عمان - في مقابلة مشتركة مع صحيفة "القدس" المقدسة والرأي الأردنية، حذر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني امس الاحد من العودة الى "المربع الاول" في القضية الفلسطينية التي باتت "امام مفترق طرق مهم" في حال لم يكن هناك حل عادل "يرضي الفرقاء المعنيين كافة".

وقال الملك في مقابلة تنشرها اليوم الاثنين صحيفة "الراي" الاردنية الحكومية الواسعة الانتشار وصحيفة القدس ان القضية الفلسطينية على "مفترق طرق مهم. فاما ان يتجه الجميع نحو ايجاد حل عاجل يرضي الاطراف كافة وفي مقدمة ذلك تحقيق هدف قيام الدولة الفلسطينية واما ان نعود الى المربع الاول". واضاف "المطلوب الان من الفلسطينيين والاسرائيليين البناء على ما تم انجازه (...) وادعو اخواننا الفلسطينيين الى توحيد صفوفهم ونبذ الفرقة والانقسام فليس من مصلحتهم الاقتتال الداخلي والتنافس على السلطة".

وشدد الملك عبد الله الثاني على "وجوب ان يدعم الجميع السلطة لبناء المؤسسات وضبط الامن والقضاء على الفلتان الامني. فالعالم يراقب تجربة الفلسطينيين بعد الانسحاب من غزة وسيكون جزء كبير في حكمه على طريقة تعامله معهم انطلاقا من هذه التجربة".

وحول سبب ارجاء زيارته الى الاراضي الفلسطينية واسرائيل، قال الملك ان "التوتر الامني والصدامات التي وقعت مؤخرا بين الفلسطينيين والاسرائيليين ادت الى تاخير الزيارة لكنني ساقوم قريبا بها خصوصا بعد ان تمكنا عبر اتصالات مكثفة في الايام الماضية مع المسؤولين من الطرفين من اقناعهم بضرورة الالتقاء والتباحث حول المسائل العالقة".

يذكر ان رئيس السلطة الوطنية محمود عباس ورئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون سيلتقيان في وقت قريب لبحث عدد من المسائل العالقة بين الجانبين.

من جهة اخرى، اكد العاهل الاردني ان "مستقبل العراق يعتمد على ارادة شعبه فالعراقيون هم الذين يقررون مستقبل بلدهم وهم اليوم امام امتحان صعب. فهم اقدر على معرفة ماذا يريدون لمستقبل العراق الذي يحتاج الى دعمنا جميعا".

وقال "اجرينا اتصالات مع كل القوى السياسية خلال الاسبوعين الماضيين" بهدف ان يلتقي "الجميع على توافق للخروج من الازمة المتعلقة بالدستور وكانت هناك بعض الاشكاليات حول المسودة الاولى وقد اطلعت شخصيا على التعديلات التي ادخلت مؤخرا".

ووصف هذه التعديلات بانها "لا شك ايجابية وخطوة لتشجيع الاخوة السنة العرب على المشاركة في العملية السياسية وبناء العراق الحديث. كما علمت ان تعديلات اخرى يجري بحثها حاليا يمكن ان تضاف الى الدستور وهي ستعمل على دفع العرب السنة الى المشاركة".

واكد الملك انه اجرى "مؤخرا اتصالات عدة مع قيادات كردية وخصوصا الزعيم مسعود بارزاني من اجل دعم مطالب السنة واضافة مادة الى الدستور تقول ان العراق جزء من العالمين العربي والاسلامي".

واوضح ان العلاقات بين الاردن والعراق "تسير في الاتجاه الصحيح ما جرى من سوء فهم كان سحابة صيف عابرة فالتداخل بين الشعبين والمصالح المشتركة تفرض على البلدين البقاء على تلاحم مستمر ونحن نؤمن ان العراق عمقنا مثلما ان الاردن هو رئة العراق". وبالنسبة لسوريا، اعرب عن الامل في "احتواء الموقف وان لا تتعرض الى مزيد من الضغوط وموقفنا دائما ينطلق من ان الحلول الدبلوماسية هي الاساس لحل اي مشاكل عالقة فالمنطقة لا تتحمل تصعيدا وتوترا جديدا".

وحول الملف النووي الايراني، قال الملك "التقيت الرئيس الايراني احمدي نجاد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة الشهر الماضي وحدثني عن موقف بلاده من ازمة الملف النووي. ارى ان لا نغلق باب الحوار في هذه المسالة فقد يؤدي المزيد منه وتبادل وجهات النظر بين ايران والغرب الى مخرج يريح الجميع ويبعد المنطقة عن شبح ازمة اخرى".

وختم قائلا "بالطبع نحن نرفض وجود اي اسلحة نووية في الشرق الاوسط وندعو الى جعله خاليا تماما من كافة اسحلة الدمار الشامل".