القدس - وفا- أكدت مقدسيون اليوم، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تفرض سياسات قمعية وقهرية بحقهم بغية فرضة سياسة الأمر الواقع عليهم وتهجيرهم من أراضيهم.
وحذر المقدسيون في ذكرى يوم الأرض الخالد، التي حلت اليوم، في أحاديث منفصلة مع "وفا"، من المخططات الإسرائيلية الساعية لنهب الأرض وتهويدها.
وحذر خليل تفكجي، مدير دائرة الخرائط والأراضي في بيت الشرق، من ضياع مدينة القدس عبر هضم أراضيها شبراً شبراً والسيطرة على مقدراتها وقطاعاتها.
وقال: إن الفلسطينيين خسروا منذ العام 1967، وحتى اليوم معظم أراضيهم في المدينة من خلال لجوء سلطات الاحتلال إلى سن قوانين احتلالية وعنصرية، منها ما يسمى بالمصادرة للمصلحة العامة الإسرائيلية، وأخرى لأغراض عسكرية وأمنية، وتفعيل قانون أملاك الغائبين من أجل السيطرة على الأراضي والقطاعات المقدسية بشكل تدريجي.
وأضاف التفكجي، أن المخطط الإسرائيلي الجديد، يتمثل في تنشيط عمليات شراء العقارات والأراضي بطرق مباشرة وغير مباشرة، حتى أصبحت سلطات الاحتلال تسيطر على نحو سبعين بؤرة استعمارية في الحي الإسلامي في القدس القديمة، وعلى أربع بؤر أخرى في الحي المسيحي.
وتابع قائلاً: جاء جدار الضم العنصري لينهي المشكلة الديمغرافية الفلسطينية، حيث يخرج الجدار أكثر من مائة ألف فلسطيني خلف الجدار، ويجردهم من مواطنتهم المقدسية، فضلاً عن ضم مستعمري "عتصيون" جنوباً، و"معالية أدوميم" شرقاً إلى بلدية القدس.
وشدد على أن المرحلة القادمة التي يخطط لها الاحتلال للقدس بعد إغلاقها بالجدار والحواجز العسكرية وفصل سكانها عن الضفة الغربية، تتمثل بالشروع بتنفيذ حملات تهجير جماعية للفلسطينيين بعيداً عن عدسات وسائل الإعلام، وذلك عبر حملات ضرائبية جنونية ومتعددة ومتزايدة سواء كانت لصالح مؤسسة التأمين الوطني الإسرائيلية، أو تلك المعروفة بإسم الأرنونا "المسقفات" ورفع رسوم الضرائب السابقة بشكل كبير وإغلاق أماكن العمل أمامهم.
وأكد التفكجي، أن المخطط يهدف في نهاية المطاف إلى أن يكون الفلسطينيون في القدس عام 2020 أقلية أمام أغلبية يهودية، مشيراً بذلك إلى الوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
من جهته، قال الشيخ رياض العيساوي، رئيس جمعية العيسوية الخيرية إن الحزن والأسى يعم أبناء شعبنا الفلسطيني بسبب مصادرة أراضيهم والتي دفع ثمنها كواكب من الشهداء، وسالت من أجلها شلالات من الدماء الطاهرة في معركة الذود والدفاع عنها في ظل عالم ساكن لا يتحرك أمام انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان الفلسطيني، وكأنها فوق القانون الدولي.
وأشار العيساوي، إلى أن قرية العيسوية في القدس الشريف، خسرت معظم أراضيها، وتم تشييد آلاف الوحدات السكنية عبر إقامة مستعمرات متعددة عليها، فضلاً عن شق طرق ضخمة لخدمة هذه المستعمرات.
وأوضح أنه تبقى للقرية 664 دونماً فقط من أصل عشرة آلاف دونم، في ما لا يسمح للمواطنين بالتوسع العمراني أو البناء في الأرض الباقية، وتتم ملاحقتهم بهدم منازلهم وفرض غرامات مالية باهظة جداً.
وبدورها، أكدت جمعية الشبان المسلمين في ضاحية البريد شمال القدس أن سلطات الاحتلال صادرت منذ العام 1967 معظم الأراضي المحيطة بالضاحية، وشيدت مستعمرة النبي يعقوب الكبيرة عليها. وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال وضعت يدها مؤخراَ على مئات الدونمات لصالح جدار الضم العنصري في المنطقة، فيما يتواصل العمل في شق طرق كبيرة وضخمة في المنطقة الممتدة من منطقتي وادي عياد والكسارات التي تم وضع اليد عليها مؤخراً وضمها إلى مناطق عناتا وحزما لربط مستعمرات شمال شرق القدس ببعضها البعض.