رام الله - يبدأ المجلس الثوري لحركة "فتح" دورة اجتماعات طارئة مساء اليوم في رام الله ينتظر أن تتركز على الاعداد للانتخابات التشريعية المقرر اجراؤها في 25 كانون الثاني المقبل.
وتقول مصادر مطلعة إن هذا الاجتماع سيكون بالغ الاهمية إذ انه سيحسم موضوع الانتخابات التمهيدية (البرايمرز) لمرشحي الحركة للانتخابات التشريعية، وذلك قبل ما يقل عن ثلاثة اسابيع من اقفال باب الترشيح لانتخابات المجلس التشريعي في 24 الجاري. وتصاعد الجدل في أوساط "فتح" خلال الاسابيع الماضية حول "البرايمرز" الذي يجرى الاعداد له منذ اسابيع عدة وتقرر ان يجرى في مناطق الضفة الغربية بعد غد.
ومن مقابلات مع قياديين وكوادر مناطقية في الحركة يتضح أن هناك ثلاثة اتجاهات حول هذا الموضوع: الاتجاه الأول: تمثله أغلبية اللجنة المركزية، وعدد من الكوادر القيادية المتوسطة وهو يرى ضرورة التراجع عن فكرة الانتخابات التمهيدية، ويرى أصحاب هذا الاتجاه أن الانتخابات التمهيدية تعني تنازل قيادة الحركة (اللجنة المركزية) عن دورها القيادي، ويحذرون من ان السير في طريق "البرايمرز" يعني اضعاف فرص الحركة في تحقيق فوز كبير في انتخابات المجلس التشريعي. ويدللون على ذلك بأن عدد المسجلين للتصويت في "البرايمرز" في الضفة تجاوز 300 ألف شخص لم تتم غربلتهم والتأكد من صحة عضويتهم أو مناصرتهم لـ "فتح" ما يعني انه سيتم اختيار مرشحين وفقا لاعتبارات التكتل العشائري والجهوي والعائلي.
الاتجاه الثاني: تمثله قاعدة واسعة من الكوادر القيادية والقاعدية، وهو يرى أن "البرايمرز" خلق حالة غير مسبوقة من الحراك في "جسم الحركة المترهل" وسمح "بضخ دماء جديدة في شرايين الحركة"، وانه أشعر عشرات الالوف من أعضاء الحركة بأنهم شركاء في القرار ما يعزز العملية الديمقراطية في الحركة ويمهد لعقد مؤتمرها السادس بصورة سلسة في الربيع المقبل. ويرى أنصار هذا الاتجاه ان اللجنة المركزية تحاول كسر هذا الاتجاه المتعاظم في صفوف الحركة الذي يهدد نفوذها والذي يؤذن بصعود وجوه جديدة للصفوف القيادية الاولى في السلطة وفي الحركة، وأن بعض أعضاء المركزية لا يريدون "البرايمرز" لانهم "يخشون من الفشل إذا رشحوا انفسهم" وفقا لاحد الاعضاء الذي يضيف: "إذا كان هناك بعض الاخطاء في التسجيل للبرايمرز فهي بسيطة ولا يمكن ان يعتد بها قياسا الى حالة النهوض التي حققها الاستعداد لاختيار مرشحي الحركة عبر الانتخابات التمهيدية"، ويحذر أصحاب هذا الاتجاه من أن التراجع عن "البرايمرز" سيصيب القاعدة بخيبة أمل شديدة ويحبط آفاق عملية التحول الديمقراطي داخل الحركة، وسيلحق خسائر بالحركة في الانتخابات المقبلة "لأن اللجنة المركزية إن تولت تشكيل قوائم فتح فستختار بالتأكيد وجوها غير مقبولة جماهيريا، وستهبط علينا الاسماء بـ "الباراشوت" كالعادة دون أخذ رأي القاعدة" على حد قول احد قياديي الحركة.
الاتجاه الثالث: يمثله عدد من القيادات وهو يرى خطورة في النكوص عن "البرايمرز" ولكنه يدعو الى عملية "ترشيد" لها، ويقول أحد المؤيدين لهذا التوجه الذي فضل عدم ذكر اسمه: ان اجراء الانتخابات التمهيدية مكسب لقواعد الحركة يجب عدم التفريط فيه، ولكن المسألة بحاجة الى الترشيد".
ودوافع الترشيد وفق ما قاله تكمن في أنه "لا تجرى استعدادات لاجراء انتخابات تمهيدية في القطاع، فلا يمكن تطبيق النموذج في جزء من الوطن وتغييبه في الجزء الآخر"، وهناك سبب آخر وهو "المخاوف من أن يفوز في الانتخابات التمهيدية كمرشحين للحركة مناضلون لهم مكانتهم في صفوف الحركة، ولكنهم لا يحظون بنفس المكانة على الصعيد العام".
وتتراوح أفكار الترشيد بين أن يتم اختيار مرشحي الحركة على القائمة النسبية من أبناء الحركة في عموم الوطن وليس على مستوى المحافظة والدائرة، ومنها ان يتم في "البرايمرز" اختيار ضعف العدد المطلوب لقوائم الحركة وأن يترك لهيئة ناخبة مصغرة (من أعضاء المركزية والمجلس الثوري وأمناء سر المناطق الذين لا يعتزمون ترشيح انفسهم للانتخابات) مهمة غربلة انتقاء وترتيب هذه الاسماء المختارة لاعلان قوائم الحركة. وينتظر أن يقدم روحي فتوح رئيس اللجنة التحضيرية الفتحاوية للانتخابات التشريعية تقريرا الى المجلس الثوري الليلة حول عمل لجنته خلال الاسابيع الماضية.