القدس - رويترز: تسارعت امس خطا اسرائيل نحو ما يبدو انه انتخابات مبكرة حتمية بعد ان هدد زعيم حزب
العمل الجديد عمير بيرتس بالتحرك سريعا لاسقاط حكومة ارئيل شارون.
ودون تردد رفض احد كبار مساعدي رئيس الوزراء دعوة بيرتس لشارون للاجتماع معه فورا لمناقشة تحديد موعد لاجراء انتخابات عامة جديدة او مواجهة تحرك من حزب العمل خلال الايام المقبلة لانهاء تحالفهما السياسي.
ويأتي الاضطراب السياسي في اعقاب اطاحة بيرتس المفاجئة برجل الدولة المخضرم شمعون بيريس في انتخابات على زعامة حزب العمل من المرجح ان تزيد من تعطيل اي استئناف لمحادثات السلام مع الفلسطينيين المتوقفة بالفعل بسبب اعمال العنف.
وقال يسرائيل ميمون سكرتير الحكومة الاسرائيلية عن مطلب بيرتس الاجتماع مع شارون في وقت مبكر: "مع كل الاحترام الواجب للسياسة فان شيئا لن يمكن ان يتحقق قبل يوم الخميس". ووصلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى اسرائيل امس وستكون واحدة من عدة شخصيات اجنبية بارزة سيلتقي معها شارون على هامش المراسم المقامة بمناسبة الذكرى العاشرة لاغتيال رئيس الوزراء الاسبق اسحق رابين.
وقال مسؤول رفيع بوزارة الخارجية الاميركية ان "فترة مساومة سياسية" في اسرائيل قد تجعل من الصعب على الولايات المتحدة دفع عملية السلام.
واضاف المسؤول الاميركي الكبير: "ما لا نريده هنا هو البقاء في حالة توقف" بسبب السياسات الداخلية. ومن المقرر ان تجري رايس محادثات منفصلة مع شارون والرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم حول سبل الاستفادة من الانسحاب من قطاع غزة الذي اتمته اسرائيل في ايلول.
وقبل مغادرتها المملكة العربية السعودية قالت رايس ان حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني يحتل اولوية مطلقة وحثت الجانبين على الالتزام "بخارطة الطريق" للسلام التي ترعاها الولايات المتحدة من اجل اقامة دولة فلسطينية تعيش الى جانب دولة اسرائيلية آمنة.
وقالت رايس: "نحث الجانبين على الوفاء بالتزاماتهما" بموجب خارطة الطريق. ولا تزال الآمال المتعلقة بالعودة الى المحادثات حول "خارطة الطريق" بعد انسحاب اسرائيل من غزة في مهب الريح. وكان بيرتس قال في مقابلة تلفزيونية ان حزب العمل "ربما يتحرك لاسقاط الحكومة يوم الاربعاء" اذا لم يلتق مع رئيس الوزراء قبل ذلك الموعد.
ومن المقرر ان يسعى الحزب القومي الديني المعارض للحصول على موافقة اولية في اللجنة التشريعية بالكنيست يوم الاربعاء على مشروع قرار يطالب بحل الكنيست (البرلمان).
وتأييد حزب العمل ضروري لاحالة مشروع القرار الى اللجنة ومن ثم الى المجلس بأكمله لتمريره من خلال ثلاثة اقتراعات منفصلة للتمهيد لاجراء انتخابات في موعد مبكر ربما في شباط. وقال بيرتس انه سيقترح على شارون في كل الاحوال اجراء انتخابات في آذار أو في ايار في تقديم لانتخابات ليست مقررة قبل تشرين الثاني 2006.
وكان التعهد بترك حكومة شارون بسبب ما وصفه بيرتس بتجاهل فقراء اسرائيل هو المحور الرئيسي للحملة التي قام بها زعيم اتحادات نقابات العمال البالغ من العمر 53 عاما لخلافة بيريس (28 عاما).