصريحات وتشكيل اللجان في الوقت الذي تتخذ الاطراف الاخرى خطوات عملية للاستيلاء على العقارات في ساحة عمر بن الخطاب واهمها فندق امبريال ..ان تغيير ملامح مدينة القدس لا يخدم صالح الديانات الثلاث لأنه سيجعل هذه المدينة المقدسة، للثلاثة اديان، تفقد رونقها وعمقها الديني .

وفي بيان مشترك صادر عن ابو الوليد الدجاني ود.محمد الدجاني، ممثلا لورثة سليمان محمد الدجاني، جاء: ليست القضية قضية آل الدجاني وحدهم بل هي قضية وطن، نكون او لا نكون، يكفينا استنتاجات وتحاليل فارغة المضمون وآن الاوان للتحرك بخطوات عملية لانقاذ القدس وبخاصة ميدان عمر بن الخطاب الذي لا يبعد سوى خطوات من الحرم القدسي الشريف والاماكن المقدسة المسيحية". ومعلوم ان عائلة الدجاني تتولى مسؤولية فندق امبريال منذ العام 1948 وقد اشار د.الدجاني لـ"الأيام" الى انه توجه الى مكتب الرئيس ومكتب رئيس الوزراء برسائل لاطلاعهم على هذه التطورات محذرا من انه في حال تمكنت هذه الجهات الاسرائيلية من وضع اليد على فندق امبريال فان ذلك سيفسح المجال امام وضع اليد على باقي العقارات في المنطقة وقال "هناك حاجة لتحرك عاجل وسريع ولا يمكن السكوت على هذه التطورات او الركون الى انتظار اعمال لجان وغيرها".

من جهته فقد اكد ديمتري دلياني، رئيس التجمع الوطني المسيحي، على ان التجمع سيقاوم بالطرق السلمية عملية استيلاء الشركة الاسرائيلية على مبنى الفندق وقال "الثورة التي بادر اليها وقادها التجمع الوطني المسيحي لم تكن لاسباب شخصية على الرغم من تحقيقها لحدث تاريخي بعزل ايرينيوس الاول ونبذه على المستوى الشعبي وانما كانت من اجل الحفاظ على العقارات الارثوذكسية بايدٍ فلسطينية".

واشار الى ان مطالبة الشركة التي تدعي انها اشترت او استأجرت العقار لهو امر جاد بحيث تمت معرفة الجهة المشترية والتي يمكن لمحامي الفندق والسلطة الوطنية الذين يحملون توكيلا من ايرينيوس المطالبة بنسخة عن عقد الايجار وكشف البنود التي حرصت المصادر الاسرائيلية على اخفائها طوال هذه المدة معتبرا ان من شأن مثل هكذا توجه المساعدة في ابطال الصفقة.

وجدد دلياني مطالبته للسلطة الفلسطينية بنشر نتائج تحقيقات لجنتها الوزارية التي تم تشكيلها قبل حوالي ثلاثة اشهر مؤكدا على ان نتائج التحقيق ستساعد في كشف الحقيقة ومدى تورط ايرينيوس واخرون ما زالوا يحتلون مراكز هامة في البطريركية في صفقات تسريب عقارات.