القدس - حثت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاسرائيليين والفلسطينيين مساء امس على البرهنة على رغبتهم في احلال السلام وقالت ان قيام دولة فلسطينية من شأنه ان يعزز امن اسرائيل.
وحثت الفلسطينيين على التصدي للنشطاء وفق ما هو مطلوب منهم بموجب "خارطة الطريق" التي تدعمها الولايات المتحدة، ودعت اسرائيل الى الوفاء بتعهداتها التي تشمل تجميد البناء في المستوطنات المقامة في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت في مؤتمر في القدس: "اذا كافح الفلسطينيون الارهاب واعمال العنف الخارجة على القانون، وقاموا باصلاح ديمقراطي، واذا لم يقم الاسرائيليون بأي عمل من شأنه ان يؤثر مسبقا على تسوية نهائية، وعملوا على تحسين الحياة اليومية للشعب الفلسطيني.. فان امكانية احلال السلام مبشرة وواقعية".
وفي اشارة واضحة الى حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تخوض الانتخابات التشريعية المقررة في كانون الثاني قالت رايس انه لا توجد ديمقراطية يمكن ان "تجيز اطرافا مسلحة تضع قدما في مجال السياسة والاخرى في معسكر الارهاب".
وفي الوقت ذاته حثت رايس اسرائيل على تخفيف القيود المفروضة على الفلسطينيين لتسهيل ادائهم أعمالهم.
وقالت في المؤتمر الذي نظمه معهد بروكينجز وهو مؤسسة بحثية اميركية: "اتاحة مساحة اوسع من حرية الحركة امر مهم بالنسبة للفلسطينيين من تجار ومزارعين وملاك مطاعم، وبالنسبة لكل الذين يسعون للوصول مبكرا وبمزيد من السهولة الى اسباب رزقهم".
وكانت رايس قالت في وقت سابق للصحافيين بينما كانت في طريقها من المملكة العربية السعودية الى اسرائيل: "(قيام) دولة فلسطينية من شأنه حقا ان يعزز الامن الاسرائيلي". من جهته، اعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون عن اسفه لكون السلطة الفلسطينية تبدو "عاجزة في مواجهة المنظمات الارهابية بما يناقض التزاماتها".
وقال شارون ان "المرحلة المقبلة ستكون حاسمة للسلطة الفلسطينية، فعليها ان تختار بين سلوك طريق السلام والحوار او طريق الارهاب المتطرف الذي يتيح وجود منظمات ارهابية ومشاركتها في النظام السياسي قبل ان تسلم سلاحها".
وشدد شارون على انه "لن يكون ممكنا قبول وضع لا تسلم فيه المنظمات الارهابية سلاحها مع حصولها على شرعية لوجودها داخل نظام ديموقراطي".
وكان شارون يشير بذلك الى المشاركة الاولى لحركة المقاومة الاسلامية حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقررة في 25 كانون الثاني 2006 . وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي حذر اخيرا من ان بلاده لن تتعاون لتسهيل اجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية في حال شاركت فيها حركة حماس "بشكلها الحالي".
وتجري رايس التي وصلت امس الى اسرائيل محادثات اليوم في القدس مع شارون ثم مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله.
وتسعى واشنطن الى اعطاء دفع جديد لعملية السلام التي لا تزال معطلة بعد شهرين من الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة، او على الاقل الحصول على موافقة الاسرائيليين على فتح المعابر المؤدية الى هذا القطاع.
وتتزامن زيارة رايس لاسرائيل مع تغير سياسي هناك وقال مسؤول رفيع بوزارة الخارجية ان هذا قد يصعب مهمة الولايات المتحدة لدفع عملية السلام.
وكان الاشتراكي عامير بيرتس رئيس اتحاد نقابات العمال الاسرائيلي قد هزم السياسي المخضرم شمعون بيريس يوم الخميس الماضي ليصبح زعيما لحزب العمل اليساري الذي انضم الى حكومة شارون الائتلافية هذا العام للمضي قدما في خطة الانسحاب من غزة. وقال مسؤول رفيع بوزارة الخارجية الاميركية طلب عدم نشر اسمه "ربما نكون بصدد فترة من المساومات السياسية. لسنا متأكدين بعد مما يعنيه كل هذا".
وقال بيرتس انه سيطالب شارون بالدعوة لاجراء انتخابات برلمانية مبكرة في آذار ويخشى الاميركيون أن يزيد هذا من تلاشي آمال السلام التي تراجعت بسبب العنف.